ضرب أوكرانيا للعمق الروسي.. ضغوط متصاعدة على بايدن وتحذيرات من موسكو

جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة بمدفع هاوتزر باتجاه القوات الروسية بالقرب من مدينة بوكروفسك. 5 سبتمبر 2024 - REUTERS
جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة بمدفع هاوتزر باتجاه القوات الروسية بالقرب من مدينة بوكروفسك. 5 سبتمبر 2024 - REUTERS
دبي/موسكو-الشرقرويترز

يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطاً كبيرةً، من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، من أجل تخفيف القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لضرب عمق روسيا، فيما حذرت موسكو من أن السماح بذلك قد يزيد مما وصفته بـ"التورط المباشر" لواشنطن وأوروبا في الحرب.

ودعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الديمقراطي بن كاردين في بيان، لـ"تخفيف القيود على أوكرانيا"، مشيراً إلى "استمرار الهجمات التي يشنها (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين على المدنيين والبنية التحتية الأوكرانية"، والتي وصفها بـ"المروعة".

واعتبر أن منح كييف "مرونة أكبر لاستهداف الأصول العسكرية الروسية سيقلل من قدرة موسكو على إلحاق أضرار بالشعب الأوكراني"، مشدداً على ضرورة أن "تتحرك الولايات المتحدة بسرعة لمنح الإذن لأوكرانيا".

ودعت كتلة في الكونجرس، داعمة لأوكرانيا ومكونة من الحزبين، في بيان، الثلاثاء، بايدن لـ"السماح لأوكرانيا بضرب أهداف داخل روسيا بالأسلحة بعيدة المدى".

وقال البيان: "حتى يتم رفع هذه القيود، ستواصل أوكرانيا النضال لتحقيق النصر في معركتها للدفاع عن سيادتها وشعبها"، لافتاً إلى أن "الشعب الأوكراني سيستمر في معاناته، بينما تستغل روسيا هذه السياسة، وتصعّد ضرباتها ضد أوكرانيا".

كما حث جمهوريون كبار في مجلس النواب الأميركي في رسالة، الاثنين الماضي، بايدن على تخفيف القيود على أوكرانيا، كما دعا 17 مسؤولاً سابقاً في مجلس الأمن القومي وسفراء سابقون في أوكرانيا وكبار القادة العسكريين، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى "التصرف بسرعة".

بلينكن ولامي في كييف

وفي السياق، ضغط مسؤولون بارزون في الحكومة الأوكرانية على بلينكن ولامي أثناء زيارة مشتركة إلى كييف، الأربعاء، للسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ "أتاكمز" الأميركية بعيدة المدى، وصواريخ "ستورم شادو" البريطانية على أهداف في عمق روسيا.

وقال بلينكن، إنه سيستغل زيارته للاستماع مباشرة من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وآخرين إلى أهداف كييف الحالية في الحرب، وما يمكن لواشنطن أن تفعله لمساعدتها.

وأضاف في لندن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع لامي، الثلاثاء، "أعتقد أن هذه لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا في خضم القتال المكثف مع استمرار روسيا في تصعيد عدوانها".

ويناشد زيلينسكي الدول الغربية تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، ورفع القيود المفروضة على استخدامها لضرب أهداف مثل المطارات العسكرية داخل روسيا.

وشكك مسؤولون أميركيون في إمكانية اتخاذ تلك الخطوة، وذلك وسط مخاوف من إثارة صراع مباشر بين الغرب وروسيا، لكن بايدن قال، الثلاثاء، إن هناك مجالاً لتسوية الأمر، و"نحن نعمل على ذلك".

لكن مسؤولان أميركيان قالا لاحقاً لشبكة CNN، إن "إدارة بايدن لا تتوقع أي تغييرات في السياسة بشأن ما يتعلق برفع القيود" عن أوكرانيا، كما رفض بلينكن القول ما إذا كانت واشنطن ستسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى في عمق روسيا.

ووفقاً لـCNN، يتوقع مسؤولون أميركيون أن يجمع بلينكن خلال زيارته إلى كييف، معلومات عن مدى تأثير الضربات بعيدة المدى على استراتيجية أوكرانيا الأوسع في ساحة المعركة.

وقال مسؤول أميركي لشبكة CNN، إن "الاستخبارات الأميركية تظهر أن روسيا نقلت عدداً من الأصول خارج حدود نطاق الضربات بعيدة المدى".

تحذير روسي

من جهته، حذر الكرملين، الأربعاء، الغرب من أن أي قرار يسمح لأوكرانيا بضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى قد يزيد ما وصفه بـ"التورط المباشر" للولايات المتحدة وأوروبا في الحرب، وسيؤدي إلى رد فعل من موسكو.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، إن موسكو "تشكك" في احتمال أن تكون أميركا قد اتخذت بالفعل قراراً يسمح لكييف بإطلاق مثل هذه الصواريخ على روسيا، مضيفاً أنه "سيكون هناك رد إذا حدث ذلك".

وأكد بيسكوف، أن الرد "سيكون مناسباً"، مشيراً إلى أنه بذلك "تدخل الولايات المتحدة والدول الأوروبية في صراع أوكرانيا مباشرة، وكل خطوة جديدة تعزز درجة هذا التدخل".

وقال فياتشيسلاف فولودين، رئيس مجلس الدوما (مجلس النواب في البرلمان الروسي)، إن موسكو ستضطر إلى استخدام "أسلحة أشد قوة وتدميراً" ضد أوكرانيا، إذا بدأت كييف في إطلاق صواريخ غربية بعيدة المدى على روسيا، معتبراً أن "واشنطن ودول أوروبية أخرى أصبحت أطرافاً في الحرب في أوكرانيا".

ويبلغ مدى أنظمة صواريخ "أتاكمز" الأميركية نحو 305 كيلومترات، ويبلغ مدى صواريخ "ستورم شادو" البريطانية نحو 249 كيلومتراً.

وتطلق أوكرانيا هذين الصاروخين بالفعل ضد أهداف روسية على أراض معترف بها دولياً على أنها جزء من أوكرانيا، لكنها تريد استخدامها لضرب قواعد داخل روسيا نفسها، بحسب وكالة "رويترز".

تصنيفات

قصص قد تهمك