ما هو مرض "جدري القرود".. وهل ينبغي القلق؟

أنسجة جلد قرد أُصيب بفيروس "جدري القرود"، 1968 - REUTERS
أنسجة جلد قرد أُصيب بفيروس "جدري القرود"، 1968 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

اكتشف علماء من دول أوروبية عدداً من الإصابات بفيروس "جدري القرود" بين البشر. وقالت السلطات الصحية إن عدد الإصابات المشتبه فيها يُقدر بنحو 70 حالة، من ضمنها 5 حالات مؤكدة في البرتغال، الأربعاء، وكذلك 7 في إسبانيا، و9 حالات مؤكدة في بريطانيا، وحالة واحدة في كل من السويد وإيطاليا والولايات المتحدة وفرنسا.

فما هو هذا المرض، وهل يُمكن الوقاية منه، وهل يُشكل خطراً على الحياة؟

جدري القرود هو عدوى فيروسية نادرة، عادة ما تكون خفيفة ويتعافى منها معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، حيث لا ينتشر الفيروس بسهولة بين الناس، ويُقال إن الخطر على عامة الناس منخفض للغاية.

سبب التسمية

اكتُشف "جدري القرود" لأول مرة عام 1958، عندما حدث تفشيان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة بالدنمارك، والتي كانت تُستخدم في إجراء الأبحاث العلمية على الأمصال، ومن هنا جاء اسم "جدري القرود".

قردان في حديقة بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن - Twitter
قردان في حديقة بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن - Twitter

 كما سُجلت أول حالة بشرية من هذا المرض عام 1970 لدى صبي يبلغ من العمر 9 سنوات، ويعيش في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن "جدري القرود" لدى البشر في بلدان أخرى وسط وغرب إفريقيا.

والقرود ليست الحامل الرئيسي للمرض، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي تقول إن القوارض، كالجرذان والسناجب، هي المستودع الرئيسي للفيروس.

وتُشير المنظمة إلى احتمال أن يكون تناول اللحوم غير المطهية جيداً من الحيوانات المصابة بعدوى المرض عامل خطر يرتبط بالإصابة به.

وحتى الآن، لا توجد أي أدوية أو لقاحات محددة لمكافحة عدوى "جدري القرود"، لكن يُمكن استخدام لقاح الجدري للوقاية من الإصابة بتلك العدوى بنسبة تبلغ 85%.

وعلى الرغم من أن الإصابات كانت حصراً على دول إفريقيا، إلا أن عام 2013 شهد إصابة عدد من الحالات خارج القارة لأول مرة، إذ أصيبت مجموعة من سكان منطقة الغرب الأوسط في الولايات المتحدة بذلك المرض.

كيف ينتقل المرض؟

ينتقل مرض "جدري القرود" عبر المخالطة المباشرة لسوائل الحيوانات المُصابة بالعدوى الفيروسية أو الحاملة لها، ويُمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق الآفات الجلدية، أو عن طريق سوائل المريض أيضاً.

وينتقل المرض أيضاً عن طريق المشيمة من الأم للجنين.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن فترة حضانة جدري القرود تتراوح بين 5 و21 يوماً، وفي تلك الفترة يُصاب المريض بالحمى والصداع وآلام الظهر والعضلات والوهن الشديد، علاوة على تضخم العقد الليمفاوية.

ثم تبدأ مرحلة ظهور الطفح الجلدي بعد حوالي (3 أيام) من الإصابة بالحمى، إلا أن ذلك الطفح يختفي في الغالب بعد 3 أسابيع.

ولا تتجاوز معدلات الوفيات في الحالات الموثقة نسبة 10%، وتحدث غالباً بين الأطفال، إذ يبدو أن الفئات الأصغر سناً أكثر حساسية لذلك المرض.

الوضع الحالي في العالم

بالنسبة للتفشي الحالي في بعض دول أوروبا والولايات المتحدة، لا يعرف العلماء على وجه الدقة كيفية حدوث العدوى.

وتقول وكالة الأمن الصحي البريطانية، في بيان، إن الحالات الأخيرة في الغالب تقع بين المثليين.

ولم يتم وصف "جدري القرود" سابقاً على أنه عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، على الرغم من إمكانية انتقاله عن طريق الاتصال المباشر أثناء ممارسة الجنس.

ولم تسافر حالتان من الحالات المُصابة في بريطانيا إلى أي بلد يتوطن فيه هذا المرض، وهذا يعني أنهما أصيبا به داخل بريطانيا بواسطة الانتقال من شخص لآخر على الأرجح.

وفي الولايات المتحدة، لم يسافر المريض المصاب بـ"جدري القرود" مؤخراً إلى البلدان التي يحدث فيها المرض لكنه زار كندا.

وحتى الآن، لا يوجد دليل على أن انتقال الفيروس من شخص إلى آخر يُمكن أن يحدث وباءً كما هو الحال في كورونا، إذ يستلزم حدوث وباء كبير أن يتمكن كل شخص مُصاب من نقل الفيروس لشخص واحد آخر على الأقل، وهو ما لا يحدث في عدوى جدري القرود.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات