وارسو تعزز قدراتها العسكرية مع وقوفها على خط الدفاع الأول عن دول "الحلف"

بولندا.. من "شرطي مرور أسلحة" إلى "رأس حربة" الناتو ضد روسيا

عرض عسكري للجيش البولندي في العاصمة وارسو. 15 أغسطس 2015 - Reuters
عرض عسكري للجيش البولندي في العاصمة وارسو. 15 أغسطس 2015 - Reuters
دبي-الشرق

تقف القوات المسلحة البولندية على خط الدفاع الأول عن دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بامتلاكها أطول حدود مع بيلاروس أقوى حلفاء روسيا.

ويعد الجيش البولندي أحد أكثر الجيوش الأوروبية رغبة في التطوير كماً وكيفاً، وأسرع دول الاتحاد السوفييتي السابق في التخلص من مخزونها المتراكم من أسلحة "الرفاق القدامى". 

منذ بداية الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من عامين، أصبحت بولندا بحكم موقعها الجغرافي، الممر الغربي الأكثر موثوقية لقوافل التسليح المتجهة إلى أوكرانيا. ليس هذا فقط، لكن الدولة التي تحتل المرتبة 21 بين 145 دولة في تقييم موقع Global Firepower لأقوى جيوش العالم لعام 2024، تطمح بشدة إلى ما هو أبعد بكثير من دور "شرطي مرور الأسلحة لأوكرانيا"، حسب تصريحات قادتها السياسيين. فكيف تحاول وارسو أن ترتدي ثوب "رأس حربة الناتو" في مواجهة موسكو؟

"عصر ما قبل الحرب"

عبّر رئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك، عن مخاوف بلاده من توتر الوضع في شرق أوروبا، محذراً من أنه "للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تدخل قارة أوروبا عصر ما قبل الحرب"، في إشارة إلى ما جرى في الحرب العالمية الثانية، حين اجتاح هتلر وستالين بولندا.

وتفرض المادة الخامسة من ميثاق الناتو على جميع الدول الأعضاء في الحلف التدخل عسكرياً في حال وقوع اعتداء على أي دولة من الدول الأعضاء. وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى حرب بين روسيا النووية من جهة، و3 دول نووية أعضاء في الحلف هم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا

وأكد تاسك، في تصريحات نقلتها صحيفة Le Monde الفرنسية في نسختها الإنجليزية، أن الحرب "لم تعد مفهوماً من الماضي، ولكنها حقيقة، ولا تزال أحداثها تجري منذ أكثر من عامين".

وأدّى الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من عامين إلى شعور الزعماء الأوروبيين، وخاصة في المنطقة الشرقية؛ بعدم الاستقرار، ما دفع إلى سباق محموم للتسلح وإعادة ملء الخزائن بالذخيرة تأهباً لأي حرب محتملة ضد روسيا مستقبلاً.

وأعلن رئيس وزراء بولندا السابق، ماتيوس مورافيتسكي، في أغسطس 2023، أن الحكومة ستنفق أكثر من 4% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2024.

وحسب تقرير جلوبال فاير باور، فإن بولندا لا تزال بعيدة بمسافة شاسعة عن خصومها في موسكو، إذ يحتل الجيش الروسي رغم الأداء المتعثر في أوكرانيا على مدار عامين، المركز الثاني في قائمة أقوى جيوش العالم، مباشرة بعد الولايات المتحدة.

وبينما يتمتع الروس بأفضلية غير قابلة للمقارنة بوجود أكثر من 5000 رأس نووي، إلا أن بولندا التي تفتقر إلى الأسلحة النووية، تعمل بطموح ملحوظ لمواكبة التهديد المحتمل من الخصم النووي الذي لوح مراراً بعواقب قاسية قد يتعرض لها من يدعمون أوكرانيا.

وتعمل بولندا كحلقة وصل رئيسية بين أوكرانيا من جهة ودول الاتحاد الأوروبي والناتو من جهة أخرى. فعلى أرضها تتجمع الأسلحة الغربية التي لم تتوقف عن التدفق لأوكرانيا منذ عامين، فيما يتدرب ضباط أوكرانيون باستمرار في معسكرات بولندية، وأخرى غربية تابعة للناتو تقع على أراضي بولندا. 

ويخدم حالياً في الجيش البولندي نحو 602 ألف عسكري، بينهم 202 ألف عسكري يمثلون القوة النشطة.

معضلة الجغرافيا

تقع بولندا في موقع جغرافي شديد التعقيد، إذ تمتلك حدوداً طويلة مع أكبر حلفاء موسكو، بيلاروس، التي تسلمت مؤخراً معدات عسكرية روسية هائلة خلال الحرب مع أوكرانيا، كما تحتفظ بأسلحة نووية تكتيكية منشورة على أراضيها. 

 

وفيما يتقاسم حدود بولندا الشمالية، لاتفيا، وهي إحدى دول الاتحاد السوفييتي السابق، فيما تطل عقدة ممر سوالكي في الجزء الشمالي المطل على بحر البلطيق. 

ويمثل الممر، المنفذ البري الوحيد الذي يربط روسيا عبر بيلاروس وليتوانيا بجزء من الأراضي الروسية في مقاطعة كالينينجراد المعزولة براً عن موسكو. وتعتبر كالينينجراد كابوساً دفاعياً لبولندا ودول البلطيق، كما تمثل بعزلتها الجغرافية، ذراعاً روسياً قرب دول الناتو. 

لم تخف بولندا مخاوفها من هذا الجيب الروسي الذي يمثل قاعدة أسطول البلطيق الروسي، ومخزن عملاق للأسلحة النووية الروسية، وحذر رئيس الوزراء البولندي مراراً من ثغرة كالينينجراد في أراضي الناتو، فيما يرتبط الإقليم بروسيا عبر ممر ضيق يمر على الحدود بين بيلاروس وبولندا وليتوانيا ليصل إلى الجيب المعزول على البحر. 

القوة الجوية.. سلاح غربي يحرس السماوات

تمتلك القوات الجوية البولندية ترسانة لا بأس بها من المقاتلات والطائرات المستوردة بشكل أساسي من دول حليفة مثل الولايات المتحدة.

ووفقاً لموقع WDMMA، تحتل القوات الجوية البولندية المركز 53 عالمياً في ترتيب القوى عالمياً.

وتمتلك بولندا ترسانة متنوعة من الطائرات الحربية، بينها مقاتلات مثل F-16 Fighting Falcon، ومروحيات مثل Mi-8/Mi-17 وطائرات نقل.

كما تستعد بولندا لاستقبال دفعة من طائرات F-35 الأميركية من الجيل الخامس، والتي تعتبر بين الأفضل على مستوى العالم.

رأس الحربة F-16 Falcon

مع التفوق العددي الكاسح لموسكو منفردة، والتفوق الكامل جواً مع إضافة بيلاروس كحليف في حربٍ محتملة، تبدو خيارات بولندا غير كثيرة، لكنها تعتمد بشكل رئيس على المقاتلات الغربية عالية التقنية، مقابل المقاتلات الروسية والبيلاروسية المتقادمة، خاصة مع الأداء غير القوي للقوات الجوية الروسية في مواجهة دفاعات جوية مرتجلة في أوكرانيا على مدار العامين الماضيين. 

في ترسانتها تعتبر طائرة F-16 falcon، العامود الفقري للقوات الجوية البولندية، وهي مقاتلة أميركية خفيفة الوزن ومتعددة المهام قادرة على تنفيذ عمليات جو-جو، والاعتراض، وإطلاق الأسلحة النووية التكتيكية.

ووصف موقع air and space forces، المتخصص في الشؤون العسكرية، مقاتلة F-16 Flcon، بأنها واحدة من أكثر المقاتلات قدرة على المناورة. وهي ميزة مهمة للغاية خاصة مع امتلاك موسكو صناعة مميزة لطائرات سوخوي 35 وميج 29mm من الجيلين الرابع والرابع المحدث، وهما مقاتلتان تعتمدان بشكل أساسي على قدرات مناورة مميزة.

ويمكن تسليح الطائرة البولندية بمدفع M61A1 عيار 20 مليمتر، وما يصل إلى ستة صواريخ جو-جو من طراز AIM-9 Sidewinder أو AIM-120 AMRAAMs.

وطلبت وارسو نحو 48 طائرة من طراز F-16C/D، وبذلك تصبح أول عضو سابق في حلف وارسو يقوم بتشغيل تلك الطائرة.

وسيتم تشغيل الطائرة البولندية الجديدة F-16 Block 52 بمحرك Pratt and Whitney F-100-229، وذلك وفقاً لموقع F-16. 

وسيتم تزويد الطائرة بأحدث إلكترونيات الطيران المتاحة، بما في ذلك رادار APG-68(V)9 الذي يوفر تصويراً أرضياً عالي الدقة، ما يتيح توصيل الأسلحة بدقة ليلاً ونهاراً في جميع الأحوال الجوية.

وتعتبر الميزة الرئيسية في هذا التحديث C/D52، هو القدرة على استخدام صواريخ AIM-7 Sparrow و AIM-120 AMRAAM، إضافة إلى أن تفوق رادار الطائرة الذي يستطيع بسهولة فرز التشكيلات الضيقة للطائرات، وتم تطوير الرادار لإضافة زيادة في المدى بنسبة 15% إلى 20% مقارنة بالنماذج السابقة.

وتحمل طائرات F-16 عادةً صاروخين من طراز AIM-9L Sidewinder على قضبان طرف الجناح، جنباً إلى جنب مع زوج من AIM-9P-4 على الرفوف السفلية الخارجية.

المقاتلة الأقوى F-35A

وقعت بولندا في يناير 2020، عقداً بقيمة 4.6 مليار دولار تحصل بموجبه على 32 طائرة مقاتلة من طراز F-35A Lightning II من الولايات المتحدة.

وأكد المسؤولون في بولندا أن عملية الاستحواذ على طائرات F-35A ستمكن الجيش البولندي من تحقيق قفزة تكنولوجية.

وتعد الطائرة التي تنتجها شركة Lockheed Martin، المقاتلة الأكثر تقدماً في الترسانة الأميركية، إذ تم بالفعل صناعة أكثر من 972 طائرة حربية، ويجري التخطيط لإنتاج أكثر من 3500 طائرة أخرى على مستوى العالم.

وتعتمد واشنطن على خدمات F-35، كمقاتلة أساسية لكل من الولايات المتحدة ومجموعة من الحلفاء، تماماً مثل الدور الذي شغلته لعقود مقاتلة F-16 Flying Falcon.

وقال متحدث باسم مكتب برنامج F-35 التابع للبنتاجون، روس جومير، إنه تم اعتماد المقاتلة F-35A لحمل قنبلة نووية حرارية طراز B61-12، وفق ما نقله موقع Breaking Defense، عن المسؤول الأميركي.

وأشار الموقع إلى أن بعض طائرات F-35A ستكون قادرة على حمل قنبلة B61-12 النووية، ما يجعل المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس رسمياً طائرة "ذات قدرة مزدوجة"، يمكنها حمل أسلحة تقليدية ونووية.

وقال جومير، إن التصديق على تزويد الطائرة F-35 بقدرات نووية يتوج أكثر من 10 سنوات من الجهود المكثفة عبر المؤسسة النووية، والتي تتكون من 16 جهة حكومية مختلفة ومعنية بالصناعة.

وأضاف أن المقاتلة الشبحية حصلت على الشهادة النووية قبل الموعد المحدد، ما يوفر للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، قدرة حاسمة تدعم التزامات الردع الأميركية الموسعة في وقت أبكر مما كان متوقعاً.

وجرى اعتماد الطائرة F-35A لتحمل الطراز B61-12 الأحدث فقط، والذي سيحل مكان الطرازات القديمة. 

وتعتبر F-35 Lightning II طائرة مقاتلة/هجومية متعددة المهام، خفية، قادرة على العمل في جميع الأحوال الجوية.

ويتم استكمال طائرة F-35A التقليدية التابعة للقوات الجوية الأميركية بنسخة F-35B للإقلاع القصير والهبوط العمودي (STOVL) لمشاة البحرية الأميركية. وشهدت طائرات F-35 التابعة للقوات الجوية القتال لأول مرة في 30 أبريل 2019.

ويتم تسليح طائرة F-35A بمدفع GAU-22/A عيار 25 مليمتر؛ وصواريخ من طراز AIM-120 AMRAAMs وقنابل من طراز GBU-31 JDAM.

معضلة البر في مواجهة "الدب الروسي"

مقابل امتلاك روسيا صناعة ضمن الأقوى عالمياً في مجال المركبات القتالية البرية، تحاول بولندا تنويع قدراتها لمواجهة "هجوم بري محتمل"، على غرار الهجوم الروسي الواسع على أوكرانيا قبل عامين. 

ورغم أن بولندا كانت من أوائل الدول التي تبرعت بجزء مهم من مخزونها العسكري السوفييتي إلى أوكرانيا، إلا أن طموح وارسو لتكون "رأس حربة الناتو"، لا يمكن أن يتحقق بذات الأسلحة التي لم تستطع إنجاز الهجوم المضاد الأوكراني، أو تحقيق طموح موسكو على مدار عامين.

حرصت بولندا على اقتناء مجموعة مختارة من المركبات المدرعة ودبابات القتال الرئيسية الثقيلة. وتمتلك بالفعل ترسانة متنوعة وقوية، بينها دبابات K2 Black Panther من كوريا الجنوبية، التي تعتبر بين الأبرز عالمياً، بالإضافة إلى M1A1 Abrams الأميركية.

ووفقاً لموقع Global Fire تمتلك بولندا 612 دبابة قتال رئيسية بينها 459 نشطة في الخدمة، وأكثر من 10 آلاف مركبة متنوعة في الخدمة، ونحو 158 راجمة صواريخ.

دبابة M1A1 Abrams

أرسلت بولندا في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، عدداً كبيراً من دبابات T-72 إلى كييف، لدعمها ضد موسكو.

وتلقى مؤخراً الجيش البولندي 29 دبابة قتالية من طراز M1A1 Abrams من الولايات المتحدة في ميناء Świnoujście في غرب بوميرانيا، وذلك بحسب The Defense Post.

كما تسلم الجيش 79 مركبة من نوع Oshkosh مقاومة للكمائن ومحمية بشكل كامل، وتستطيع العمل في جميع التضاريس الميدانية.

وطلبت وارسو 116 دبابة من طراز A1MS العام الماضي، لتكمل 250 دبابة من طراز M1A2 القادمة للقوة.

وجرى توقيع الصفقة البالغة قيمتها 1.3 مليار يورو في عام 2023 لتعزيز دفاعات بولندا، وسط الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة.

وبدأت عمليات التسليم في يونيو من العام الماضي، ومن المتوقع أن تكتمل بحلول أواخر عام 2024.

وتعتبر دبابة M1A1 Abrams نسخة محسنة من الدبابة الأميركية الصنع M1 Abrams، مع نموذج الإنتاج الأول الذي تم الانتهاء منه في أغسطس 1985، واستمر حتى أوائل عام 1993. 

وتعتبر الميزات الرئيسية لـ M1A1 هي نظام التعليق الجديد، وتعديلات ناقل الحركة المختلفة، وحماية محسنة للدروع، وحامل مدفع برج M1A1 المعاد تصميمه ورف الصخب، من بين أشياء أخرى. 

ووفقاً لموقع Military today، تتمتع M1A1 بحماية محسنة للدروع مقارنة بسابقتها. 

ويتميز البرج الأمامي ودرع بدن M1A1 بدرع مركب متطور معزز بشبكة من اليورانيوم المنضب لحماية أفضل. 

ويتم تخزين الذخيرة في البرج بألواح قابلة للتفجير لتحسين القدرة على البقاء وحماية الطاقم. 

ويُعد أحد أهم التحسينات على الدبابة هو المدفع الأملس M256 عيار 120 مليمتر، الذي تم تطويره في الأصل بواسطة Rheinmetall وتم إنتاجه في الولايات المتحدة الأميركية.

وتمتلك M1A1 Abrams مدى نيران فعال يزيد عن 4 كيلومترات، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال عملية "عاصفة الصحراء" عام 1991.

وجرى تطوير جولة خاصة خارقة للدروع من طراز M829A2 من أجل الدبابة، لمواجهة التهديد الذي كانت تمثله أحدث دبابات القتال الرئيسية السوفيتية ومن بعدها الروسية مثل T-80U وT-90، المزودة بدرع Kontakt-5 التفاعلي المتفجر. 

ويتكون التسلح الثانوي من مدفع رشاش متحد المحور عيار 7.62 مليمتر، ومدفع رشاش آخر عيار 7.62 مليمتر مثبت على السقف يديره المدفعي، ومدفع رشاش عيار 12.7 مليمتر يديره القائد.

ويتم تشغيل الدبابة بواسطة محرك توربين غازي Avco Lycoming، بقوة 1500 حصان، وهو في الأساس محرك مروحية معدل، تم تكييفه للاستخدام على الدبابات. 

ويتمتع هذا المحرك بأداء مثير للإعجاب وهو صغير الحجم بالنسبة لإنتاج الطاقة، ما جعل Abrams أسرع من العديد من الدبابات الأخرى، وتتمتع أداء حركي مميز.

ويوصف المحرك بأنه "هادئ بشكل ملحوظ"، ما جعله يُطلق على دبابة Abrams "الموت الهامس". 

ويتمتع محرك توربين الغاز بفترات خدمة أطول بكثير من تلك الخاصة بمحركات الديزل، إلا أنه من الصعب صيانته، ويستهلك وقوداً مرتفعاً جداً مقارنة بمحركات الديزل. 

البحرية البولندية.. جبهة البلطيق

اتخذ طموح بولندا لتعزيز أسطولها البحري خطوة مهمة إلى الأمام في 31 يناير الماضي، مع حفل وضع العارضة لأول فرقاطات جديدة من طراز Miecznik.

ومع مجموعة صغيرة ومتقادمة ومتباينة من الأصول، كافحت البحرية البولندية منذ فترة طويلة لإحداث تأثير كبير حتى داخل حدود بحر البلطيق، وذلك بحسب ما ذكره معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية IISS. 

وتدير بولندا غواصة سوفيتية سابقة من طراز Kilo مع سجل تشغيلي متقلب. وتعتبر أحدث المنصات في الترسانة البحرية البولندية، هي سفينة الدوريات البحرية ORP Ślązak و Kormoran II من السفن المضادة للألغام.

وكان محور التحديث البحري في بولندا، وهو برنامج الفرقاطة Miecznik، الذي بدأ منذ أكثر من عقد كبرنامج لفئة جديدة من الطرادات. 

فرقاطة MIECZNIK.. اللاعب الرئيس

وهي فئة من الفرقاطات متعددة الأدوار يتم بناؤها من قبل اتحاد Polska Grupa Zbrojeniowa (PGZ)-Miecznik وهيئة تفتيش الأسلحة في إطار برنامج Miecznik، وهو مبادرة استراتيجية تهدف إلى تحديث أسطول البحرية البولندية.

ويهدف البرنامج إلى تعزيز صناعة الدفاع في بولندا وتسليم ثلاث فرقاطات حديثة، وذلك بحسب ما ذكره Naval Technology.

وفي يوليو 2021، تم التعاقد مع PGZ-Miecznik لتصميم وبناء وتسليم ثلاث فرقاطات بنظام قتالي متكامل من عام 2021 إلى عام 2034. 

ويضم التحالف شركة الدفاع المملوكة للدولة PGZ، وأحواض بناء السفن البولندية PGZ Stocznia Wojenna وRemontowa لبناء السفن.

وتبلغ القيمة الإجمالية لبرنامج Miecznik، بما في ذلك أنظمة التحكم في الحرائق والحزمة اللوجستية، حوالي 8 مليارات زلوتي (نحو 1.9 مليار دولار)، ما يجعله أكبر عقد في تاريخ صناعة الدفاع البولندية.

وستزود السفن البحرية البولندية بقدرات تشغيلية جديدة ضرورية لتنفيذ مجموعة واسعة من الأنشطة في البحر.ومن المتوقع أن ينتهي برنامج Miecznik في عام 2032.

وحصلت شركة Babcock، وهي شركة دفاع مقرها المملكة المتحدة، على عقدين جديدين يتعلقان ببرنامج فرقاطة Miecznik في سبتمبر 2022.

ويعد العقدان، المسمى عقد التصميم الطبقي والاتفاقية الإطارية لنقل المعرفة والتكنولوجيا (TOKAT)، جزءاً من التعاون بين المملكة المتحدة وبولندا. 

ويتضمن عقد تصميم الفئة إنشاء مستندات تصميم لفرقاطة MIECZNIK وتقديمها للموافقة عليها. 

وتعتبر فرقاطات MIECZNIK، مبنية على تصميم Arrowhead-140PL، ومخصصة لمجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك تأمين خطوط الاتصالات البحرية والبنية التحتية الحيوية.

ويبلغ طول السفن 138 متراً، وعرضها 20 متراً، وارتفاعها 10 أمتار، مع إزاحة تبلغ حوالي 7000 طن.

وستستوعب الفرقاطة ما بين 100 و120 فرداً، وتتمتع بقدرة تشغيلية تصل إلى 30 يوماً في البحر دون تجديد. ويمكنها تحقيق سرعة قصوى تبلغ 28 عقدة وسيصل مداهم إلى 8000 نانومتر.

وسيتم تجهيز الفرقاطات بنظام إدارة القتال TACTICOS من شركة Thales، والسونار وأجهزة استشعار الأشعة تحت الحمراء والرادارات لتوفير قدرات شاملة للكشف والتعرف والقيادة والسيطرة واتخاذ القرار.

وستشتمل مجموعة السونار على سونار BlueHunter المثبت على الهيكل، وسونار Captas-2 ذو المصفوفة المقطورة، ما يوفر تقييماً شاملاً متعدد أجهزة الاستشعار للبيئة تحت الماء.

وحسب المخطط، فسوف تتجهز الفرقاطة بنظام البحث والتتبع بالأشعة تحت الحمراء ARTEMIS ورادار التحكم في الحرائق STIR 1.2 EO Mk2.

كما يُنتظر أن يتم تسليح السفن بنظام الدفاع الجوي البحري Sea Ceptor، القادر على حماية السفن البحرية من التهديدات الجوية والسطحية، مثل الصواريخ الأسرع من الصوت المضادة للسفن والسفن السطحية غير المأهولة.

وستحتوي أيضاً على قاذفات صواريخ VLS Mk-41، والصواريخ المعيارية المشتركة الجديدة المضادة للطائرات CAMM، مكملة لـ CAMM وCAMM-ER ضمن قدرات الدفاع الجوي والصاروخي المتكاملة (IAMD) لبرنامج Miecznik.

تصنيفات

قصص قد تهمك