مهرجان كان السينمائي يحتفي بالمرأة ويتجاهل غزة في افتتاح الدورة 77

ميريل ستريب تحمل السعفة الذهبية وتتوسط جوليت بينوش وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، في افتتاح الدورة 77، فرنسا. 14 مايو 2024 - AFP
ميريل ستريب تحمل السعفة الذهبية وتتوسط جوليت بينوش وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، في افتتاح الدورة 77، فرنسا. 14 مايو 2024 - AFP
كان (جنوب فرنسا) -محمد عبد الجليل

سيطر الحضور النسائي بشكل لافت على حفل افتتاح الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي، الثلاثاء، فيما قررت إدارة المهرجان حظر أي رموز تعبر عن التضامن مع فلسطين

وشهد حفل الافتتاح تكريم الممثلة الأميركية ميريل ستريب، والاحتفاء بمخرجة Barbie جريتا جرويج كرئيسة للجنة تحكيم المسابقة الرسمية.

وقدمت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، السعفة الذهبية الفخرية إلى ستريب، وقالت: "إذا كانت مساهمات النساء في التاريخ لا تزال غير مرئية، فإن مساهماتك في السينما ليست كذلك"، مؤكدة أن ستريب غيّرت نظرة العالم للمرأة في السينما وقدمت صورة جديدة لها.

وأضافت بينوش في كلمتها: "وجهك وصوتك جزء من حياتنا، لقد جعلتينا نشعر  وننضج، أنت أكثر بكثير من كونك ممثلة".

ورداً على التكريم والمقاطع المصورة التي عرضت في الافتتاح، قالت ستريب: "بالنسبة لي، فإن مشاهدة هذا المقطع يشبه النظر من نافذة قطار فائق السرعة، أنظر إلى شبابي ثم الخمسينيات من عمري، حتى يومنا هذا، الكثير من الوجوه، الكثير من الأماكن التي أتذكرها جيداً، عندما كنت في مهرجان كان قبل 35 عاماً، لأول مرة، كنت بالفعل أم لثلاثة أطفال،كنت أقترب من الأربعين واعتقدت أن مسيرتي المهنية انتهت، في ذلك الوقت، بالنسبة للممثلة، كان ذلك تنبؤاً معقولاً، ولكن ها أنا هنا مرة أخرى وسط هذا الترحيب الكبير".

وكانت حركة Me Too حاضرة في الافتتاح إذ أشارت مقدمة الحفل كامي كوتان إلى التغيرات التي أحدثتها الحركة في الوسط السينمائي قائلة: "الاجتماعات المهنية الليلية في غرف الفنادق مع الرجال ذوي النفوذ لم تعد جزءاً من عادات مهرجان كان".

ويعرض المهرجان، وسط احتفاء خاص، فيلماً قصيراً للممثلة جوديت جودريش بعنوان Me Too، والذي يسلط الضوء على ضحايا الاعتداء الجنسي.

بين فلسطين وأوكرانيا

وعلى الرغم من غضب الرأي العام العالمي ضد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، إلى أن إدارة المهرجان قررت حظر أي رموز يحملها الفنانون، مثل الدبابيس والأعلام تعبر عن التضامن مع فلسطين.

وقال مدير المهرجان تيري فريمو، في مؤتمر صحافي ليلة الافتتاح: "هذ العام قررنا أن يتركز اهتمامنا الرئيسي على السينما، بعيداً عن أي جدل سياسي".

جاء قرار المهرجان بعد أن حظرت مدينة كان التظاهر وتنظيم المسيرات الاحتجاجية على طول شاطئ كروازيت.

واتخذت سلطات المدينة تدابير أمنية مشددة، وسط سيطرة الأجواء الممطرة، في محاولة لتجنب ما حدث في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن"، الأسبوع الماضي، حيث ندد آلاف المتظاهرين في مدينة مالمو السويدية التي استضافت المسابقة، بالحرب الإسرائيلية على غزة.

واختلف موقف إدارة مهرجان كان هذا العام عن نسخة عام 2022، التي شهدت ظهور الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عبر الفيديو خلال حفل الافتتاح، متعهداً بانتصار بلاده في حربها ضد روسيا وسط تصفيق الجمهور. 

8 أفلام عربية في مهرجان كان

وشهد افتتاح الدورة 77 حضور عدد من صناع السينما العربية، منهم الفنانين المصريين يسرا وحسين فهمي، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي جمانا الراشد، ورئيس المهرجان محمد التركي، والمخرجة اللبنانية نادين لبكي عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، والمخرجة المغربية أسماء المدير عضو لجنة تحكيم  قسم "نظرة ما". 

وتشهد الدورة 77 مشاركة 8 أفلام عربية في مسابقات المهرجان المختلفة، من: السعودية ومصر والمغرب والصومال وفلسطين والجزائر، منها الفيلم السعودي"نورة" للمخرج توفيق الزايدي، والمصري "شرق 12" للمخرجة هالة القوصي، ويشارك من مصر أيضاً فيلم "رفعت عيني للسما" إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، ومن المغرب "من الذي لا يحب تودا" للمخرج نبيل عيوش، و"البحر البعيد" للمخرج سعيد بن حميش، والفيلم الصومالي "القرية إلى جوار الجنة" للمخرج مو هراوي.

وتشارك فلسطين بفيلم "إلى أرض مجهولة" للمخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل، بجانب الفيلم الجزائري القصير "بعد الشمس" للمخرج ريان مكيدري.

 ويستضيف المهرجان عدداً من الشخصيات السينمائية البارزة حول العالم، لتقديم أعمالها والمشاركة في النقاشات والندوات، وشهد المهرجان هذا العام حضوراً كبيراً من الجماهير والصحافيين، ما يعزز من أهمية المهرجان كحدث سينمائي عالمي.

وتستمر فعاليات المهرجان حتى 25 مايو، حيث ستعرض مجموعة متنوعة من الأفلام الجديدة والمثيرة، بما في ذلك أفلام إنتاج مستقل وأخرى من شركات إنتاج كبيرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك