قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، إن كوريا الشمالية أرسلت قوات إلى روسيا، في أول تأكيد علني من مسؤول أميركي كبير يتعلق بتقارير أوردتها كوريا الجنوبية، زعمت فيها إرسال بيونج يانج أكثر من 1500 جندي في ظل علاقات ودية تجمع البلدين، بحسب ما أوردته شبكة CNN.
وأضاف أوستن في تصريحات خلال زيارة إلى العاصمة الإيطالية روما: "نرى أدلة على أن هناك قوات كورية شمالية أُرسلت إلى روسيا.. ما يفعلونه أمر متروك للرؤية".
وأوضح أوستن أن الولايات المتحدة "لا تزال تحاول تحديد الدور الذي سيلعبه الكوريون الشماليون في الصراع، وما إذا كانوا ينوون السفر إلى أوكرانيا".
وتابع وزير الدفاع الأميركي: "إذا كانوا مشاركين في الحرب، فإن نيتهم هي المشاركة في هذه الحرب نيابة عن روسيا، وهي قضية خطيرة للغاية، وسيكون لها تأثير ليس فقط في أوروبا، بل على الأمور في المحيطين الهندي والهادئ".
وعندما سُئل عما ستحصل عليه كوريا الشمالية في مقابل مساعدة روسيا بالقوى البشرية، قال أوستن إن الولايات المتحدة "لا تزال تحاول تحديد ذلك".
كشف معلومات استخباراتية
وتأتي تصريحات أوستن في وقت تخطط الولايات المتحدة لإصدار معلومات استخباراتية، الأربعاء، تُظهر تحرك آلاف القوات الكورية الشمالية بالسفن إلى مناطق التدريب في روسيا، ومن المرجح أن يتضمن إصدار المعلومات أيضاً صوراً بالأقمار الاصطناعية تُظهر التحركات في شرق روسيا.
ولم تؤكد الولايات المتحدة من قبل نشر قوات كورية شمالية لدعم روسيا، لكن نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، قال إنه إذا كان هذا صحيحاً، فإنه يمثل "تطوراً خطيراً ومثيراً للقلق للغاية".
وكانت أوكرانيا وكوريا الجنوبية زعمتا أن كوريا الشمالية، نشرت آلاف القوات في روسيا لمساعدتها في محاربة الأوكرانيين. ولا تعتقد الولايات المتحدة أن القوات الكورية الشمالية وصلت إلى أوكرانيا، لكن التحركات أثارت قلقاً عميقاً بشأن تصعيد خطير محتمل في الصراع.
وفي وقت سابق، الأربعاء، هددت كوريا الجنوبية، بإمكانية توريد أسلحة إلى أوكرانيا، رداً على تقارير بشأن إرسال كوريا الشمالية جنوداً إلى روسيا، على الرغم من نفي موسكو وبيونج يانج، فيما اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن ذلك يمثل "تصعيداً كبيراً"، بحسب "أسوشيتد برس".
وقال مسؤول كبير في رئاسة كوريا الجنوبية، في إفادة صحفية، إن "الخطوات المحتملة تشمل خيارات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية، وقد تفكر كوريا الجنوبية في إرسال أسلحة دفاعية وهجومية إلى أوكرانيا".
وأضاف المسؤول أن كوريا الشمالية "قد تحاول الحصول على تقنيات روسية عالية التقنية لإتقان صواريخها النووية"، مشيراً إلى أن المساعدة الروسية المحتملة لجهود كوريا الشمالية لتحديث أنظمة أسلحتها التقليدية القديمة والحصول على نظام مراقبة قائم على الفضاء تشكل "تهديداً أمنياً خطيراً".
ويخشى المسؤولون الكوريون الجنوبيون من أن تكافئ روسيا كوريا الشمالية بتزويدها بتقنيات أسلحة متطورة يمكنها تعزيز برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية التي تستهدف كوريا الجنوبية.
خبراء من سول إلى بروكسل
ورداً على خطوة سول، قال أمين عام "الناتو" مارك روته، الثلاثاء، إن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول سيرسل خبراء إلى بروكسل قريباً، لاطلاع السفراء في التحالف العسكري المكون من 32 دولة على أدلة دعم سول لموسكو.
وقال روته: "سيحدث ذلك في أوائل الأسبوع المقبل، وبعد ذلك سنرى ما إذا كانت كوريا الشمالية تدعم بالفعل أم لا، الحرب غير القانونية التي تشنها روسيا في أوكرانيا.. إذا كان الأمر كذلك، إذا أرسلوا قوات إلى أوكرانيا، فإن ذلك سيمثل تصعيداً كبيراً".
وكان جهاز المخابرات في كوريا الجنوبية قال، الأسبوع الماضي، إن كوريا الشمالية أرسلت 1500 جندي من القوات الخاصة إلى الشرق الأقصى الروسي للتدريب والتأقلم في قواعد عسكرية محلية، ومن المرجح نشرهم في أوكرانيا للقتال بالحرب.
وإثر ذلك، استدعت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية السفير الروسي في سول، الاثنين، للاحتجاج على إرسال قوات من كوريا الشمالية إلى روسيا لنشرها في أوكرانيا، وتعهدت برد دولي مشترك.
وكانت سول اتهمت كوريا الشمالية بإرسال أكثر من 13 ألف حاوية من المدفعية والصواريخ والأسلحة التقليدية الأخرى إلى روسيا منذ أغسطس 2023، لتجديد مخزوناتها المتضائلة من الأسلحة، وهو ما نفته كل من موسكو وبيونج يانج.
وفي اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الاثنين، رفض سفير روسيا فاسيلي نيبينزيا تأكيد كوريا الجنوبية وكذلك المزاعم الغربية بأن إيران تزود روسيا بالصواريخ وأن الصين تزودها بمكونات الأسلحة.
وفي اجتماع منفصل للجنة الأمم المتحدة، قال دبلوماسي كوري شمالي إن وفده "لا يشعر بالحاجة إلى التعليق على إرسال القوات"، واصفاً إياها بأنها "شائعات لا أساس لها من الصحة تهدف إلى تشويه صورة الشمال وتقويض التعاون المشروع بين دولتين ذات سيادة".
وعززت كوريا الشمالية وروسيا تعاونهما بشكل حاد في العامين الماضيين، ففي يونيو، وقعتا على صفقة دفاعية رئيسية تتطلب من كلا البلدين استخدام جميع الوسائل المتاحة لتقديم المساعدة العسكرية الفورية، إذا تعرض أي منهما للهجوم.