الورم الشوكي.. ماذا يعني وكيف يمكن علاجه؟

باحثة إيطالية تفحص خلايا السرطان في مختر بالعاصمة البريطانية لندن - REUTERS
باحثة إيطالية تفحص خلايا السرطان في مختر بالعاصمة البريطانية لندن - REUTERS
بالتعاون مع "مايو كلينك"-الشرق

الورم الشوكي هو نمو يتطور داخل القناة الشوكية أو داخل عظام العمود الفقري، ويُسمَّى أيضاً ورم تحت الجافية، وهو ورم يبدأ داخل الحبل النخاعي أو غلافه (الجافية)، ويعرف الورم الذي يصيب عظام العمود الفقري (الفقرات) بالورم الفقاري.

تُصنَّف أورام الحبل النخاعي إلى ثلاثة أنواع مختلفة، حسب مكان حدوثها بالنسبة للأغشية الواقية في النخاع الشوكي، حسب "مايو كلينك"، والأورام داخل النخاع تبدأ في الخلايا الموجودة داخل الحبل النخاعي نفسه، مثل الأورام الدبقية، أو الأورام النجمية أو أورام البطانة العصبية.

الأورام الخارجية تنمو إما في الغشاء المحيط بالحبل النخاعي، أو في جذور الأعصاب التي تمتد من الحبل الشوكي، وعلى الرغم من أنها لا تبدأ داخل الحبل النخاعي نفسه، فإن أنواع الأورام هذه قد تؤثر على وظيفة النخاع الشوكي، من خلال التسبُّب بالضغط عليه وغيرها من المشاكل.

ومن أمثلة الأورام خارج النخاع التي يمكنها أن تؤثر على الحبل النخاعي؛ الأورام السحائية، الأورام الليفية العصبية، الأورام الشفانية وأورام غمد الأعصاب، وقد تنتشر الأورام من أجزاء أخرى من الجسم (انتقال الأورام) إلى الفقرات، الشبكة الداعمة المحيطة بالنخاع الشوكي، أو في أحيان نادرة، إلى الحبل النخاعي نفسه.

أورام أو طفرات النخاع قد تؤدي إلى الألم، ومشكلات عصبية، وفي بعض الأحيان إلى الشلل، ويمكن أن يشكل ورم النخاع تهديداً للحياة، ويسبب إعاقة دائمة، ويتضمن علاج ورم العمود الفقري الجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، أو غير ذلك من الأدوية.

أعراض أورام الحبل الشوكي

من الممكن أن تتسبَّب أورام الحبل الشوكي في ظهور علامات وأعراض مختلفة، لا سيما عندما يكبر حجمها. قد تؤثر تلك الأورام على النخاع الشوكي، أو على جذور الأعصاب أو الأوعية الدموية أو عظام عمودك الفقري. قد تتضمَّن العلامات والأعراض ما يلي:

  • ألم في مكان الورك نتيجة زيادة حجمه.
  • ألم في الظهر، والذي غالباً ما ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
  • الشعور بكونك أقل حساسيةً للألم والحرارة والبرودة.
  • فقدان وظيفي في المثانة أو الأمعاء.
  • صعوبة المشي، قد يؤدِّي أحياناً للسقوط.
  • ألم في الظهر ربما يزداد ليلاً.
  • فقدان الإحساس أو ضعف العضلات، لا سيما في ذراعيك ورجليك.
  • ضعف العضلات، والذي يمكن أن يكون طفيفاً أو حاداً، في أجزاء مختلفة من جسمك.

يُعَد ألم الظهر من الأعراض الأولى الشائعة المصاحبة لأورام النخاع الشوكي. وقد ينتشر الألم أيضاً ليصل إلى الورك أو الرجل أو القدمين أو الذراعين، وقد يسوء ويشتد بمرور الوقت، حتى مع العلاج.

تتطور أورام النخاع الشوكي بمعدلات مختلفة، وهذا حسب نوع الورم.

أسباب الإصابة بالورم الشوكي

لم يتضح سبب تطور معظم أورام العمود الفقري. يتوقع الخُبراء أن الجينات تلعَب دوراً في ذلك. لكن من غير المعروف عادةً ما إذا كانت هذه العيوب الوراثية مَوروثة؛ أم أنها ببساطة تتطور مع مرور الوقت. قد يتسبَّب فيها أحد المؤثِّرات البيئية مثل التعرض لمواد كيميائية مُعيَّنة. في بعض الحالات، ترتبِط أورام الحبل النخاعي بمُتلازِمات وراثية مثل الورم الليفي العصبي 2 وداء فون هيبل ليندوا.

عوامل الخطر

أورام النخاع الشوكي أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين لديهم:

الورم الليفي العصبي 2. في هذا الاضطراب الوراثي، تنشأ الأورام الحميدة على الأعصاب المرتبطة بالسمع أو بالقرب منها. وقد يُؤَدِّي هذا إلى فقدان السمع التدريجي في إحدى الأذنين أو كلتيهما. بعض الأشخاص المصابين بالوَرَم الليفي العصبي 2 يُصابُون أيضاً بأورام القناة الشوكية.

داء فون هيبل لينداو. يرتبط هذا الاضطراب النادر متعدِّد الأجهزة بأورام الأوعية الدموية (الأورام الأرومية الوعائية) في المخ والشبكية والنخاع الشوكي وأنواع أخرى من الأورام في الكُلى أو الغُدَد الكظرية.

علاج الورم الشوكي

بشكل مثاليٍّ، فإن الهدف من علاج الورم النخاعي هو التخلص من الورم بالكامل، إلا أن هذا الهدف قد يتعقد بسبب مخاطر حدوث ضرر دائم في الحبل الشوكي أو الأعصاب المحيطة. يجب أن يضع الأطباء في اعتبارهم العمر والحالة الصحية العامة، ونوع الورم، وسواءٌ نشأ عن تكوينات بالنخاع أو القناة الشوكية، أو انتشر في النخاع من أي مكان آخر في جسمكَ، يجب وضعه في الاعتبار لتحديد خطة العلاج.

تتضمن الخيارات العلاجية لمعظم الأورام النخاعية ما يلي:

المراقبة. ربما يتم اكتشاف بعض أورام العمود الفقري قبل أن تظهر الأعراض، أحياناً أثناء تقييمك لحالة أخرى. إذا كانت الأورام الصغيرة لا تنمو ولا تضغط على الأنسجة المحيطة، فقد لا تكون هناك حاجة أكثر من مراقبتها عن كثب.

أثناء الملاحظة؛ سيكون من المرجح أن ينصحك الطبيب بإجراء فحص بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي بفواصل زمنية مناسبة لمراقبة الورم.

الجراحة. غالباً ما يكون هذا هو العلاج المختار للأورام التي يمكن إزالتها مع بعض المخاطر المقبولة لتلف الحبل الشوكي أو إصابة الأعصاب.

تسمح التقنيات والمعدات الأحدث لجراحي الأعصاب الوصول إلى الأورام التي كانت تعد من قبل غير قابلة للوصول إليها. الأجهزة المجهرية العالية الطاقة المستخدمة في الجراحة الدقيقة تجعل من السهل تمييز الورم من الأنسجة الصحية.

كما يمكن للأطباء أيضاً مراقبة وظيفة الحبل الشوكي والأعصاب المهمة الأخرى خلال الجراحة، مما يؤدي إلى تقليل فرص إصابتها. في بعض الحالات، يمكن استخدام الموجات الصوتية عالية التردد خلال الجراحة لتفتيت الورم وإزالة البقايا.

على الرغم من أحدث التطورات التقنية في الجراحة، لا يمكن إزالة جميع الأورام بالكامل. عندما يتعذر إزالة الورم بالكامل، فربما يتبع الجراحة العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو كلاهما.

قد يتطلب التعافي من جراحة الحبل الشوكي أسابيع أو أكثر، وفقاً للجراحة. قد يكون لديك فقدان مؤقت للإحساس أو مضاعفات أخرى، بما في ذلك النزف وتلف النسيج العصبي.

العلاج الإشعاعي. يمكن استخدام هذا الإجراء للتخلُّص من بقايا الأورام التي تستمرُّ بعد الجراحة، أو لعلاج الأورام غير القابلة للجراحة، أو لعلاج تلك الأورام التي تكون فيها الجراحة خطيرة للغاية.

يُمكِن أن تُساعِد الأدوية في تخفيف بعض التأثيرات الجانبية للإشعاع، كالغثيان والقيء.

قد يتم تعديل نظام العلاج الإشعاعي أحياناً؛ للمساعدة في الحدِّ من مقدارِ الأنسجة السليمة التي تتعرَّض للتلفِ، ولجعل العلاج أكثر فعالية. قد تَتراوح التعديلات من التغيير البسيط في جرعة الإشعاع إلى استخدام التقنيات المتطورة مثل العلاج الإشعاعي التوافقي ثلاثي الأبعاد.

العلاج الكيميائي. المعالجة القياسية للعديد من أنواع السرطان، وهي العلاج الكيميائي تَستخدِم الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية أو منعها من النمو. يستطيع الطبيب تحديد ما إذا كان العلاج الكيميائي مفيداً، سواء وحده أو بالتعاوُن مع العلاج الإشعاعي.

الآثار الجانبية ربما تتضمَّن الإرهاق، والغثيان، والتقيؤ، وزيادة التعرُّض للعدوى، وتساقط الشَّعر.

عقاقير أخرى. لأن الجراحة والعلاج الإشعاعي يُمكنهما التسبُّب في الالتهاب داخل الحبل النخاعي مثل الأورام نفسها، يَصِف الأطباء في بعض الأحيان الكورتيكوستيرويدات لتخفيف التورُّم، سواء بعد الجراحة أو أثناء العلاج بالإشعاع.

على الرغم من أن أدوية الكورتيكوستيرويدات تُخفِّف الالتهاب، فإنها تُستخدَم لفترات لتجنُّب الآثار الجانبية الخطيرة، مثل ضعف العضلات، وهشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، وزيادة القابلية للعدوى.

تصنيفات

قصص قد تهمك