دراسة: وفيات كورونا في الهند أعلى من المعلن بما يصل إلى 10 مرات

عمليات حرق جماعي لضحايا كورونا في نيودلهي، الهند. 28 أبريل 2021 - REUTERS
عمليات حرق جماعي لضحايا كورونا في نيودلهي، الهند. 28 أبريل 2021 - REUTERS
نيودلهي-أ ف ب

كشفت دراسة أميركية، الثلاثاء، أن العدد الفعلي للوفيات جرّاء كوفيد-19 في الهند قد يكون أعلى بعشر مرّات من الحصيلة المعلنة رسمياً، والتي بلغت نحو 415 ألف حالة، ما يجعل الوباء أسوأ مأساة إنسانية شهدها البلد الآسيوي منذ استقلاله.

ويحذّر خبراء في الوضع الصحي في الهند منذ وقت طويل بأن الحصيلة المعلنة أقلّ بكثير من العدد الفعلي للوفيات في هذا البلد الذي يعدّ 1,3 مليار نسمة.

ولكن تقديرات مركز التنمية العالمية أعلى من جميع التقديرات المعلنة على الإطلاق، إذ تأخذ في الاعتبار الطفرة الوبائية المأساوية التي حصلت في أبريل ومايو في الهند بسبب النسخة المتحوّرة "دلتا" الشديدة العدوى.

وقالت الدراسة التي تمتد منذ بدء تفشي الوباء العام الماضي حتى يونيو من هذا العام، إن ما بين 3,4 و4,7 مليون شخص توفوا جراء فيروس كورونا في الهند في الفترة المذكورة.

"الوفيات بالملايين"

ويؤكد الباحثون أن "الحصيلة الحقيقية للوفيات تصل على الأرجح إلى الملايين، وليس فقط مئات الآلاف، ما يشكل أسوأ مأساة إنسانية في الهند منذ التقسيم والاستقلال".

ورسمياً، أحصت الهند أكثر من 414 ألف وفاة جراء كوفيد-19، وهي ثالث أعلى حصيلة في العالم بعد الولايات المتحدة (609 آلاف) والبرازيل (542 ألفاً).

ولا يرجع الخبراء سبب الانتقاص من حصيلة الوفيات الرسمية في الهند إلى إرادة متعمدة بإخفاء عدد الوفيات، إنما إلى قصور في النظام الصحي المحلي.

وفي الواقع، قامت ولايات هندية عديدة في الأسابيع الأخيرة بإعادة النظر في حصيلتها المعلنة ورفعتها.

تفاوت في الأعداد

وتستند دراسة "مركز التنمية العالمية" إلى تقدير "الوفيات الزائدة"، أي المقارنة بين عدد الوفيات الحالي والعدد الذي كان يُسجّل قبل الوباء.

وقام معدّو الدراسة، ومن بينهم أرفيند سابرامانيان المستشار الاقتصادي السابق لرئيس الحكومة الهندية والخبير في "جامعة هارفرد"، بتحليل سجل الوفيات في بعض الولايات والدراسات الوطنية الرسمية.

وأقرّوا بأن تقدير الوفيات لا يزال أمراً معقداً. لكنهم أكدوا أن "جميع التقديرات تقول إن حصيلة وفيات الوباء هي على الأرجح أكبر بكثير من التعداد الرسمي".

وقدّر كريستوف غيلموتو، الخبير الديموغرافي في معهد الأبحاث من أجل التنمية، مؤخراً في دراسة أن حصيلة الوفيات في الهند تقارب العدد المسجل في أواخر مايو وقدره نحو 2,2 مليون وفاة.

ولاحظ أن معدّل الوفيات (لكل مليون نسمة) في الهند أدنى من المتوسط العالمي بنسبة النصف.

وكتب أن "رقماً منخفضاً إلى هذه الدرجة يتعارض بشكل واضح مع خطورة الأزمة التي ضربت معظم العائلات الهندية في البلاد، وتُرجمت من خلال نقص مأساوي في اللقاحات وفحوصات كوفيد-19 وسيارات الإسعاف والوصول إلى الطواقم الطبية وأسرّة المستشفيات والأوكسجين وأجهزة التنفس والأدوية، وأخيراً التوابيت والخشب والكهنة وأماكن حرق الجثث أو دفنها، كما أفادت وسائل إعلام هندية ودولية".

وخلص فريقه إلى أن الحصيلة الرسمية لا تأخذ على الأرجح في الاعتبار سوى حالة واحدة من أصل كل 7 وفيات.

وفي يونيو، انتقدت وزارة الصحة الهندية مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية لذكرها في مقال أن الوفيات الزائدة هي على الأرجح أعلى بخمس إلى سبع مرات من الحصيلة الرسمية. ووصفت هذه التقديرات بأنها "تكهّن" و"تفتقر إلى المعلومات".

في مايو، قدّرت منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات الزائدة الناجم عن الوباء في العالم بأنه أكبر بمرتين أو 3 مرات من عدد الوفيات الرسمي جراء كوفيد-19 منذ ظهور أولى الإصابات أواخر عام 2019 في الصين.