مناورة جوية بين طائرة أميركية مدعومة بالذكاء الاصطناعي ومقاتلة F-16

مقاتلة أميركية من طراز VISTA X-62A تعمل بالذكاء الاصطناعي - Defense News
مقاتلة أميركية من طراز VISTA X-62A تعمل بالذكاء الاصطناعي - Defense News
القاهرة/دبي-الشرقمحمد عادل

أعلن سلاح الجو الأميركي ووكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (داربا)، نجاح أول اختبار لمناورة جوية بين مقاتلة من طراز F-16 يقودها طيار بشري في مواجهة طائرة تجريبية تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

وأفاد مسؤولون أميركيون بأن الجهود الناجحة لجعل طائرة X-62A VISTA تشارك في قتال جوي عملي يمكن أن يساعد القوات الجوية على تحسين خططها لأجنحة الطائرات المسيّرة المستقلة والمعروفة باسم الطائرات المقاتلة التعاونية CCA، بحسب موقع "Defense News".

كما أن VISTA التي ترمز إلى Variable In-flight Simulator Aircraft، هي طائرة F-16 معدلة بشكل كبير، وتديرها مدرسة اختبار الطيارين التابعة لسلاح الجو الأميركي في قاعدة إدواردز الجوية بكاليفورنيا.

واستخدم سلاح الجوي الأميركي، الطائرة لاختبار أحدث تقنيات الطيران لأكثر من 3 عقود، وفي السنوات الأخيرة تم استخدامها لاختبار قدرات الطيران المستقلة.

وكشفت "داربا" عن أن طائرة X-62A المشاركة في الاختبار كانت تحمل على متنها طيارين بشريين، كي يتدخلوا في الوقت المناسب للضغط على "أزرار الأمان" لتعطيل نظام القيادة الذاتية الذكي.

ولكن المثير في التجربة أن الوكالة اعترفت بأن الطيارَين رفضا الضغط على أزرار الأمان طوال التجربة، لإتاحة الفرصة الكاملة لنظام القيادة الآلي ليتحكم بشكل كامل في الطائرة.

وأكد المدير المشرف على التجربة في مدرسة اختبار الطيارين بيل جراي، أن مناورات القتال الجوي، والمعروفة عسكرياً باسم Dogfighting، كانت دائماً المشكلة الرئيسية، لذلك فإن الفريق البحثي المشرف على التجربة سيستمر في تكثيف جهود اختبار الأنظمة الآلية للقيادة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي للتحليق بالطائرات وأداء المناورات.

يُذكر أن الوكالة أجرت إجمالي 21 اختباراً للمناورات والتحليق بصحبة أنظمة القيادة الذاتية الذكية، وستستمر اختباراتها خلال العام الجاري.

 استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب الجوية

ويعمل برنامج تطوير القتال الجوي ACE التابع لـ"داربا"، على مدى السنوات الأربع الماضية لتحسين كيفية استخدام الجيش للذكاء الاصطناعي في الحرب الجوية، وبناء ثقة الطيارين في أن التكنولوجيا المستقلة يمكن أن تعمل بأمان، وموثوقية في القتال.

وقال قائد مدرسة اختبار الطيارين بسلاح الجو الأميركي جيمس فالبياني، إن الجيش الأميركي استخدم حتى الآن الاستقلالية في جوانب الطيران التي يمكن التنبؤ بها، وتستند إلى مجموعة من القواعد المعروفة، مثل "نظام تجنب الاصطدام الأرضي التلقائي الذي يمنع الطائرات مثل F-35 من التحطم".

وأشار "فالبياني" إلى أنه يجب على الذكاء الاصطناعي تعلّم القتال المباشر داخل النطاق البصري، والذي ربما يكون أخطر أشكال الطيران التي لا يمكن التنبؤ بها، لأنه يمثل مجموعة مختلفة تماماً من المهارات.

وأكد أن القتال المباشر بين الطائرات يُمثّل تحدياً مهماً للغاية لمسألة الثقة في القيادة المستقلة.

برنامج تطوير القتال الجوي

وبدأ برنامج تطوير القتال الجوي من خلال جعل العملاء يتحكمون في محاكاة طائرات F-16، أثناء القتال المباشر على أجهزة الكمبيوتر.

وذكرت وكالة "داربا" أن طائرات F-16 التي تم تشغيلها بواسطة الذكاء الاصطناعي ذهبت بخمسة مقابل خمسة ضد الطيارين البشر، لكن هذه الطائرات لم تتدرب بعد على اتباع إرشادات السلامة، بما في ذلك تلك التي تمنع الطيار من تحطيم الطائرة، والمتطلبات الأخلاقية الأخرى، مثل "قواعد التدريب القتالي، ومناطق الاشتباك بالأسلحة".

وبدأ سلاح الجوي الأميركي ووكالة "داربا" في ديسمبر 2022 وأبريل 2023، اختبارات الطيران الفعلية مع عملاء الذكاء الاصطناعي الذين يطيرون بنظام VISTA.

وحلقت طائرات VISTA لمدة أسبوعين ضد طائرة F-16 في مجموعة متنوعة من السيناريوهات، بما في ذلك المواقف التي بدأت فيها بشكل غير مواتٍ ضد الطائرة النفاثة التي يقودها الإنسان.

وبدأت VISTA بالتحليق بشكل دفاعي لبناء الثقة في سلامة طيرانها، قبل أن تتحول إلى مناورات هجومية مكثفة.

وقال "فالبياني" إن الطائرات حلّقت بسرعة تصل إلى 1200 ميل في الساعة، وعلى مسافة 2000 قدم من بعضها البعض، بما في ذلك تنفيذ مناورة عمودية.

وأوضح أنه كان هناك طياران في قُمرة القيادة لـVISTA لمراقبة أنظمتها، والتبديل بين عملاء الذكاء الاصطناعي المختلفين لاختبار الأداء، لكن لم يضطرا أبداً إلى تولي مهمة الطيران.

وقال مدير برنامج تطوير القتال الجوي في "داربا" ريان هيفرون، إن أداء VISTA الموجه بالذكاء الاصطناعي كان جيداً، واختبر مجموعة متنوعة من العملاء بقدرات مختلفة متعددة، لكنهما رفضا تحديد عدد المرات التي تغلبت فيها VISTA على طائرة F-16 التي يقودها الإنسان.

اختبار عوامل الذكاء الاصطناعي

وأكد "هيفرون" أن الغرض من الاختبار هو إثبات أنه يمكننا اختبار عوامل الذكاء الاصطناعي بأمان في بيئة قتال جوي ذات أهمية بالغة للسلامة.

وقال "هيفرون، وفالبياني"، إن برنامج تطوير القتال الجوي تعلم دروساً متعددة من اختبارات القتال المباشر، بما في ذلك كيفية تكييف برامج الذكاء الاصطناعي بسرعة وتحميلها على الطائرة، في وقت ما أثناء الطيران بالفعل.

ولفت "هيفرون" إلى أن البرنامج يخطط بعد ذلك لعقد المزيد من المواجهات المباشرة بين VISTA وF-16 لتحسين التكنولوجيا، واختبار سيناريوهات مختلفة.

وأوضح كلاً من "هيفرون، وفالبياني"، أن الدروس المستفادة من برنامج تطوير القتال الجوي يمكن أن تنطبق على أكثر من مجرد القتال المباشر.

وسيسمح برنامج تطوير القتال الجوي لسلاح الجو الأميركي بإنشاء طائرات قتالية تعاونية مستقلة غير مأهولة، يمكنها الطيران بجانب المقاتلات المأهولة مثل طائرات F-35، ومنصة الجيل القادم للهيمنة الجوية، وتنفيذ مهام مثل الغارات الجوية وعمليات الاستطلاع.

وأكد "هيفرون" أن برنامج X-62A وبرنامج تطوير القتال الجوي التابع لـ"داربا" لا يتعلقان في المقام الأول بالقتال والاشتباك المباشر، ولكن الهدف هو بناء الثقة في الذكاء الاصطناعي.

وأعرب وزير القوات الجوية الأميركية فرانك كيندال، عن ثقته في التقدم الذي أحرزه برنامج تطوير القتال الجوي، حتى أنه يخطط للسفر قريباً كراكب في VISTA التي يديرها الذكاء الاصطناعي.

ورفضت وكالة "داربا" وسلاح الجو الأميركي الإفصاح بشكل أكثر تحديداً عن الموعد الذي سيسافر فيه كيندال على متن طائرة VISTA.

وقال كيندال لأعضاء مجلس الشيوخ خلال جلسة استماع بشأن الميزانية في 9 أبريل الجاري، إنه خلال رحلة على متن طائرة VISTA سيرافقه طيار لمراقبة الوضع، بينما تعمل التكنولوجيا المستقلة على التحليق بشكل كامل.

تصنيفات

قصص قد تهمك