روسيا تقيم معرضاً لغنائمها من المعدات العسكرية الغربية في أوكرانيا

روسيا تعرض آليات عسكرية أميركية استولت عليها خلال حرب أوكرانيا في حديقة النصر بالعاصمة موسكو. 1 مايو 2024 - AFP
روسيا تعرض آليات عسكرية أميركية استولت عليها خلال حرب أوكرانيا في حديقة النصر بالعاصمة موسكو. 1 مايو 2024 - AFP
دبي -الشرق

قبل أيام قليلة من الاحتفال السنوي بانتصارها على "ألمانيا النازية" وتنصيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لولاية خامسة، أقامت روسيا معرضاً لمدة شهر للمعدات العسكرية التي استولت عليها في الحرب في أوكرانيا، لتقدم رسالة مفادها بأن الانتصار "أمر حتمي" حتى عندما تحارب "الغرب" بأكمله، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وانطلق المعرض المُقام في متحف النصر على تل بوكلونايا بموسكو، قبل الاحتفال بعيد النصر المقرر في 9 مايو الجاري، والذي لا يُمكن أن يكون أكثر اختلافاً عن احتفال العام الماضي، عندما واجهت روسيا إخفاقات في ساحة القتال وهجوماً أوكرانياً مضاداً مدعوماً بمعدات عسكرية غربية جديدة، وفق الصحيفة الأميركية.

ولكن هذا العام طُردت القوات الأوكرانية من العديد من القرى الواقعة على خطوط المواجهة بسبب توقف إمدادات الأسلحة.

روسيا تعرض أسلحة ومعدات عسكرية غربية استولت عليها الجيش الروسي خلال الحرب في أوكرانيا، في حديقة النصر في العاصمة موسكو. 1 مايو 2024
روسيا تعرض أسلحة ومعدات عسكرية غربية استولت عليها خلال الحرب في أوكرانيا في حديقة النصر بالعاصمة موسكو. 1 مايو 2024 - AFP

وازدادت الأهمية السياسية للاحتفال بعيد النصر مع الحرب في أوكرانيا وزيادة إضفاء الطابع العسكري على المجتمع الروسي، حيث يحاول بوتين تشبيه قادة أوكرانيا بالنازيين في الحرب العالمية الثانية، وتصوير روسيا كدولة تعمل على إنقاذ العالم من خلال ما تصفها بـ"العملية العسكرية الخاصة".

وكانت "الغنائم" التي تضمنت دبابة قتالية رئيسية أميركية من طراز M1، محاطة بعشرات الأعلام الحمراء التي تحمل كلمة "النصر".

كما كان المعرض مليئاً بالتناقضات، وفق "واشنطن بوست"، حيث تواجَد شعور بالانتصار إزاء استيلاء روسيا على المعدات العسكرية الغربية، رغم السخرية من جودتها، كما لو أن هذا لم يكن صعباً.

وتشهد شعبية بوتين ارتفاعاً بعد الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في مارس الماضي، والتي انتقدها الغرب ووصفها بأنها "معيبة"، إذ منحته ما لا يقل عن 6 سنوات أخرى في السلطة وتقدماً في ساحة القتال في أوكرانيا.

ولفتت "واشنطن بوست"، إلى أن بوتين "مفعم بالثقة" قبل تنصيبه، الثلاثاء المقبل، والاحتفال بيوم النصر بعد ذلك بيومين.

وبينما لا تزال أوكرانيا تعاني من نقص الأسلحة والجنود، تحاصر القوات الروسية مدينة تشاسيف يار ذات الأهمية الاستراتيجية، فموقعها المرتفع قد يفتح الطريق أمام تحقيق المزيد من التقدم.

كما أن تأثير حزمة المساعدات العسكرية التي أقرَّتها الولايات المتحدة الشهر الماضي، والتي تُقدَّر بـ60 مليار دولار، لم يظهر بعد في ساحة المعركة.

وقال نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية فاديم سكيبيتسكي، لمجلة "الإيكونوميست" إن سقوط تشاسيف يار ربما كان مسألة وقت، مضيفاً أن وضع أوكرانيا كان سيئاً بالقدر نفسه الذي كان عليه في الأيام الأولى من الحرب.

وتضمنت المعروضات أكثر من 30 قطعة من المعدات العسكرية تحمل أعلام الدول المُصنّعة لها، وكان من بينها دبابات أميركية من طراز "أبرامز"، ومركبة مشاة قتالية من طراز M2، ودبابة ألمانية من طراز "ليوبارد 2"، ومركبات مدرعة بريطانية من طرازي "هاسكي" و"ماستيف"، بالإضافة إلى مدافع "هاوتزر" الأميركية. وانتشرت في المعرض لافتات تحمل عبارة "انتصارنا أمر حتمي".

وأشارت الصحيفة الأميركية، إلى أن العديد من هذه المُعدات أُرسلت إلى أوكرانيا وسط ضجة إعلامية كبيرة لتنفيذ هجومها المضاد، والذي تعثَّر لاحقاً في مواجهة الدفاعات الروسية الثقيلة.

وبثت قناة Zvezda، التي تديرها وزارة الدفاع الروسية، مقطع فيديو يظهر فيه جندي روسي يتحدث عن المعدات المعروضة، قائلاً إن دبابات "أبرامز" الأميركية "ليست سلاحاً معجزة".

وأضاف الجندي: "هناك أيضاً سياق سياسي هنا: ها هي، هذه السيارة في وسط موسكو، تنحني أمام الأراضي الروسية. وجود دبابة أميركية في وسط موسكو في أعياد مايو ليست على الإطلاق ما يود (العدو) رؤيته، خاصة مع اقتراب أهم الأعياد لدينا، عيد النصر".

تصنيفات

قصص قد تهمك