"البنتاجون" ينشر مسيرة انتحارية مستنسخة من الطائرة الإيرانية "شاهد 136"

رسم توضيحي لطائرات شاهد-136 المسيرة. 16 يونيو 2025 - Scientific American
رسم توضيحي لطائرات شاهد-136 المسيرة. 16 يونيو 2025 - Scientific American
دبي -الشرق

بدأت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) نشر طائرة مسيرة انتحارية جديدة في الشرق الأوسط، جرى استنساخها من نموذج إيراني واسع الاستخدام، في خطوة تعكس اعتماد واشنطن على سلاح "بدائي لكنه فعال".

ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن الخطوة تحاكي تكتيكاً إيرانياً يعتمد على انتشال طائرات أميركية جرى إسقاطها، مثل طائرة وكالة الاستخبارات المركزية من طراز RQ-170 Sentinel، وإعادة هندستها لبناء نسخ محلية.

ويمثل التحرك الأميركي مثالاً مبكراً على مبادرة وزير الدفاع بيت هيجسيث، المعروفة باسم "الهيمنة في الطائرات المسيرة"، التي تهدف إلى شراء طائرات رخيصة من شركات أميركية، يمكن نقلها سريعاً إلى ساحات القتال.

وأعلنت الوزارة، الأربعاء، تشكيل قوة "سكوربيون سترايك" (Task Force Scorpion Strike)، وهي سرب من الأنظمة غير المأهولة منخفضة التكلفة، طورته شركة "SpektreWorks" الأميركية، لتكون أول وحدة أميركية للطائرات المسيرة الانتحارية، تُنشر في الشرق الأوسط.

وصممت "سبيكتر ووركس" النظام عبر إعادة هندسة الطائرة الإيرانية "شاهد 136"، التي استخدمتها إيران لاستهداف القوات الأميركية، والسفن التجارية في الشرق الأوسط، كما استخدمتها روسيا لضرب القوات والمدن الأوكرانية، وفق "وول ستريت جورنال".

وتأتي خطوة نشر سرب من الطائرات الانتحارية في الشرق الأوسط بعد نحو عامين من سقوط 3 جنود أميركيين في ضربة نفذتها طائرة إيرانية مسيرة استهدفت موقعاً أميركياً في شمال شرقي الأردن، يُعرف باسم "البرج 22".

وتُعد الخطوة مؤشراً إضافياً على أن البنتاجون، في منطقة يستخدم فيها الخصوم أنظمة بدائية ورخيصة لاستهداف الجنود الأميركيين، يتجه نحو التخلي عن الأنظمة الباهظة والمعقدة التي تستغرق سنوات قبل دخول الخدمة.

شاهد 136

وكان هيجسيث أعلن مبادرة "الهيمنة في الطائرات المسيرة"، في يوليو الماضي، بهدف تعزيز مخزون الجيش من المسيرات الهجومية الصغيرة والرخيصة، عبر تقليص الإجراءات البيروقراطية في نظام المشتريات العسكري، ودعم تصنيع المسيرات الأميركية.

ويهدف البرنامج إلى تزويد كل وحدة عسكرية في الجيش بطائرات انتحارية صغيرة، بحلول نهاية السنة المالية 2026.

وتتشابه الطائرة المسيرة FLM 136 إلى حد كبير مع "شاهد 136"، إذ يبلغ طول جناحيها مثلث الشكل أكثر من 8 أقدام بقليل، وفقاً لموقع الشركة.

ويمكن إطلاق الطائرة بوسائل متعددة، منها المقاليع، والإقلاع بمساعدة الصواريخ، وكذلك أنظمة الإطلاق الأرضية والمتحركة، وفقاً لبيان من القيادة المركزية الأميركية.

وتعمل الطائرة ذاتياً بالكامل، ما يعني أنها قادرة على العمل بحد أدنى من التدخل البشري، اعتماداً على أجهزة الاستشعار، والذكاء الاصطناعي للتوجه نحو الهدف، ويمكنها التحليق لمدة 6 ساعات تقريباً، بحسب "سبيكتر ووركس".

35 ألف دولار

تبلغ كلفة الطائرة FLM 136، المعروفة أيضاً باسم "لوكاس" (Lucas)، نحو 35 ألف دولار، وفقاً للمتحدث باسم القيادة المركزية تيم هوكينز.

وتقدر تكلفة الطائرة الأميركية الهجومية MQ-9 Reaper بنحو 16 مليون دولار، وفقاً لمتحدث باسم "جنرال أتوميكس" (General Atomics)، الشركة المُصنعة.

وفي كثير من الحالات، تكون الطائرات الانتحارية أرخص بكثير من الصواريخ الاعتراضية المستخدمة لإسقاطها.

وقالت كايتلين لي، الخبيرة في شؤون الطائرات المسيرة، ومديرة سياسات الاستحواذ والتكنولوجيا في مؤسسة "راند"، إن خصوماً آخرين للولايات المتحدة، مثل الصين، نجحوا في استنساخ تصميمات الطائرات الحربية الأميركية، لكنهم واجهوا صعوبات في تقليد تكنولوجيا الدفع المعقدة.

وأضافت أن توافر المكونات الإلكترونية التجارية على نطاق واسع جعل إعادة هندسة الطائرات الصغيرة والبسيطة أكثر سهولة.

وتابعت لي: "في حرب أوكرانيا، أعاد الطرفان هندسة مسيرات بعضهما البعض، مستفيدين من العتاد والبرمجيات التجارية"، متوقعة "مزيداً من عمليات إعادة هندسة تكنولوجيا الطائرات المسيرة مستقبلاً".

وفي الجيش الأميركي، كانت إعادة الهندسة تقتصر غالباً على تطوير أنظمة تحاكي أسلحة العدو، بحسب لي.

ويأتي نشر السرب الجديد بعد أقل من 3 أشهر على إعلان القيادة المركزية إنشاء "قوة الانتشار السريع المشتركة"، بقيادة كبيرة مسؤولي التكنولوجيا جوي شانابيرجر، بهدف تسريع تطوير ونشر التقنيات الجديدة.

وقالت شانابيرجر، في مقابلة أُجريت في سبتمبر الماضي، إن الهدف النهائي للقوة هو طرح قدرات جديدة كل 60 يوماً، وهو ما يُفترض تحقيقه بحلول ديسمبر 2026.

وأوضحت أن أحد أهداف القوة هو تعويض خسارة الطائرات الباهظة من طراز MQ-9 Reaper بأنظمة رخيصة يمكن الاستغناء عنها.

وأضافت: "في ظل القيادة الحالية، ونتيجة الحرب في أوكرانيا إلى حد ما، بدأ الناس يدركون ضرورة التحرك بالسرعة نفسها التي تتحرك بها التكنولوجيا وخصومنا".

تصنيفات

قصص قد تهمك