"لوفيجارو": حماس أبلغت حسن نصر الله بهجوم 7 أكتوبر.. وحزب الله: خيال لا أساس له

time reading iconدقائق القراءة - 11
جنود إسرائيليون في جنازة أحد زملائهم ممن قتلتهم عناصر الفصائل الفلسطينية خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة. 17 نوفمبر 2023 - Reuters
جنود إسرائيليون في جنازة أحد زملائهم ممن قتلتهم عناصر الفصائل الفلسطينية خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة. 17 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن حركة حماس أبلغت حزب الله اللبناني بأمر الهجوم الذي شنته على بلدات ومدن إسرائيلية في 7 أكتوبر، قبل التنفيذ بنصف ساعة، الأمر الذي نفاه التنظيم اللبناني.

وذكرت الصحيفة الفرنسية أن تحضير "حماس" للهجوم في 7 أكتوبر على إسرائيل تطلّب زهاء سنتين من التخطيط في سرية تامة، حيث قرر قادة الصف الأول للحركة في غزة إخفاء تفاصيل العملية حتى عن كبار أعضاء المنظمة في الخارج، مشيرةً إلى أن "شخصين فقط كانا على علم بالتفاصيل، وهما (زعيم حماس) يحيى السنوار و(قائد كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة) محمد الضيف".

ونقلت "لوفيجارو" في تحقيق مطوّل عن شهادات مسؤولين بارزين في الحركة في لبنان والأردن وقطر أن فكرة الهجوم على بلدات إسرائيلية كانت تلوح في الأفق منذ ما يقرب السنتين، حيث قال مصدر من "حماس" لم تسمه الصحيفة: "أول مرة سمعت عن العملية كانت في عام 2021".

وجاء في التحقيق أن قادة "حماس" لم يخبروا زعيم جماعة "حزب الله" اللبنانية حسن نصر الله بعملية "طوفان الأقصى" إلا قبيل 30 دقيقة من انطلاق الهجوم.

ورفض أحد أبرز قادة "حماس"، خالد مشعل، الرد على سؤال الصحيفة بشأن ما إذا كانت القيادة السياسية قد علمت بالهجوم في وقت مبكر، قائلاً: "استراتيجية حماس، التي تسعى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، تندرج ضمن سياسات الحركة، وكل تفاصيلها العملياتية منوطة بالجهاز العسكري فقط".

خلافات مع الحلفاء

وقال مصدر مقرب من "حزب الله" للصحيفة الفرنسية إن زعيم الحزب "أُبلغ بمخطط حماس لشن هجوم على بلدات جنوب إسرائيل، قبل نصف ساعة (عند حدود الساعة السادسة والنصف صباحاً) من بدء الهجوم في 7 أكتوبر"، مضيفاً أن القيادي البارز في "حماس" صالح العاروري، المقيم في لبنان، تلقى مكالمة هاتفية من السنوار صباح يوم 7 أكتوبر، لإبلاغه بالعملية الوشيكة، وطُلب منه إبلاغ زعيم حزب الله.

وجاء في التحقيق أن "حزب الله" لم يكن راضياً تماماً عن العملية، لأنها كشفت عن الأوراق التي كان من المقرر أن يستخدمها في العمليات المستقبلية ضد إسرائيل، وهي اختراق الداخل الإسرائيلي بهجمات جوية وعنصر المفاجأة، وقال مصدر مقرب من الحزب للصحيفة إن هذه الخطط كانت معروفة لدى نخبة "قوة الرضوان"، التي كانت وسائل إعلام ترجّح قيامها باختراق الجليل.

ويقول مصدر لبناني مقرب من حزب الله للصحيفة: "ساد الارتباك داخل حزب الله، خاصة أن العالم كله كان يحاول معرفة ما إذا كانت إيران تقف وراء الهجوم ضد إسرائيل. فمن ناحية، اتُهم حزب الله وطهران بالمشاركة في التخطيط لها. ومن ناحية أخرى، لم يكونوا راضين عن "حماس"، لأنها كشفت الأوراق التي كان من المقرر أن يستخدمها حزب الله في عمليات مستقبلية ضد إسرائيل.

وقالت "لوفيجارو" إن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري بالغ في نقل الدعم الذي يمكن أن يتوقعوه من حزب الله وغيره إلى باقي أعضاء حماس. وأضافت الصحيفة أن نصر الله لم يكن قادراً على تقديم دعم أكبر، ونصح العاروري بالذهاب إلى طهران لرؤية المرشد الإيراني علي خامنئي.

 وقام العاروري وإسماعيل هنية بزيارة إيران في الأسبوع الثاني من الحرب، حيث أخبره خامئني أن "الحرب الشاملة" ضد إسرائيل ليست خياراً، فيما كانت "حماس" تتوقع دعماً أكبر، بحسب الصحيفة.

وذكرت "لوفيجارو" أنه في نهاية شهر أكتوبر، خلال الأسبوع الأول من العملية البرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، نقل السنوار رسالة إلى قيادة حزب الله يتساءل فيها عن سبب عدم انخراط الحزب بشكل أكبر في العمليات ضد إسرائيل.

وذكر التقرير أنه في حين كان المكتب السياسي منفتحاً على التفاوض مع إسرائيل، تسبب موقف السنوار المتشدد في وضعه على خلاف مع رؤسائه.

ونقلت الصحيفة عن "مروان"، الذي وصفته بأنه صديق قديم للسنوار ويعرفه منذ 1980 ويتحدث معه بانتظام، قوله "إنه مهووس بالقضية الفلسطينية، وهو شخص غير قابل للمساومة، شخصيته الجامدة أدت إلى خلافات مع القيادة السياسية في الخارج".

وأضاف مروان: "في عام 2021، أخبرني السنوار أن الحرب القادمة ستكون مع الإسرائيليين، وأن حماس سترسل 5 آلاف مقاتل لمهاجمة بلدات إسرائيلية مجاورة لقطاع غزة، وسألته حينها: هل تريد أن يقوم الإسرائيليون بإبادة غزة وتحويل المنطقة إلى قبو سيارات؟".

إخفاء الخطة

وشدد التحقيق على أن زعيم "حماس" في غزة يحيى السنوار أخفى خطته على العديد من قياديي الحركة، بمن فيهم أسامة حمدان، المسؤول البارز في الحركة والمقيم في لبنان، والذي قال للصحيفة إنه "سمع عن الهجوم في نشرات الأخبار".

وتقول "لوفيجارو" إن المعلومات، التي حصلت عليها من مصادر مقربة من حماس في الأردن وغزة تشير إلى أن تاريخ الهجوم الذي استهدف بلدات جنوب إسرائيل لم يكن معروفاً إلا للسنوار ومحمد الضيف.

ونقلت "لوفيجارو" عن مصدر في حماس، لم تكشف عن هويته، قوله إنه في الأشهر الأخيرة التي سبقت الهجوم، توقف السنوار إلى حد كبير عن التواصل مع مسؤولي "حماس" في الخارج. وفي نهاية سبتمبر، اضطر موسى أبو مرزوق، أحد قيادات المكتب السياسي في قطر، إلى الانتظار عدة أيام قبل رؤيته في غزة، وكان اللقاء بين الرجلين عاصفاً، بحسب المصدر.

تمويهات الضيف

بحسب "لوفيجارو"، احتفظ السنوار بعلاقات محدودة مع بعض القياديين في الحركة، وأطلعهم على خطته، وذلك من أجل الحصول على الأسلحة والمساعدة في التدريب. وشملت الاستعدادات إرسال أعضاء من "حماس" للتدريب على تكتيكات هجومية في سوريا ولبنان.

وقال مروان إنه لاحظ في الفترة الأخيرة التي سبقت الهجوم سفر عدد من الشباب في غزة إلى لبنان وسوريا للتدريب. وقبل 6 أسابيع من الهجوم، أمر السنوار القادة بتجميد الاتصالات بين بعضهم البعض.

وذكرت الصحيفة أن يحيى السنوار ومحمد الضيف قاما بتمويهات كبيرة لتجنب كشف خططهما للهجوم، مشيرة مثلاً إلى أن السنوار أجرى تغييرات صورية في عدد من المناصب القيادية بكتائب القسام، دون أن يتم فعلياً تغيير المسؤولين، بهدف تشتيت انتباه الإسرائيليين وخداعهم بشأن القيادات الحقيقية للتنظيم العسكري، على سبيل المثال، قائد الاستخبارات العسكرية أيمن نوفل، الذي تمت تصفيته في الأسابيع الأولى من الحرب، استمر في تقديمه كقائد لجهاز استخبارات "حماس"، على الرغم من أنه لم يعد يخدم في هذا الجهاز".

القائد الفعلي لكتائب القسام

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مصدرها أن القائد الفعلي لكتائب القسام هو محمد السنوار، الأخ الأصغر ليحيى السنوار، وليس محمد الضيف، الذي تسعى إسرائيل إلى قتله منذ أكثر من 25 عاماً.

وفي مقابلة مع "لوفيجارو"، مد رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل يده إلى حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قائلاً للصحيفة إن "حماس" مستعدة للنظر في الانضمام إلى هيئة حكم تقودها السلطة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وقال مشعل للصحيفة الفرنسية من مقر إقامته في الدوحة إن "إعادة بناء المشهد السياسي الفلسطيني بدون حماس خطوة مصيرها الفشل، لكننا مستعدون لإعادة التنظيم في إطار منظمة التحرير الفلسطينية كجزء من الإجماع الوطني".

وتوقع مشعل أن "عاجلاً أم آجلاً، ستجادل الولايات المتحدة بأن حماس حقيقة واقعة، وتتمتع بالشرعية بين الناس، يجب أن نتعلم من التاريخ". وبشأن طريقة تواصله مع السنوار، ردّ مشعل مبتسماً: "هذه نتيجة الابتكار الفلسطيني".

وشدد على أن شروط الهدنة مع إسرائيل واضحة: إنهاء العدوان، ووقف دائم للأعمال العدائية للسماح بالإفراج المتبادل عن الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين، وإجراء عملية شاملة من المفاوضات حول القضايا الأساسية الأخرى.

حزب الله ينفي

في المقابل، نفى  حزب الله ما أوردته لوفيجارو، واعتبر، في بيان صادر عن العلاقات الإعلامية التابعة له، "أن ما ورد فيها هو محض خيال لا أساس له، يهدف إلى زعزعة الثقة التامة بين حركات ‏المقاومة وفصائلها على امتداد المنطقة والتزامها العلني والعملي وإيمانها الصريح بمقاومة الاحتلال الصهيوني".

وجاء في البيان أن "الأمين العام لحزب الله  حسن نصر الله، وفي خطاب علني شاهده الملايين، أكد أن عملية طوفان ‏الأقصى هي عملية فلسـطينية محضة من حيث التخطيط والإعداد والتنفيذ والتوقيت والأهداف، ولم يكن لدى حزب ‏الله علم بها”.

واعتبر البيان أن "كل ما ورد في صحيفة  لوفيجارو  هو أكاذيب تجافي الحقيقة، وتؤكد انحياز الصحيفة الكامل إلى جانب ‏العـدو بعيداً عن تحري الدقة والمهنية وسقوطها أخلاقياً ومهنياً مثل كثير من وسائل الإعلام الغربية التي انحازت ‏للظالم والقاتل والمعتدي على حساب الحقيقة والوقائع المجردة والقيم الإنسانية".‏

تصنيفات

قصص قد تهمك