في أكبر تحليل من نوعه.. دراسة ترصد تأثير لقاح كورونا على مرضى السرطان

time reading iconدقائق القراءة - 4
سيدة أميركية مصابة بالسرطان تتلقى العلاج بعد تلقيها عدوى كورونا في ولاية لويزيانا - 10 أغسطس 2021 - REUTERS
سيدة أميركية مصابة بالسرطان تتلقى العلاج بعد تلقيها عدوى كورونا في ولاية لويزيانا - 10 أغسطس 2021 - REUTERS
القاهرة-محمد منصور

قدم مشروع تقييم لقاحات فيروس كورونا في المملكة المتحدة أكبر تحليل في العالم حول تأثير اللقاحات على الأشخاص المصابين بالسرطان.

وقالت الدراسة التي نُشرت الثلاثاء، في دورية "لانسيت: أونكولوجي"، إن التطعيم ضد كورونا كان فعالاً في غالبية المصابين بالسرطان، على الرغم من ضعف المناعة بسبب المرض والعلاجات الكيميائية والإشعاعية والهرمونية التي يتعرضون لها.

ويظهر مرضى السرطان تراجعاً أسرع في فعالية لقاحات كورونا مقارنة بعامة السكان. وتكون فعالية اللقاح أقل بكثير لدى الأشخاص المصابين بسرطان الدم أو سرطان الغدد الليمفاوية، والذين تم تشخيصهم مؤخراً بالسرطان وتلقوا علاجاً مضاداً للسرطان خلال العام الماضي.

وتقول الدراسة إن تلقي الجرعات المعززة والمنشطة مهمة للغاية لمرضى السرطان.

ووجدت الدراسة التي شارك في إجرائها جامعات "أكسفورد" و"برمنجهام" و"ساوثهامبتون" و"وكالة الأمن الصحي" في المملكة المتحدة، أنه في حين أن لقاح كورونا فعال في معظم أنواع السرطان بالنسبة للمرضى، فإن مستوى الحماية ضد عدوى الفيروس ومعدلات الاستشفاء والوفاة اللذان يوفرهما اللقاح، أقل مما هو عليه لدى عامة السكان، كما أن فعالية اللقاح تتضاءل بسرعة أكبر.

وقال الباحث في قسم الأورام بجامعة "أكسفورد" البروفيسيور لينارد لي، والذي قاد فريق الدراسة في تصريحات نقلها بيان صحافي للجامعة، تلقت "الشرق" نسخة منه: "نحن نعلم أن الأشخاص المصابين بالسرطان لديهم مخاطر أعلى للإصابة بمرض كورونا الشديد، وأن الاستجابة المناعية لدى مرضى السرطان بعد التطعيم أقل. ومع ذلك، لم تبحث أي دراسة في فعالية اللقاح وتضاؤلها لدى مرضى السرطان على مستوى السكان".

وأضاف: "لذلك قام الباحثون بعمل أكبر تقييم من نوعه على مستوى العالم لبحث فعالية اللقاح في مرضى السرطان.

وحللت هذه الدراسة أكثر من 377 ألف فرد مصاب بسرطان نشط أو حديث، وتلقوا جرعتين من لقاح كورونا، وتمت مقارنة أعداد الإصابات المفاجئة بكورونا والاستشفاء والوفيات المرتبطة بالإصابة في هذه المجموعة من مرضى السرطان بباقي السكان غير المُصابين بالسرطانات.

وكانت الفعالية الإجمالية للقاح ضد عدوى كورونا في عموم السكان بعد جرعتين من اللقاح خلال فترة الدراسة 69.8%، بينما في مجموعة السرطان كانت فعالية اللقاح الإجمالية أقل قليلاً (65.5%).

ويشير هذا إلى أن التطعيم ضد مرض كورونا فعال في معظم مرضى السرطان. ومع ذلك، فإن فعالية اللقاح تتضاءل بسرعة أكبر في مرضى السرطان. ففي غضون (3-6 أشهر) بعد جرعة اللقاح الثانية، انخفضت فعالية اللقاح بنسبة الثلث تقريباً من 61.4% في عموم السكان إلى 47.0% في مجموعة السرطان.

وبالنظر إلى الاختلافات بين الأشخاص المصابين بأنواع مختلفة من السرطان، فإن فعالية اللقاح تكون في أدنى مستوياتها وتتضاءل بسرعة أكبر لدى المصابين بسرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الدم.

ويؤثر نوع العلاج الذي يتلقاه الأشخاص المصابون بالسرطان أيضاً على كل من فعالية اللقاح الشاملة وتضاؤل الفعالية.

ولدى مرضى السرطان الذين عولجوا في الاثني عشر شهراً الماضية بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، تكون فعالية اللقاح أقل كما تتضاءل أكثر خلال من (3 إلى 6 أشهر)، مقارنة بمرضى السرطان الذين لم يتلقوا هذه العلاجات أو عولجوا منذ أكثر من عام.

وتُظهر هذه الدراسة أنه بالنسبة لبعض الأشخاص المصابين بالسرطان، قد يوفر لقاح كورونا حمايةً أقل فعالية وأقصر أمداً.

وهذا يسلط الضوء على أهمية برامج التطعيم المعززة، وضرورة الوصول السريع إلى العلاجات للأشخاص الذين يخضعون لعلاجات السرطان.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات