وارسو-أ ف ب
حذّر رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك، الجمعة، من التهديد الذي يفرضه النزاع في أوكرانيا على أوروبا، قائلاً إنه للمرة الأولى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية تدخل القارة في "حقبة ما قبل الحرب"، مشيراً إلى أنه إذا خسرت كييف الحرب "فلن يشعر أحد في أوروبا بالأمان".
وقال توسك في مقابلة مع شبكة "لينا" الإعلامية، التي تضم أكبر تحالف للصحف الأوروبية: "لم تعد الحرب مفهوماً من الماضي. إنها حقيقة، وقد بدأت منذ أكثر من عامين. والأمر الأكثر إثارة للقلق حالياً هو أن أي سيناريو ممكن الحدوث. لم نشهد وضعاً كهذا منذ عام 1945".
وأضاف: "أعلم أن الأمر يبدو مدمراً، وخاصة بالنسبة لجيل الشباب، لكن علينا أن نعتاد حقيقة أن حقبة جديدة قد بدأت: حقبة ما قبل الحرب. أنا لا أبالغ، فالأمر يصبح أكثر وضوحاً يومياً".
وأكد رئيس المجلس الأوروبي السابق، الذي كانت بلاده من أبرز الداعمين لأوكرانيا المجاورة، أنه إذا خسرت كييف الحرب "فلن يشعر أحد في أوروبا بالأمان".
وقال توسك في المقابلة: "مهمتنا هي تعزيز العلاقات عبر الأطلسي، بغض النظر من هو الرئيس الأميركي"، إذ تصدرت العودة المحتملة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب للبيت الأبيض اهتمامات القارة، خاصة بعد مواقفه المشككة علناً في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وكانت قيادة العمليات بالقوات المسلحة البولندية، أعلنت الجمعة، نشر طائرات بولندية وأخرى تابعة لحلفاء بالمجال الجوي للبلاد، بعد أن شنت روسيا ضربات صاروخية على أوكرانيا.
وذكرت قيادة العمليات البولندية على منصة "إكس"، أن "طائرات بولندية وحليفة تعمل في المجال الجوي البولندي، ما قد يؤدي إلى مستويات متزايدة من الضوضاء، خاصة في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد"، إذ يقع الجزء الجنوبي الشرقي من بولندا على الحدود مع أوكرانيا.
ترمب والناتو
وأثارت تصريحات ترمب بشأن تخليه عن الدول الأعضاء في الناتو التي لا تلتزم بالإنفاق الدفاعي، انتقادات العديد من حلفاء الولايات المتحدة، والذين تساءلوا عن "التداعيات السياسية" إذا فاز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
وكشف ترمب عن تحذيره للدول الأعضاء في الحلف، عندما كان رئيساً، من أنه لن يحميها إذا تعرّضت لهجوم من روسيا، لأن دول الحلف لا تنفق بشكل كاف على الدفاع، وهي التصريحات التي وصفها البيت الأبيض بأنها "مروعة".
وعلق رئيس الوزراء البولندي آنذك على تلك التصريحات، قائلاً: "لدينا حرب طاحنة على حدودنا"، معرباً عن قلقه البالغ مما إذا كانت الولايات المتحدة ستُظهر "تضامناً كاملاً مع دول الحلف الأخرى في تلك المواجهة التي يُتوقع أن تستمر لفترة طويلة ضد روسيا"، أم لا.
وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أكثر من عامين إلى زعزعة شعور الزعماء الأوروبيين بالسلام الثابت بعد الحرب، ما دفع العديد من الدول الأوروبية إلى تسريع إنتاج الأسلحة لمد كييف وقواتها بما تحتاجه.
تصنيفات
