عززت حاملة الطائرات الأميركية USS Abraham Lincoln قدراتها في المحيط الهادئ، بصواريخ RIM-116 Rolling Airframe في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها البحرية الأميركية، لتحسين وصقل وتحديث وصيانة العناصر المهمة في "دفاعات السفن متعددة الطبقات".
وارتفع الاهتمام التشغيلي بدفاعات حاملات الطائرات الأميركية إلى آفاق جديدة في السنوات الأخيرة بسبب تسلم البحرية الصينية ما يسمى بالصواريخ "القاتلة لحاملات الطائرات"، القادرة على السفر لمسافة 2000 ميل لمهاجمة السفن المتمركزة قبالة سواحل الولايات المتحدة، وفق موقع warrior maven.
ويعمل صاروخ DF-26 التابع للجيش الصيني بقدرة على تتبع وتدمير حاملات الطائرات الكبيرة من مسافات تصل إلى 2000 ميل قبالة الشاطئ.
وتمثل هذه الأسلحة، الخط الأول لمنع وصول القوات البحرية الأميركية للمنطقة الحيوية التي يمكن من خلالها استعراض القوة وشن حملة هجوم جوي ضد البر الرئيسي للصين.
وولد وجود هذه الأسلحة، والتي تشمل صاروخ DF-21 التابع للجيش الصيني القادر على السفر لمسافة 1000 ميل قبالة الشاطئ، بعض القلق داخل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" ومطوري الأسلحة في البحرية الأميركية باعتباره تهديد يغيّر قواعد اللعبة، ما جعل واشنطن تواصل اتخاذ خطوات لمواجهة هذه الأسلحة وتعزيز أنظمة الدفاع عن السفن "المتعددة الطبقات".
وأعلنت البحرية الأميركية، أنها تتعامل مع التهديد الصاروخي الصيني "القاتل لحاملات الطائرات" على محمل الجد، ولكنها في الوقت نفسه ستواصل تشغيل سفنها أينما قد تحتاج إلى ذلك لدعم مهامها التشغيلية، والتي تركز على الردع في المحيط الهادئ.
وكجزء من جهود الردع، تمارس البحرية الأميركية بانتظام عمليات "حاملة طائرات مزدوجة" في المحيط الهادئ، حيث أن القدرة على حشد قوة الهجوم الجوي المنسق من خلال ربط حاملتين، يمكن أن تضاعف عدد الطلعات الجوية التي يمكن للبحرية إطلاقها خلال الهجوم.
جهود الردع الأميركية
بذلت البحرية الأميركية في السنوات الأخيرة، جهوداً هائلة لتقوية مجموعات حاملة الطائرات، وإضافة عناصر عالية التقنية إلى نظامها الدفاعي متعدد الطبقات، وتطوير تكتيكات ومفاهيم جديدة للعمليات كافية لمواجهة التهديد الصيني.
وتشمل بعض هذه الجهود، إضافة طائرات بدون طيار للتزود بالوقود مثل طائرة MQ-25 Stingray الناشئة.
ويمكن لهذا النظام الجديد تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود مثل F-35C أو F/A-18 Super Hornet على بعد مئات الأميال من الناقل الذي انطلقت منه لزيادة وقت بقاء المهمة بشكل كبير والمدى الإجمالي الذي يتيح شن هجمات جوية من أماكن بعيدة عن الشاطئ.
وفي هذه الحالات، يمكن للعمل التعاوني بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة أن تعرض البر الرئيسي للصين للخطر من نطاقات المواجهة الآمنة التي تزيد عن 2000 ميل قبالة الشاطئ، وهي نطاقات خارج مجال صاروخ DF-26.
كما تعمل حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأميركية لسنوات على تطوير أنظمة الدفاع عن النفس، فضلاً عن التشغيل في نطاق مجموعات تتضمن مدمرات والطرادات الحماية للحاملات باستخدام رادار أنظمة Aegis القتالية المتقدمة والصواريخ الاعتراضية ومنصات الاستطلاع الأمامية مثل مثل الطائرات المروحية، والطائرات بدون طيار التي تطلقها السفن.
كما تم أيضاً تقوية حاملات الطائرات الاميركية بدفاعات متقدمة متعددة الطبقات، مثل صاروخ RAM الذي أطلقته السفينة الأميركية USS Abraham Lincoln في المحيط الهادئ.
وناقشت البحرية الأميركية لسنوات، العناصر الحاسمة لأنظمتها الدفاعية المتعددة الطبقات بطريقة عامة.
وعمل البنتاجون على تسليح فرقاطة Arleigh Burke-class DDG 51 بصواريخ اعتراضية من طراز SM-2 وSM-3 وSM-6، قادرة على تغطية والحماية من الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة وطويلة المدى مع تقنية التتبع والاعتراض الدقيقة المصمّمة لضرب صواريخ العدو المضادة للسفن القادمة من السماء.
أسلحة محسنة
عملت البحرية الأميركية في السنوات الأخيرة، على ابتكار وتحسين جيل جديد من دفاعات السفن المحسنة، والتي تم دمج العديد منها في حاملات الطائرات.
ولا تمتلك حاملات الطائرات الاميركية، أنابيب إطلاق عمودية قادرة على إطلاق صواريخ اعتراضية؛ من طراز SM-2 أو SM-3 أو SM-6، ولكنها غالباً ما تكون متصلة بشبكة مع مدمرات داعمة وتعمل باستخدام الحرب الإلكترونية وأنظمة الأسلحة القريبة، وصواريخ SeaRAM وحتى أشعة الليزر بدرجة متزايدة.
وجرى تسليح حاملة الطائرات USS Lincoln بصواريخ Sea Sparrow وأنظمة الأسلحة القريبة (CIWS) التي تستخدم غالباً لتغطية المناطق السطحية والجوية بمئات المقذوفات الدفاعية في الثانية.
وتم تصميم CIWS لتدمير القوارب الصغيرة والطائرات بدون طيار وبعض المقذوفات القادمة. وتمت ترقية كل من SeaRAM وCIWS في السنوات العشر الماضية أيضاً.
وعملت شركة Raytheon على تصميم SeaRAM للوصول إلى نطاقات أطول وتحسين التوجيه، وتمت ترقية CIWS إلى متغير 1B0 قادر على الدفاع عن مناطق سطح المحيط من القوارب الصغيرة بالإضافة إلى مواجهة التهديدات الجوية.
وجرى ترقية صواريخ SeaSparrow الاعتراضية في السنوات الأخيرة إلى الصاروخ الاعتراضي Evolved Sea Sparrow Block II.
ويستخدم هذا الصاروخ لاعتراض الصواريخ المضادة للسفن القادمة. ويمكن للنسخة المطورة أن تعمل في وضع Sea Skimming بالقرب من السطح لمواجهة صواريخ كروز القادمة التي تحلق على ارتفاع منخفض.
وجرى تسليح حاملة الطائرات الأميركية USS Abraham Lincoln أيضاً بشراك خداعية وإجراءات مضادة إلكترونية مصممة لإبعاد الطوربيدات المهاجمة عن مسارها، وفي بعض الحالات، تشويش أنظمة التوجيه الإلكترونية لأسلحة العدو القادمة.
وأصبحت المدمرات البحرية، وربما حاملات الطائرات إلى حد ما، مسلحة بشكل متزايد بتكنولوجيا الحرب الإلكترونية المتقدمة التي تسمى برنامج تحسين الحرب الإلكترونية السطحية 3 (SEWIP) والتي تستخدم جيلاً جديداً من الإجراءات الإلكترونية المضادة المتقدمة الكافية لتحديد و"تشويش" أو "تعطيل" الصواريخ القادمة.
ويتم تمكين كل هذه الدفاعات الطبقية بشكل متزايد من خلال تقنيات الشبكات المصممة لمشاركة معلومات التهديد وبيانات حلقة المسار المستهدف واتصالات الإشارات اللاسلكية بين السفن أو الطائرات بدون طيار أو المروحيات أو الطائرات أو الغواصات التي تطفو على السطح.
وتعمل طائرات المراقبة التابعة للبحرية الأميركية Hawkeye وحتى طائرات F-35 كبوابات مهمة ضمن النظام البحري المتكامل للتحكم في الحرائق - NIFC-CA.
ويعمل نظام NIFC-CA بتوصيل أنظمة القيادة والتحكم القائمة على السفن ورادار Aegis مع بوابات جوية لتحديد ورؤية التهديدات من خارج فتحة الرادار القابلة للاكتشاف للأنظمة القائمة على السفن.
وباستخدام بوابة جوية، يمكن لقادة السفن تحديد وتدمير صواريخ العدو المضادة للسفن على مسافات تتجاوز أفق الرادار، وهو ما يمنح قادة السفن نافذة زمنية أفضل بكثير ليقرروا من خلالها الإجراء المضاد الذي يجب استخدامه أو أفضل السبل لتنفيذ دفاعات السفن أو الهجمات المضادة.
ويمثل هذا الجهد، مبادرة شاملة لتسليح الأسطول السطحي بشكل أفضل بأسلحة هجومية ودفاعية لزيادة القوة، وسيناريوهات الحرب البحرية الكبرى في المياه الزرقاء.