الهند والجزائر أكبر عملاء الدبابة خارج روسيا

"T-90".. أكثر الدبابات الروسية مبيعاً منذ الحرب الباردة

دبابات روسية من طراز T-90 خلال العرض العسكري لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لمعركة ستالينجراد في الحرب العالمية الثانية في مدينة فولجوجراد بروسيا، 2 فبراير 2018. - REUTERS
دبابات روسية من طراز T-90 خلال العرض العسكري لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لمعركة ستالينجراد في الحرب العالمية الثانية في مدينة فولجوجراد بروسيا، 2 فبراير 2018. - REUTERS
دبي-الشرق

تشكل الدبابة الروسية T-90 التي دخلت الخدمة منذ عام 1992، الغالبية العظمى من الدبابات القتالية المنتجة في روسيا منذ نهاية الحرب الباردة؛ إذ بلغ عدد الدبابات المنتجة من هذا الطراز على مدار 30 عاماً، نحو 9 آلاف دبابة، حتى أوائل عام 2022.

ووفقاً لتقرير مجلة "Military Watch Magazine"، فإن الدبابة T-90 هي تطوير لـT-72  التي ترجع إلى حقبة الحرب الباردة، والتي تم إنتاجها في مصنع أورالفاجونزافود Uralvagonzavod.

ورغم تباين مواصفاتها وأدائها بحسب الإصدار، إلا أن هذه الفئة من دبابات الجيش الروسي، تلقت طلبات خارجية أكبر بكثير من أي دبابات أخرى بعد الحرب الباردة، الأمر الذي جعلها تعتبر من أقوى الدبابات في العالم.

ورغم هذا الإنجاز ومواصفات الأداء المثيرة للإعجاب للإصدارات اللاحقة، لم يطلب الجيش الروسي الكثير من دبابات T-90 قبل عام 2022، إذ لم يكن لديه حتى ذلك الحين داخل البلاد سوى 420 قطعة فقط.

عملاء الدبابة في الخارج 

وتعد الهند والجزائر، أكبر الدول المشغلة للدبابة T-90 خارج روسيا، إذ نشرت نيودلهي ما يقدر بنحو 1150 دبابة T-90S مع مئات أخرى تحت الطلب، فيما نشرت الجزائر ما يقدر بـ 700 دبابة T-90SA. 

وتنظر روسيا إلى الهند والجزائر، بجانب الصين، على أنهما من صفوة عملائها، كما أن لهما الريادة في تشغيل مجموعة من الأنظمة الأخرى كطائرات Su-30MKI/MKA وأنظمة الدفاع الجوي S-300PMU2/S-400.

وتمتلك الدولتان قوات برية كانت منذ تفكك الاتحاد السوفييتي تحظى بتمويل أفضل من القوات الروسية في كثير من النواحي.

تحديث الميراث السوفيتي 

كان لإحجام الجيش الروسي عن طلب أعداد أكبر من دبابات T-90 قبل عام 2022 عدد من الأسباب، أهمها الأعداد الكبيرة جداً من أنواع الدبابات الروسية الأخرى مثل T-72 وT-80 التي خلفها الاتحاد السوفيتي.

ورغم أن الغالبية العظمى منها ظلت في المخازن، إلا أنه تم تحديث ما يقرب من 1400 دبابة T-72 بحلول عام 2022 لتتوافق مع معايير T-72B3 وB3M.

وشملت التحديثات نظام تصوير حراري، وإضافة منظار مدفعي من طراز Sonsna-U، وناقل حركة أوتوماتيكي جديد، واتصالات لاسلكية حديثة، ومدفع أملس من طراز 2A46M-5 ، عيار 125 ملم، مماثل للموجود في T-90A. 

وسمحت الأسلحة الجديدة وأدوات التحكم في إطلاق النار، لدبابات T-72 المحدثة، باستخدام أنواع ذخيرة جديدة مثل 3BM48 ذات الزعانف الخارقة للدروع، والصاروخ الموجه المضاد للدبابات 9M119M1، كما تم تحسين مستويات الحماية بشكل كبير مع الإصدارات الحديثة من  Kontakt-5، أو دروع Relikt التفاعلية المتفجرة.

وبالتالي، تم اعتبار طراز T-72 المحدث، أفضل بكثير من طراز  الدبابة T-90، الأساسي الذي يعود لعام 1992، لكنه لا يزال أقل قدرة من الإصدار T-90S الذي أنتج في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين لصالح الهند والجزائر.

ومع ذلك، كان يُنظر إلى تحديث دبابات T-72 الحالية على أنها أكثر فعالية من حيث التكلفة، بالمقارنة بصنع دبابات روسية جديدة، إذ كانت القدرة التنافسية للدبابات المحدثة عاملاً أساسياً يمنع الطلب المحلي الرئيسي على المزيد من دبابات T-90.

في انتظار T-95 

السبب الثاني الذي أورده التقرير للتردد الروسي في الحصول على الدبابة T-90، هو أن هناك دبابة روسية أكثر ثورية كانت قيد التطوير في البلاد، في إطار برنامج أطلق عليه اسم "T-95"، والذي كان من المتوقع أن يجعل القوات المدرعة الروسية تتفوق على الكثير من القوات المدرعة في بقية العالم، وهو ما يشبه إلى حد كبير ما حدث مع طراز T-64 في الستينيات.

وكان من المتوقع أن تكون الدبابة T-95 أثقل بكثير، بما يقدر بنحو 55 طناً، وأن تستخدم برجاً لا يحتاج إلى جندي، إذ يتم التحكم فيه عن بعد، ومدفع 2A83  الأملس بعيار 152 مليمتر. وكان من المفترض أن تتمتع الدبابة الأحدث بمستويات غير مسبوقة من الحماية وأنظمة مكافحة الحرائق المتطورة.

ورغم أن البرنامج كان واعداً أيام الاتحاد السوفييتي، إلا أن روسيا لم تتمكن من مواصلة تطويره، وألغته في أواخر عام 2010، لصالح الدبابة T-14 Armata وهي النسخة "الأكثر تواضعاً" وفق التقرير، لكنها تستخدم العديد من التقنيات ذاتها.

وكان من المتوقع الحصول على T-14 بأعداد كبيرة، اعتباراً من أواخر عام 2010، لكنها عانت من تأخيرات خطيرة، شأنها في ذلك شأن العديد من برامج الأسلحة التكتيكية الروسية الطموحة.

وكانت النتيجة أن الجيش الروسي واصل الاستثمار فقط في تحديث دبابات T-72 وT-80 السوفيتية، وبدأ اعتباراً من عام 2019 في طلب عدد صغير من دبابات T-90 المحدثة.

مستقبل غامض 

لا يزال مستقبل المدرعات الروسية غير مؤكد إلى حد كبير، إذ يُعتقد أن الخسائر الكبيرة في دبابات T-72 في أوكرانيا، كانت عاملاً رئيسياً في تحفيز وزارة الدفاع على زيادة إنتاج T-90M للاستخدام المحلي.

تم أيضاً نشر دبابة T-14 في أوكرانيا لأغراض الاختبار، على الرغم من عدم معرفة ما إذا كان الصراع سيؤدي إلى زيادة وتيرة العمل على إنتاجها، أم سيتحول نحو إنتاج المزيد من T-90M، ويرجع ذلك غالباً إلى نقص المعلومات حول حالة الدبابات الجديدة قيد التطوير.

كما ورد أن وزارة الدفاع الروسية طلبت في سبتمبر إعادة الدبابة السوفيتية T-80 إلى الإنتاج في مصنع "أومسكترانسماش"، وهو غير "أورالفاجونزافود"، أكبر مصنع ورثته روسيا عن الاتحاد السوفيتي.

ويُعتقد أن الأداء القوي لـ T-80 في أوكرانيا، ولا سيما قدرتها على الحركة، كان من العوامل الرئيسية التي أثرت على هذا القرار، حيث من المتوقع أن تتجاوز الإصدارات الجديدة قدرات T-90M.

وتعد T-80 بمثابة نظير أعلى للدبابة T-72، وإن كانت أكثر تكلفة بكثير، وكانت الخطة تقتضي أن تكون بأبراج غير مأهولة، وغيرها من ميزات الجيل التالي في الاتحاد السوفيتي، لكنها لم تكتمل بسبب تفكك الاتحاد.

ومع الزيادة الكبيرة في طلبيات T-90، من المتوقع أن تشكل هذه الفئة من الدبابات، العمود الفقري للوحدات المدرعة للجيش الروسي، وأن تظل في الإنتاج لسنوات عديدة قادمة، وأن تحظى روسيا بالمزيد من الصفقات مع الهند والجزائر، وربما مع عملاء جدد مثل بيلاروس ومصر.

تصنيفات

قصص قد تهمك