تعوّل جماعة "حزب الله" في لبنان على ترسانة كبيرة من الأسلحة خلال العمليات التي تخوضها عبر الحدود مع إسرائيل منذ أكثر من 10 أشهر، إذ تقول إنها لم تستخدم سوى "جزء صغير من أسلحتها حتى الآن".
واستهدف الحزب، الأحد، 11 موقعاً عسكرياً إسرائيلياً، لـ"تسهيل عبور المسيرات الهجومية" باتجاه "عمق إسرائيل"، وأطلق أكثر من 320 صاروخاً من طراز "كاتيوشا"، في إطار ما أطلق عليه "المرحلة الأولى" من الرد على اغتيال القائد العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر، حسبما ورد في بيانه.
ويثير تصعيد الاشتباكات بين "حزب الله" وإسرائيل، وسط الحرب على غزة مخاوف دولية من اتساع النزاع إلى حرب إقليمية مع تهديد إيران التي تدعم الجماعة، بفتح جبهة جديدة، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن عتاد الحزب اللبناني عسكرياً وبشرياً.
ترسانة حزب الله العسكرية
لدى جماعة "حزب الله" نحو 150 ألف صاروخ وقذيفة، وفقاً لكتاب "حقائق العالم" الصادر عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA.
وأشار "حزب الله" إلى أن لديه صواريخ يمكنها ضرب جميع مناطق إسرائيل، والكثير من هذه الصواريخ غير موجهة، لكن الجماعة لديها أيضاً طائرات مسيّرة، وصواريخ مضادة للدبابات، والطائرات، والسفن، وقذائف دقيقة.
وتقول وكالة "رويترز" إن إيران مورد الأسلحة الأساسي لـ"حزب الله"، والكثير من أسلحة الجماعة، هي طرز إيرانية أو روسية أو صينية.
وتحدَّث الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، في عام 2021، عن أن لدى الجماعة 100 ألف مقاتل، بينما يشير كتاب "حقائق العالم" إلى أن التقديرات في 2022 تظهر أن عدد المقاتلين بلغ 45 ألفاً، وأن 20 ألفاً منهم متفرغون.
صواريخ وقذائف
في حرب عام 2006، شكلت القذائف غير الموجهة الجزء الأكبر من ترسانة الحزب، عندما أطلق نحو 4 آلاف صاروخ على إسرائيل، معظمها من طراز "كاتيوشا" يصل مداها إلى 30 كيلومتراً.
وقال نصر الله إن أكبر تغيير في ترسانة الجماعة منذ 2006، هو التوسع في أنظمة التوجيه الدقيق لديها، وإن لديهم القدرة على تزويد الصواريخ بأنظمة توجيه داخل لبنان.
ويمتلك "حزب الله" أنواعاً إيرانية، مثل صواريخ "رعد" و"فجر" و"زلزال"، التي تتميز بحمولة أقوى ومدى أطول من صواريخ "كاتيوشا"، وفق "رويترز".
وشملت الصواريخ التي أطلقها "حزب الله" على إسرائيل خلال الحرب على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، صواريخ "كاتيوشا، وبركان" بحمولة متفجرة تتراوح بين 300 و500 كيلوجرام.
واستخدم الحزب للمرة الأولى في يونيو الماضي صواريخ "فلق 2" إيرانية الصنع التي يمكنها حمْل رأس حربي أكبر من صواريخ "فلق 1" المستخدمة في السابق.
صواريخ مضادة للدبابات
واستخدمت الجماعة اللبنانية الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات بشكل مكثف في "حرب 2006"، ونشرت صواريخ موجهة مجدداً، من بينها صواريخ "كورنيت" روسية الصنع. وأفادت تقارير إيرانية، بأن "حزب الله" استخدم أيضاً صاروخاً موجهاً إيراني الصنع يُعرف باسم "ألماس".
ووصف تقرير من "مركز ألما للأبحاث والتعليم الإسرائيلي" صاروخ "ألماس"، بأنه يمكنه ضرب أهداف خارج خط الرؤية متبعاً مساراً مقوساً، ما يمكنّه من الضرب من أعلى.
وأضاف التقرير أن هذا الصاروخ من عائلة أسلحة صنعتها إيران من خلال الهندسة العكسية اعتماداً على عائلة الصواريخ "سبايك" الإسرائيلية.
صواريخ مضادة للطائرات
وأسقط "حزب الله" طائرات مسيّرة إسرائيلية عدة مرات خلال هذا الصراع باستخدام صواريخ سطح-جو، منها طائرات مسيّرة من طرازي "هيرميس 450"، و"هيرميس 900".
ورغم الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأن "حزب الله" لديه صواريخ مضادة للطائرات، كانت هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الجماعة هذه الأسلحة.
وفي سابقة أخرى، قال "حزب الله" إنه أطلق النيران على طائرات حربية إسرائيلية، ما أجبرها على مغادرة المجال الجوي اللبناني دون أن يذكر نوع السلاح الذي استخدمه، كما لم تصب النيران أي طائرة.
طائرات مسيّرة
وشن "حزب الله" عدة هجمات بطائرات مسيّرة ملغومة، وقال إنه يستخدم طائرات مسيرة تُسقط قنابل وتعود إلى لبنان.
واستخدم "حزب الله"، أيضاً، الطائرات المسيّرة في بعض هجماته بهدف إبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية منشغلة بينما كانت طائرات مسيّرة أخرى تحلق صوب أهدافها.
وتتضمن ترسانة "حزب الله" طائرات مسيّرة مجمعة محلياً من طرازي "أيوب"، و"مرصاد"، ويقول محللون إن من الممكن إنتاج هذه الطائرات بسعر رخيص وبكميات كبيرة.
صواريخ مضادة للسفن
"حزب الله" أثبت للمرة الأولى أن لديه صواريخ مضادة للسفن في 2006 عندما أصاب سفينة حربية إسرائيلية على بُعد 16 كيلومتراً قبالة الساحل، ما أدى إلى سقوط 4 إسرائيليين وإلحاق أضرار بالسفينة.
وقالت مصادر مطلعة على ترسانة "حزب الله" لوكالة "رويترز"، إنه حصل منذ "حرب 2006" على الصاروخ "ياخونت" روسي الصنع المضاد للسفن، والذي يصل مداه إلى 300 كيلومتر، فيما لم يؤكد "حزب الله" قط امتلاكه هذا السلاح.
