هولندا تعلن تسليم أوكرانيا دفعة من مقاتلات F-16 الأميركية

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث إلى وسائل الإعلام أمام طائرة مقاتلة من طراز F-16 في مكان غير معلن بأوكرانيا. 4 أغسطس 2024 - Reuters
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث إلى وسائل الإعلام أمام طائرة مقاتلة من طراز F-16 في مكان غير معلن بأوكرانيا. 4 أغسطس 2024 - Reuters
دبي/ كييف -الشرقرويترز

أعلن وزير الدفاع الهولندي، روبن بريكلمانز، الاثنين، تسليم أول دفعة من مقاتلات F-16 الأميركية إلى أوكرانيا، دون أن يحدد عدد الطائرات، التي طالبت بها كييف حلفاءها الغربيين منذ الأسابيع الحرب لانطلاق الغزو الروسي، معتبرة أن من شأنها أن تعزز قدراتها على شن هجمات بعيدة المدى داخل عمق الأراضي الروسية.

وقال بريكلمانز، في منشور على منصة "إكس": "لأول مرة، يمكنني أن أعلن رسمياً أن أولى طائرات F-16 الهولندية قد تم تسليمها إلى أوكرانيا".

وكانت الحكومة الهولندية قد أعلنت أنها سترسل 24 طائرة مقاتلة من طراز F-16 إلى كييف. وقال بريكلمانز خلال زيارة إلى خاركيف وكييف، إن بقية الطائرات "ستتبعها في الأشهر المقبلة". وتقود هولندا والدنمارك مبادرة لتزويد كييف بالطائرات المقاتلة وتدريب الطيارين الأوكرانيين.

والتقى رئيس الوزراء الهولندي السابق، مارك روته، الخميس، بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، وتعهد بزيادة الدعم العسكري في أول زيارة خارجية له بصفته الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وتعهدت الحكومة الهولندية بتقديم 439 مليون دولار كمساعدات على شكل طائرات بدون طيار إلى كييف. وقالت وزارة الدفاع في بيان، الأحد، إن لاهاي سترسل عدداً غير معلن من الطائرات المسيرة للاستطلاع والدفاع والهجوم، وسيتم تطوير ما يقرب من نصفها في هولندا.

تردد ثم قبول

ومنذ بداية الغزو الروسي قبل أكثر من 30 شهراً، اعتمدت أوكرانيا بشكل كبير على إمدادات الأسلحة من حلفائها الغربيين لصد عدوها الأكبر حجماً والأكثر تسليحاً.

وكان حلفاء كييف مترددين في بعض الأحيان في منحها الأسلحة التي طلبتها، بسبب المخاوف من تصعيد الحرب. ومع ذلك، مع مرور الأشهر، حصلت أوكرانيا بشكل تدريجي على مختلف أنواع الأسلحة بعد تردد أولي.

وحالياً، تسعى كييف إلى الحصول على صلاحيات من الولايات المتحدة وحلفائها لاستخدام الصواريخ بعيدة المدى التي منحتها واشنطن لأوكرانيا لضرب العمق الروسي بحرية أكبر. وتقول كييف إن هذا من شأنه أن يقلل من التهديد الذي تشكله موسكو.

وقد أيدت بعض دول حلف شمال الأطلسي نداءات كييف المتكررة، لكن واشنطن تضع في حسبانها المخاوف بشأن رد موسكو على هذه الخطوة، والتي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه سيعتبرها بمثابة مشاركة غربية مباشرة في الحرب.

مقاتلات F-16

ومن بين المطالب التي ألحت عليها كييف، تزويدها بطائرات مقاتلة من طراز F-16، وأطلقت دعواتها بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي لتعزيز قدرتها على الضربات بعيدة المدى، وكذلك لاستخدام الطائرات للتصدي لصواريخ "كروز" التي تستهدف بها موسكو  عمق أوكرانيا.

وبدأ الطيارون الأوكرانيون في التدريب على الطائرات في أغسطس 2023، بعد مفاوضات مطولة بين الحلفاء الذين سيوفرون الطائرات والتدريب.

وكانت أوكرانيا حريصة على إنهاء عملية التدريب في أقرب وقت ممكن، وجاء التأكيد على أن أوكرانيا تلقت الدفعة الأولى من تلك الطائرات في 31 يوليو الماضي.

ولم تكشف أوكرانيا عن تفاصيل بشأن حجم أسطولها الجديد. ونقلت صحيفة "تايمز" اللندنية عن مصدر في أغسطس الماضي قوله إن أوكرانيا تمتلك ست طائرات من هذا الطراز.

ومنذ ذلك الحين، تحطمت إحدى الطائرات أثناء محاولتها التصدي للصواريخ الروسية التي أطلقت على أهداف برية في أوكرانيا، ما عزز الشكوك بشأن قدرات هذه المقاتلات الأميركية في تغيير مجرى الحرب كما قالت كييف.

شكوك ومخاوف

في حين بدأ الحلفاء، بشكل تدريجي ومتحفظ، السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية لضرب عمق روسيا، يشكك بعض المسؤولين الأميركيين بشدة في أن القيام بذلك من شأنه أن يحدث فرقاً كبيراً في أرض المعركة ضد روسيا.

وتعززت هذه الشكوك قبل نحو شهر عندما قالت القوات الأوكرانية، إن إحدى مقاتلاتها من طراز F-16 تحطمت أثناء صد هجوم روسي كبير، وكانت تلك أول خسارة من نوعها منذ وصول الطائرات الأميركية الصنع في الشهر ذاته. 

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية على فيسبوك، إن الطائرة سقطت وتوفي طيارها أثناء اقترابها من هدف روسي. وأضافت أن طائرات F-16 "أظهرت كفاءة عالية" وأسقطت أربعة صواريخ كروز روسية.

وقال مسؤول دفاعي أميركي لـ"رويترز"، إن تحطم الطائرة "لا يبدو أنه نتيجة لإطلاق نار روسي"، وإن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الأسباب المحتملة لخطأ الطيار أو العطل الميكانيكي.

وكان وصول الطائرات بمثابة علامة فارقة لأوكرانيا في الحرب. ونقلت الوكالة عن محللين عسكريين قولهم، إن العدد الصغير من طائرات F-16، من غير المرجح أن يشكل نقطة تحول في الصراع.

وكانت كييف تحث حلفاءها على تزويدها بطائرات حديثة منذ بداية الحرب، لتعزيز أسطولها الصغير والقديم الذي يعود إلى حقبة الاتحاد السوفيتي.

وقبل أن تتسلم كييف طائرات F-16 هذا العام، كان لدى روسيا الكثير من الوقت لإعداد الدفاعات، واضطرت أوكرانيا إلى الاعتماد على قواتها  الجوية التي لا تشكل سوى جزء بسيط من حجم نظيرتها الروسية.

تصنيفات

قصص قد تهمك