قالت منظمة "وورلد سنترال كيتشن" إن غارة جوية إسرائيلية قتلت 7 من موظفيها في قطاع غزة، بالرغم من تنسيق التحركات مع الجيش الإسرائيلي، وأعلنت وقف عملها في المنطقة، على أن يتم اتخاذ قرارات بشأن العمليات المستقبلية.
وذكرت المنظمة أن الضحايا يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا، إضافة إلى شخص يحمل الجنسيتين الأميركية والكندية، وفلسطينياً، فيما عبّرت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أدريان واتسون، الثلاثاء، عن بالغ القلق إزاء الضربة الجوية التي قتلت عمال الإغاثة في غزة، داعية، عبر منصة "إكس"، إسرائيل، إلى "التحقيق سريعاً" في الضربة التي أودت بحياتهم.
وقدّم رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، التعازي في عاملة الإغاثة الأسترالية، زومي فرانكوم، التي لقيت مصرعها في غزة، مشيراً إلى أنه اتصل بالسفير الإسرائيلي لدى بلاده، وطالبه بـ"محاسبة كاملة" للمسؤولين عن قتل عمال الإغاثة.
وعبّرت بولندا، الثلاثاء، عن تعازيها إلى أسرة متطوع بولندي قتلته الغارة، وذكرت وزارة الخارجية البولندية، في بيان صحافي، إنها تعترض على تجاهل القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني.
الطعام سلاح حرب
وأوضحت المنظمة، في بيان صحافي، أن "فريقنا كان يتنقل في سيارتين مصفحتين تحملان شعار المنظمة في منطقة بعيدة عن مناطق الصراع"، مضيفة أن الحادث بمثابة "هجوم على كافة المنظمات الإنسانية" في وقت يشهد استخدام الطعام كسلاح حرب.
وأشارت إلى أن "القافلة أصيبت عندما كانت تغادر مستودعاً في مدينة دير البلح (وسط غزة)، حيث جرى تفريغ أكثر من 100 طن مساعدات غذائية إنسانية جاءت عبر الممر البحري".
وذكر مراسل "الشرق" في غزة، أن الضحايا يحملون الجنسيات البريطانية والأسترالية والبولندية، إلى جانب السائق وهو مترجم فلسطيني (اسمه سيف عصام أبو طه).
قتل عشوائي
ودعا الطاهي خوسيه أندريز مؤسس ورئيس "وورلد سنترال كيتشن"، على حسابه بمنصة "إكس"، الحكومة الإسرائيلية إلى إيقاف القتل العشوائي، وأن تتوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية، وقتل المدنيين وعمال الإغاثة، والتوقف عن استخدام الغذاء كسلاح.
وزاد: "أشعر بالحزن على عائلاتهم وأصدقائهم وعائلة المطبخ العالمي بأكملها.. هؤلاء أناس ملائكة خدمواً جنباً إلى جنب في أوكرانيا وغزة وتركيا والمغرب وجزر البهاما وإندونيسيا، إنهم ليسوا مجهولين".
وأردف: "لا مزيد من فقدان الأرواح البريئة.. السلام يبدأ بإنسانيتنا المشتركة، ويجب أن يبدأ الآن".
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه "يجري مراجعة شاملة على أعلى المستويات لفهم ملابسات هذا الحادث المأساوي".
وأضاف أنه "يعمل بشكل وثيق مع منظمة (وورلد سنترال كيتشن) في جهودها الحيوية لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية لأهل غزة".
وأدانت حركة "حماس" في بيان، استهداف الجيش الإسرائيلي للعاملين في"وورلد سنترال كيتشن"، جنوبي دير البلح.
وأضافت، في بيان، أن هذه الجريمة "تؤكد مجدداً ان الاحتلال لا زال يصر على سياسة القتل الممنهج ضد المدنيين العزل، وضد فرق الإغاثة الدولية والمنظمات الإنسانية، في إطار مساعيه لإرهاب العاملين فيها، لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية".
وطالبت الحركة الفلسطينية، المجتمع الدولي، ومجلس الأمن بإدانة هذا "الفعل الشنيع"، والتحرك لوضع حد لـ"جرائم الاحتلال وعدوانه على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة".
وتقدم "وورلد سنترال كيتشن" مساعدات غذائية ووجبات جاهزة للمحتاجين. وقالت الشهر الماضي، إنها قدمت أكثر من 42 مليون وجبة في غزة على مدى 175 يوماً.
بدأت المنظمة العمل في 2010 عندما أرسل الطاهي خوسيه أندريز، طهاة وطعاماً إلى هايتي بعد وقوع زلزال هناك. ومنذ ذلك الحين، توصل المنظمة الغذاء للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية واللاجئين على الحدود الأميركية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في أثناء جائحة فيروس كورونا، وإلى الأشخاص في الصراعات في أوكرانيا وغزة.