دراسة: لقاحات "كورونا" أنقذت حياة 20 مليون شخص في سنة

عجوز أميركية تتلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا في مدينة نيويورك - 12 مايو 2022 - REUTERS
عجوز أميركية تتلقى اللقاح المضاد لفيروس كورونا في مدينة نيويورك - 12 مايو 2022 - REUTERS
القاهرة -محمد منصور

أفادت دراسة نُشرت الجمعة، في دورية "لانسيت: الأمراض المعدية"، بأن لقاحات كورونا منعت نحو 20 مليون حالة وفاة إضافية جرّاء الوباء.

وفي العام الأول من برنامج التطعيم، تم منع 19.8 مليون حالة وفاة محتملة في جميع أنحاء العالم، وفقاً لتقديرات تستند إلى أعداد الوفيات في 185 دولة وإقليم.

وتقدر الدراسة أنه كان من الممكن إنقاذ نحو 600 ألف حياة أخرى، إذا تم تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية بتلقيح 40% من السكان في كل بلد بجرعتين أو أكثر قبل نهاية عام 2021.

وتقدم تلك النتائج التقييم الأكثر اكتمالاً حتى الآن للتأثير العالمي الملحوظ الذي أحدثه التطعيم.

ورغم ذلك قالت الدراسة، إنه "كان يمكن عمل المزيد" إذا ما كانت الأهداف التي حددتها الأمم المتحدة تحققت، حيث أكد المؤلف الرئيسي للدراسة أوليفر واتسون أنه كان من الممكن منع وفاة من كل 5 بسبب كورونا في البلدان منخفضة الدخل.

ومنذ أن تم إعطاء لقاح كورونا الأول خارج إطار التجارب السريرية في 8 ديسمبر 2020، تلقى ما يقرب من ثلثي سكان العالم جرعة واحدة على الأقل.

ورغم السرعة المذهلة لإطلاق اللقاح في جميع أنحاء العالم، فقد تم الإبلاغ عن أكثر من 3.5 مليون حالة وفاة بسبب كورونا منذ أن تم إعطاء اللقاح الأول في ديسمبر 2020.

أرقام وبيانات

وسعت دراسات لتقدير تأثير التطعيم على مسار الجائحة. لكن الدراسة الأخيرة هي الأولى لتقدير تأثير لقاحات كورونا على نطاق عالمي، والأولى لتقييم عدد الوفيات التي تم تجنبها بشكل مباشر وغير مباشر.

ولتقدير تأثير برامج التطعيم العالمية، استخدم الباحثون نموذجاً لانتقال كورونا وانتشاره. باستخدام بيانات على مستوى الدول المتقدمة للوفيات المسجلة رسمياً، والتي حدثت بين 8 ديسمبر 2020، و8 ديسمبر 2021.

وبحساب نقص الإبلاغ عن الوفيات في البلدان ذات أنظمة الترصد الأضعف، أجرى الباحثون تحليلاً منفصلاً بناء على عدد الوفيات الزائدة المسجلة فوق تلك التي كان من المتوقع حدوثها خلال نفس الفترة الزمنية. 

وأخذ النموذج في الحسبان التباين في معدلات التطعيم بين البلدان، فضلاً عن الاختلافات في فعالية اللقاح في كل بلد بناء على أنواع اللقاحات المعروفة بأنها كانت تُستخدم في الغالب في تلك المناطق. 

ولم يتم تضمين الصين في التحليل بسبب عدد سكانها الكبير وتدابير الإغلاق الصارمة للغاية، والتي كانت ستؤدي إلى تحريف النتائج.

ووجد الفريق أنه بناء على وفيات كورونا المسجلة رسمياً، كان من الممكن أن تحدث 18.1 مليون حالة وفاة خلال فترة الدراسة، إذا لم يتم إعطاء اللقاحات. من بين هؤلاء، يقدر النموذج أن التطعيم منع 14.4 مليون حالة وفاة، وهو ما يمثل انخفاضاً عالمياً بنسبة 79%، علاوة على نحو 5.5 مليون حالة وفاة أخرى في النصف الأول من 2022.

حماية التطعيم 

وتقول الدراسة إن أكثر من ثلاثة أرباع من الوفيات التي تم تجنبها كانت بسبب الحماية المباشرة من الأعراض الشديدة التي يوفرها التطعيم، ما أدى إلى انخفاض معدلات الوفيات. 

وتشير التقديرات إلى أن 4.3 مليون حالة وفاة تم تجنبها. المتبقية تم تفاديها عن طريق الحماية غير المباشرة من انخفاض انتقال الفيروس بين السكان وتقليل العبء على أنظمة الرعاية الصحية، وبالتالي تحسين الوصول إلى الرعاية الطبية لمن هم في أمس الحاجة إليها.

ووجدت الدراسة أن تأثير اللقاح تغير بمرور الوقت، وفي مناطق مختلفة من العالم، مع تقدم الوباء.

ففي النصف الأول من عام 2021، شوهد أكبر عدد من الوفيات التي تم تجنبها عن طريق التطعيم في البلدان ذات الدخل المتوسط ​​المنخفض، نتيجة الموجة الوبائية الكبيرة في الهند مع ظهور متغير "دلتا". 

بشكل عام، كان عدد الوفيات المقدرة التي تم منعها لكل شخص، أكبر في البلدان ذات الدخل المرتفع، مما يعكس بدء حملات التطعيم في وقت مبكر وعلى نطاق أوسع في هذه المناطق.

وتم منع 66 حالة وفاة لكل 10 آلاف شخص في البلدان مرتفعة الدخل، مقابل 2711 حالة وفاة تم منعها في البلدان ذات الدخل المنخفض.

واستحوذت البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط ​​على أكبر عدد من الوفيات التي تم تجنبها (12.2 مليون/ 19.8 مليون) مما يسلط الضوء على عدم المساواة في الحصول على اللقاحات في جميع أنحاء العالم.

وبالنسبة للبلدان الـ 83 المدرجة في التحليل والتي يغطيها التزام مبادرة "كوفاكس" لتقديم لقاحات ميسورة التكلفة، تم تجنب ما يقدر بنحو 7.4 مليون حالة وفاة.

تفاوت بين الدول

ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن الفشل في تحقيق هدف "كوفاكس" المتمثل في التطعيم الكامل لـ 20% من السكان في بعض البلدان، قد أدى إلى وفاة 156 ألفاً و900 شخص إضافي.

ورغم أن هذا الرقم يمثل نسبة صغيرة من إجمالي الوفيات العالمية، إلا أن هذه الوفيات التي يمكن الوقاية منها تركزت في 31 دولة إفريقية، حيث كان من الممكن تجنب 132 ألفاً و700 حالة وفاة، إذا تم تحقيق الهدف.

وكانت البلدان ذات الدخل المتوسط ​​الأدنى مسؤولة عن غالبية هذه الوفيات. وتركزت معظم هذه الوفيات في مناطق إفريقيا وشرق البحر الأبيض المتوسط.

وتوضح الدراسة الفائدة الهائلة للقاحات في الحد من الوفيات الناجمة عن كورونا على مستوى العالم. 

ويقول الباحثون إنه من المهم أن نضمن حماية الأشخاص الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء العالم من كورونا ومن الأمراض الرئيسية الأخرى التي لا تزال تؤثر بشكل غير متناسب على الفقراء. 

ويعد ضمان الوصول العادل للقاحات أمراً بالغ الأهمية، ولكنه يتطلب أكثر من مجرد التبرع باللقاحات. إذ هناك حاجة إلى تحسينات في توزيع اللقاح والبنية التحتية، فضلاً عن الجهود المنسقة لمكافحة المعلومات الخاطئة عن اللقاحات وتحسين الطلب على اللقاح. عندها فقط يمكننا ضمان حصول الجميع على فرصة الاستفادة من هذه التقنيات المنقذة للحياة.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات