هدى نجيب محفوظ: لا أمانع تجسيد أحمد حلمي شخصية والدي 

الممثل المصري أحمد حلمي - المكتب الإعلامي لقنوات mbc
الممثل المصري أحمد حلمي - المكتب الإعلامي لقنوات mbc
القاهرة-خيري الكمار

أثار إعلان تجسيد الممثل المصري أحمد حلمي شخصية الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ في عمل فني جدلاً واسعاً في منصات التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض.

ولم تتحدد بعد ملامح المشروع الفني المتعلق بتجسيد شخصية أديب نوبل المصري، سواء في شكل مسلسل أو فيلم سينمائي، ويجري حالياً البحث عن جهة إنتاجية تتولى تنفيذ العمل، وكذلك المخرج.

وأكد السيناريست عبد الرحيم كمال مؤلف العمل، لـ"الشرق"، أن إمكانات أحمد حلمي التمثيلية تؤهله لتجسيد شخصية نجيب محفوظ بشكل احترافي، لاسيما أن هذا الدور بمثابة حلم كبير بالنسبة له.

وقال إن تفاصيل هذا المشروع الفني سوف تُعلن في الوقت المحدد، نافياً كل ما يتردد على منصات التواصل الاجتماعي بشأن العمل، مؤكداً أنها مجرد اجتهادات تمثل وجهة نظر أصحابها فقط. 

الروائي المصري نجيب محفوظ في أحد مقاهي القاهرة  1988 - AFP
الروائي المصري نجيب محفوظ في أحد مقاهي القاهرة 1988 - AFP

جلسة اتفاق

وأوضحت "هدى" ابنة الأديب الراحل نجيب محفوظ، لـ"الشرق"، أنها وقعت عقداً مع الكاتب عبد الرحيم كمال لحجز رواية والدها "أصداء السيرة الذاتية"، قبل شهرين تقريباً، لتحويلها إلى عمل فني.

وقالت: "التقيت أنا وشقيقتي الفنان أحمد حلمي وعبد الرحيم كمال قبل 6 أعوام تقريباً، وعرضا علينا فكرة تقديم شخصية والدي في عمل فني، إلا أن التواصل توقف بعدها لغاية أسابيع قليلة".

وكشفت عن موقفها من الصورة المتداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي، والمتعلقة بالبوستر الدعائي للعمل، قائلة: "ليس بالضرورة أن كل من يجسد شخصية يشبهها بالضبط ، الأهم هو الأداء الذي يقنع الجمهور"، مؤكدة أن أسرة نجيب محفوظ لم تعترض على تجسيد أحمد حلمي شخصية والدها.

وتابعت: "من المفترض أن تجمعني جلسات عمل مع فريق العمل بشأن الاتفاق على طريقة تقديم الشخصية وباقي التفاصيل الأخرى"، مؤكدة أنه لم يشغلها خروج المشروع بشكل فيلم أو مسلسل، بقدر ظهوره على مستوى احترافي يليق بقيمة ومكانة نجيب محفوظ.

جريمة فنية!

آراء عدة ما بين مؤيد ومعارض لهذا المشروع، حيث اعتبره البعض "جريمة فنية"، وسط مطالبات  لأحمد حلمي بضرورة التراجع عن العمل، فيما يرى آخرون أن "حلمي" قادر على تجسيد الشخصية ببراعة شديدة.

ويرى أحد المتابعين أن: "أحمد حلمي أمام فرصة فنية كبيرة من خلال التحضير للشخصية بشكل جيد، لاسيما أن نجيب محفوظ يبدو من أحاديثه المسجلة أنه شخصية بسيطة مقارنة بالكاتب طه حسين الذي كان دقيقاً في كلامه وشديداً لا يتهاون في أي شيء".

فيما أبدى آخر رفضه الشديد لتجسيد أحمد حلمي هذه الشخصية، كونه يُقدم أفلاماً كوميدية بعيدة تماماً عن الأدب والثقافة، قائلاً: "شخصية زي محفوظ محتاجة دراسة عميقة ومفهوم من نوع خاص من جانب فنان مثقف يقدر يعرف إزاي كان نجيب بيفكر في أثناء كتاباته وحواراته.. مع احترامي لحلمي هو ليه لون محترم لكن بعيد كل البعد عن تقمص شخصية أدبية بحجم نجيب محفوظ".

ووجه آخر مناشدة للفنان المصري بقوله: "أناشد أصدقاء الفنان أحمد حلمي إقناعه بعدم ارتكاب هذه الجريمة في حق نفسه أولاً وفي حق الأستاذ نجيب محفوظ ثانياً"

خفة ظل

من جانبه، أشاد الناقد طارق الشناوي بتحمس أحمد حلمي لهذا المشروع، قائلاً لـ"الشرق"، إن: "حلمي حاول الخروج من منطقة الكوميديا في كثير من أعماله السابقة، ولكنه لم يحرك روح المغامرة لديه بعد"، مؤكداً أنه لن يكتشف الطاقات الكامنة بداخله إلا في حال تقديم شخصيات مغايرة بعيدة عن المعتاد أو المنطقة الآمنة. 

وأفاد أن "نجيب محفوظ كان يتميز بأنه شخصية خفيفة الظل، وأتذكر أنه في آخر تسجيلاته عندما احتفل بعيد ميلاده التسعين، كان يُداعب الجميع. كنت أعرفه عن قرب".

وبعث الشناوي رسالة إلى أحمد حلمي مفادها ألا يلتفت إلى نصائح الآخرين وأن يُصدق نفسه فقط، لافتاً إلى الهجوم الذي تعرّض له الأخير بمجرد الإعلان عن ملامح المشروع، قائلاً: "الهجوم جزء كبير منه يعود لعدم الدراية بفن التشخيص الذي يعتمد على الدخول في تفاصيل الشخصية التي يُقدمها".

وأشار إلى أن الفنان الراحل أحمد زكي جسّد 4 شخصيات: طه حسين، جمال عبد الناصر، محمد أنور السادات وعبد الحليم حافظ، وحقق قدراً من المصداقية.