أوكرانيا تستعد لاستلام صواريخ ATACMS بعيدة المدى وتتوقع استخدام F16 في الشتاء

طائرة بولندية مقاتلة من طراز F-16 تقوم بطلعة جوية في مجال حلف الناتو. 4 يوليو 2023 - REUTERS
طائرة بولندية مقاتلة من طراز F-16 تقوم بطلعة جوية في مجال حلف الناتو. 4 يوليو 2023 - REUTERS
دبي -الشرق

توقع قادة عسكريون أوكرانيون، الأحد، أن تبدأ القوات الجوية الأوكرانية  في استخدام طائرات F-16 مطلع الشتاء المقبل، بحسب ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية التي أشارت إلى إمكانية أن يمنح أوكرانيا قدرات قتالية جديدة مهمة، فيما تستعد واشنطن لإرسال صواريخ بعيدة المدى من طراز ATACMS إلى كييف، والتي تطالب بها منذ أشهر.

ورجح مسؤولون أوكرانيون وأميركيون، أن يبدأ الطيارون الأوكرانيون تدريباتهم في الولايات المتحدة، الشهر الجاري أو المقبل، مشيرين إلى إمكانية تجهيز عدد من الطيارين في مطلع فبراير المقبل، لكن مسؤولين أميركيين استبعدوا التحليق بـ F-16 في الأجواء أوكرانية قبل منتصف عام 2024 على الأقل.

وأشارت تقييمات أوكرانيا الأولية، إلى قدرة الولايات المتحدة على تدريب طيارين أوكرانيين ذوي خبرة ومتحدثين باللغة الإنجليزية في أقل من 5 أشهر، موضحةً أن عددهم قد يصل إلى 10 طيارين حالياً.

وتعد موافقة الولايات المتحدة على منح أوكرانيا طائرات F-16 خطوة من أجل تنفيذ الاستراتيجية العسكرية الأميركية في أوكرانيا، والتي تسعى إلى دمج سلاح المشاة والمدرعات والمدفعية والقوة الجوية بهدف تدمير دفاعات روسيا الجوية والبرية، بحسب ما ذكره خبراء ومسؤولين.

ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى تحفظ المسؤولين الأميركيين على الإطار الزمني الموضوع لتجهيز طائرات F-16 للقتال، مشيرين إلى حجم أعباء تجهيز أطقم الصيانة والدعم اللوجستي.

وأكدت الصحيفة، أن الطيارين من ذوي الخبرة والمدربين على قيادة طائرات من طراز MiG29 يجب أن يتعلموا كيفية التعامل مع المعدات الغربية والتي تشمل الأسلحة وأنظمة الاتصالات.

وقال مسؤولون أميركيون، إن "الأوكرانيين لن يكونوا مستعدين للتحليق بطائرات F-16 قبل منتصف عام 2024 على الأقل، وربما بعد ذلك بكثير".

وكان قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا جيمس هيكر، قال للصحافين، في أغسطس الماضي، إن "إتقان قيادة طائرات من طراز F-16 ، لا يتم بين عشية وضحاها"، مبيناً أن "تجهيز سربين من طائرات F-16 بكفاءة عالية قد يستغرق 4 أو 5 سنوات".

ويتكون أصغر سرب أميركي من قرابة 12 طائرة، و60 طياراً، وأكثر من 100 عامل على صيانة الطائرات.

عقبة اللغة

وذكر مسؤولون عسكريون أميركيون أن "التدريب ليس سوى عقبة واحدة من العقبات التي تمنع طائرات F16 من دخول الحرب"، في حين وصف مسؤولون أميركيون عملية إيجاد أطقم صيانة تتحدث اللغة الإنجليزية بأنه "أكثر صعوبة من تجهيز الطيارين".

ومن المقرر أن بدأ عشرات الطيارين الأوكرانيين خلال أسابيع، تعلم اللغة الإنجليزية في معهد داخل قاعدة لاكلاند الجوية في مدينة سان أنتونيو الأميركية.

وقال مسؤول دفاعي أميركي، إن "الطيارين الذين يتحدثون الإنجليزية سيبدأون التدريب على الطيران في قاعدة موريس الجوية بولاية أريزونا الأميركية".

وسعت كييف بقوة للحصول على مقاتلات F-16 أميركية الصنع، لمساعدتها في مواجهة التفوق الجوي الروسي، فيما وافقت واشنطن موخراً على إرسال هولندا والدنمارك الطائرات إلى أوكرانيا، وتدريب الطيارين والذي بلغ عددهم 8 أشخاص حتى الآن، بحسب الصحيفة.

لكن محدودية قدرات كوبنهاجن وأمستردام، دفعت واشنطن للموافقة، في أغسطس الماضي، على تدريب الطيارين الأوكرانيين في أراضيها، كما اتفقت مع اليونان ورومانيا على تدريباتهم كذلك.

واعتبر المسؤولون الأميركيون أن منح الأوكرانيين طائرات F-16، "يمكن أن يلبي الاحتياجات العسكرية الملحة والعاجلة مثل صواريخ الدفاع الجوي وذخيرة الثقيلة"، بحسب ما نقلته "وول ستريت جورنال" التي أشارت إلى أن بعض المسؤولين يصفون عملية التعجيل بتنفيذ الإطار الزمني بـ"الواقعية".

صواريخ ATACMS

وكانت أوكرانيا، بدأت في يونيو الماضي، هجومها المضاد الساعي لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، لكنها لم تحقق بعد النتائج المرجوة، في حين أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن التفوق الجوي الروسي "يوقف" الهجوم المضاد، مطالباً بأسلحة بعيدة المدى.

وفي السياق، رجح مسؤولون أميركيون أن ترسل الولايات المتحدة أنظمة صواريخ تكتيكية بعيدة المدى من طراز ATACMS إلى أوكرانيا، لمساعدتها في حربها ضد روسيا.

ونقلت شبكة ABC الأميركية عن مسؤول وصفته بالمطلع على خطط المساعدة الأمنية، قوله: "إنها قادمة"، لكنه أضاف أن "خطط كهذه قابلة للتغيير حتى يتم الإعلان عنها رسمياً".

وقال مسؤول آخر، إن مسألة إرسال الصواريخ "مطروحة على الطاولة"، مرجحاً أن "يتم تضمينها في حزمة المساعدة الأميركية الأمنية القادمة"، لكنه شدد على أنه "لم يتم اتخاذ القرار النهائي، وقد يستغرق الأمر شهوراً قبل تسليم الصواريخ لكييف".

منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، قال للشبكة إنه "لم يتم اتخاذ قرار بشأن هذه المسألة حالياً، لكن كما قال الرئيس جو بايدن، لا نستبعد إرسال صواريخ ATACMS ونحن نواصل دراسة مدى جدواها".

ويمكن لهذا الصاروخ بعيد المدى أن يضرب أهدافاً على بُعد 190 ميلاً برأس حربي يحتوي على حوالي 375 رطلاً من المتفجرات، كما يمكن إطلاقه من قاذفات من طراز "هيمارس" المحمولة، التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا، وكذلك من قاذفات M270 القديمة المُرسلة من بريطانيا وألمانيا.

وتبدو مسألة صواريخ ATACMS، حساسة للغاية، بالنسبة للبيت الأبيض الذي لديه مخاوف من أن أوكرانيا قد تستخدمها لضرب أهداف في عُمق روسيا، وهو ما قد يرد عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصعيد الحرب.

لكن كييف تؤكد على أنه ليس لديها خطط لضرب المدن الروسية أو استهداف المدنيين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات

قصص قد تهمك