في انتظار الأسلحة الأميركية.. أوكرانيا تواجه "زحفاً روسياً" سريعاً في الشرق

واشنطن: موسكو تعمل على تسريع تقدمها في ظل استنزاف قوات كييف

time reading iconدقائق القراءة - 5
جنود فرنسيون وأوكرانيون أثناء تدريب في بولندا. 4 أبريل 2024 - AFP
جنود فرنسيون وأوكرانيون أثناء تدريب في بولندا. 4 أبريل 2024 - AFP
دبي -الشرق

واصلت القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا، محققة اختراقات في بعض المناطق، بينما تنتظر قوات كييف المستنزفة الأسلحة الأميركية التي تشتد الحاجة إليها، حسبما نقلت "بلومبرغ" عن مسؤولين أمريكيين وبريطانيين، السبت.

وتتحرّك القوات الروسية ضد الخطوط الدفاعية غرب مدينة باخموت، التي تسيطر عليها روسيا، بحسب منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي. وإلى الجنوب، تعمل القوات الروسية على تسريع تقدمها غرب أفدييفكا، المدينة الاستراتيجية التي استولت عليها في فبراير الماضي، حسبما ذكرت الاستخبارات العسكرية البريطانية، الجمعة، على منصة "إكس".

وقال كيربي لشبكة NBC، الجمعة: "إنه تقدم بطيء، لكنهم يضغطون على الخطوط الأوكرانية، الأولى والثانية وحتى على الخطوط الثالثة. وهذا خطير".

وحقّقت القوات الروسية تقدماً كبيراً على طول الجبهة التي يبلغ طولها 1200 كيلومتر (750 ميلاً)، إذ قال مسؤولون أميركيون، إن "الذخيرة، وكذلك الصواريخ طويلة المدى القادرة على مهاجمة عمق الخطوط الروسية، في طريقها إلى كييف". وقال كيربي إن الأسلحة ستصل "قريباً جداً" ومن المحتمل أن يغيروا قواعد الاشتباك، التي تميل حالياً، لصالح روسيا، وفق "بلومبرغ".

واعترف الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأن الأشهر الستة التي عطّل فيها الجمهوريون الأميركيون إقرار حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار، سمحت للجيش الروسي بـ"التقدم والتحكم في زمام الأمور"، لكنه قال إن المساعدات الجديدة ستكون كافية لوقف التقدم الروسي وتغيير مجرى الأمور.

البناء على المكاسب

وقال زيلينسكي موجهاً خطابه إلى الحلفاء الغربيين خلال اجتماع محموعة "رامشتاين"، الجمعة: "لا يزال بإمكاننا الآن ليس فقط تحقيق الاستقرار على الجبهة، ولكن أيضاً المضي قدماً وتحقيق أهدافنا الأوكرانية في الحرب".

وعلى المدى الطويل، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الجمعة، التزاماً بقيمة 6 مليارات دولار لتزويد أوكرانيا بأسلحة مثل أنظمة باتريوت وذخائر المدفعية والطائرات المسيرة.

وقال أوستن للصحافيين: "سنتحرك بأسرع ما يمكن أن تنتجه الصناعة".

وفي الوقت الحالي، تعتمد القوات البرية الروسية على تقدمها منذ استيلائها على أفدييفكا قبل شهرين.

ودخل الجيش الروسي بلدة أوكريتين، على بعد حوالي 15 كيلومتراً شمال وسط مدينة أفدييفكا، وفقاً للمخابرات العسكرية البريطانية وقاعدة بيانات DeepState، وهي قاعدة بيانات مفتوحة المصدر يحتفظ بها متطوعون بالتعاون مع وزارة الدفاع الأوكرانية.

ووصف محللون في معهد دراسة الحرب ومقره الولايات المتحدة، التقدم بأنه "سريع نسبياً"، وإن كان هامشياً، وأرجعوه إلى الانسحاب الأوكراني السريع من أفدييفكا إلى مواقع دفاعية أضعف.

ومع ذلك، فإن تلك المنطقة تحمل قيمة أقل مقارنة مع اقتراب روسيا من تشاسيف يار، وهي مستوطنة ذات موقع استراتيجي غرب باخموت حيث شنت موسكو هجوماً شرساً.

وقال محللو معهد دراسات الحرب: "من المرجح أن يسمح الاستيلاء على المدينة للقوات الروسية بشن عمليات هجومية لاحقة ضد المدن التي تشكل حزاماً دفاعياً أوكرانياً مهماً في دونيتسك أوبلاست"، متوقعين أن موسكو ربما تحاول الاستيلاء على الأراضي قبل وصول المساعدات الأميركية.

وصعدت روسيا هجماتها بالصواريخ والطائرات بدون طيار على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة وكثفت قصفها على خاركوف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وسط مخاوف بين المسؤولين الغربيين من أن الجيش الأوكراني يقترب من نقطة الانهيار.

إخلاء المستشفيات

ويشير التحول في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة إلى تركيز أكبر على استهداف الأهداف العسكرية والخدمات اللوجستية، وربما محاولة لعرقلة تدفق الأسلحة الأميركية. وقالت القيادة العسكرية الجنوبية في أوكرانيا على تطبيق تليجرام، إن قوات الكرملين قصفت موقعاً في أوديسا، الأربعاء، حيث تم تخزين المركبات المهملة.

وقالت القيادة تعليقاً على الهجوم: "العدو يحاول البحث عن منشآت البنية التحتية العسكرية في العمق".

وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو هذا الأسبوع، إن "قواته ستكثف هجماتها على المراكز اللوجستية وقواعد التخزين".

وفي مناطق أخرى، واجهت أوكرانيا هجوماً غير متوقعاً من قبل لجنة أمن الدولة في بيلاروس. واضطرت السلطات في كييف إلى إخلاء مستشفيين مدنيين الجمعة، بعد يوم من تعهد إيفان تيرتل، رئيس وكالة التجسس البيلاروسية بضرب "الإرهابيين" الذين يُزعم أنهم يختبئون "وراء الأطفال" في المستشفيات في أوكرانيا.

وقال تيرتل خلال مؤتمر مؤيد للحكومة في العاصمة البيلاروسية مينسك، وهو يقرأ عناوين المستشفيات في كييف: "في الحرب ضد الإرهاب، نتصرف بموجب قوانين زمن الحرب".

ووصف جهاز الأمن الأوكراني بيان تيرتل، بأنه جزء من حملة تضليل تهدف إلى مساعدة الأهداف العسكرية الروسية.

تصنيفات

قصص قد تهمك