بمجرد إعلان زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لبيد، تمكنه من تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية قبل الموعد النهائي، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية قائمة بأسماء من قالت إنهم أعضاء الحكومة المرتقبة التي ستضع في حال تشكيلها وتصويت الكنيست عليها، حداً لعهد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو الممتد منذ 12 عاماً.
وتظهر القائمة وهي قابلة للتعديل حتى موعد تصويت الكنيست، مجموعة من المعطيات، إذ ضمت جميع أطياف المشهد السياسي الإسرائيلي من اليمين إلى اليسار، ممثلة بذلك التحالف الصعب الذي سعى لبيد إلى نسجه لإزاحة نتنياهو، مخترقاً في سبيل ذلك الحدود الأيدلوجية الصلبة أحياناً، والهشة في أحيان أخَر للسياسة الإسرائيلية.
من اليمين وردت 8 أسماء يتصدَّرها رئيس الوزراء المفترض لأول عامين نفتالي بينيت زعيم حزب "يمينا"، ومن الوسط وردت 7 أسماء يتقدمها مهندس التحالف الجديد ورئيس الوزراء وزير الخارجية بالتناوب يائير لبيد، ووزير الدفاع الحالي بيني غانتس، أما اليسار فجاء ممثلاً بـ6 أسماء يتقدمها النائب من القائمة العربية الموحدة والمرشح لوزارة التعاون الإقليمي عيساوي فريج.
وتعد غالبية الأسماء المقترحة من الوجوه المعروفة في الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة مثل زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المرشح لوزارة المالية أفيغدور ليبرمان، وزعيم حزب "أمل جديد" المرشح لوزارة العدل جدعون ساعر، وزعيم حزب "يمينا" المرشح لرئاسة الوزراء نفتالي بينيت.
لكن القائمة ضمت أيضاً أسماءً جديدة تتولى مناصب وزارية لأول مرة، مثل المرشحة لوزارة النقل ميراف ميخائيلي، والمرشح لوزارة الأمن الداخلي عومر بارليف. ويلاحظ عموماً أن غالبية الأسماء المخضرمة من اليمين، وغالبية الأسماء الجديدة من اليسار.
وتميزت القائمة بالعلاقات المضطربة التي جمعت معظم أسمائها برئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، وكأن الأخير هو وحده ما يجمع هذه الكوكبة المتباينة أيدلوجياً وسياسياً، فجدعون ساعر على سبيل المثال كان من أبرز المقربين لنتنياهو قبل أن ينشق في العام الماضي عن الليكود، ويتحول إلى خصم شرس لصديقه القديم.
والأمر نفسه بالنسبة لأسماء أخرى مثل المرشح لوزارة الإعمار زئيف إلكين، ونفتالي بينيت والمرشحة لوزارة الداخلية إيليد شاكيد، إذ ربطتهم جميعاً علاقات بنيتناهو وتشكل خطُّهم السياسي في حزب الليكود قبل أن يشقوا مسارهم الخاص بعيداً عنه.
أكبر الوزراء المرشحين هو ناشمان شاي المرشح لمنصب وزير الجاليات، إذ يبلغ عمره نحو 75 عاماً، أما أصغرهم، فهي بنينا تمانو شاطا المرشحة لوزارة الهجرة والاستيعاب، إذ لا يزيد عمرها على 40 عاماً. كما تتميز شاطا أيضاً بأنها المرشح الوحيد من أصل إثيوبي.
نفتالي بينيت.. رئيس وزراء أول عامين
ولد نفتالي بينيت في حيفا لأبوين أميركيين عام 1972، ويحمل شهادة بكالوريوس في القانون من الجامعة العبرية.
كما خدم رائداً في وحدة "ماتكال" الاستطلاعية بالجيش الإسرائيلي، ثم في 1999 أسس بالاشتراك مع آخرين شركة "سيوتا" المتخصصة في أمن المعلومات عبر الإنترنت، وبيعت الشركة في 2005 إلى شركة أميركية مقابل 145 مليون دولار أميركي، واضعة بذلك بينيت على طريق الأعمال والملايين.
وعمل بينيت في 2005 كبيراً لموظفي زعيم المعارضة حينها بنيامين نتنياهو، ثم في 2012 انتخب رئيساً لحزب البيت اليهودي، ليتمكن الحزب في العام التالي من دخول الكنيست بـ12 مقعداً تحت قيادته.
وتولى بينيت عدة مناصب وزارية في حكومات نتنياهو أولها وزيراً للخدمات الدينية في الفترة ما بين 2013 و2015، وآخرها وزيراً للدفاع ما بين عامي 2019 و2020.
ويرأس بينيت حالياً حزب يمينا، وهو معروف بمواقفه اليمينية ودعمه لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية، وتشدده ضد اليسار الإسرائيلي.
يائير لبيد.. رئيس وزراء ووزير خارجية بالتناوب
ولد لبيد في تل أبيب عام 1963، ويحمل ماجستيراً في الإنسانيات والدراسات الثقافية من جامعة بار إيلان الإسرائيلية.
خدم في الجيش رقيباً أول، وقبل انخراطه في السياسة عمل صحافياً ومقدماً تلفزيونياً ومؤلفاً، ثم في 2012 أسس حزبه السياسي "هناك مستقبل" الذي حقق مفاجأة كبيرة في انتخابات العام التالي عندما أصبح ثاني أكبر حزب في الكنيست بـ19 مقعداً.
وتولى لبيد الوزارة مرة واحدة عندما عمل وزيراً للمالية خلال الفترة ما بين 2013 و2014.
كما تزعم المعارضة الإسرائيلية في مساعيها للإطاحة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونجح أخيراً في تشكيل تحالف يضم جميع الأطياف السياسية في إسرائيل لتحقيق هذا الغرض.
وزير المالية
ولد أفيغدور ليبرمان عام 1958 في الاتحاد السوفيتي، ثم في 1978 هاجر إلى إسرائيل، وهو يحمل بكالوريوس الآداب في العلوم الاجتماعية من الجامعة العبرية.
خدم ليبرمان عريفاً في الجيش الإسرائيلي، وعمل مديراً في حركة الليكود بين عامي 1993 و1996، كما عمل مديراً لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بين عامي 1996-1997، ثم في 1999 أسس حزبه اليميني المتطرف "إسرائيل بيتنا"، وتمكن من دخول الكنيست في العام نفسه.
تولى ليبرمان الوزارة في 6 حكومات، أولاها في حكومة آرئيل شارون، إذ شغل منصب وزير البنى التحتية الوطنية بين عامي 2001 و2002، وآخرها في حكومة بنيامين نتنياهو بين عامي 2016 و2018 عندما شغل منصب وزير الدفاع.
ويعرف عن ليبرمان توجهاته اليمينية المتطرفة، وقد دعم من خلال حزبه "إسرائيل بيتنا" مقاربات متشددة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مثل السلام مقابل السلام، بدلاً من الأرض مقابل السلام، والتمسك بالقدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل وغيرها.
شاكيد وزيرة للداخلية
ولدت شاكيد في تل أبيب 1976، وتحمل شهادة البكالويوس في الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب من جامعة تل أبيب.
وخدمت رقيباً في الجيش الإسرائيلي وعملت في الفترة ما بين عامي 2006 و2008 مديرة لمكتب بنيامين نتنياهو عندما كان الأخير زعيماً للمعارضة.
وفي يناير 2012 انتخبت منسقة لحزب الليكود، قبل أن تقرر الاستقالة من الحزب في يونيو من العام نفسه.
ثم في 2013 تمكنت من الفوز بمقعد في الكنيست ضمن مجموعة حزب البيت اليهودي، وتعتبر الآن الشخصية الثانية في تحالف "يمينا" الذي يضم عدداً من أحزاب اليمين الإسرائيلي، إذ يتقدمها فقط رئيس التحالف نفتالي بينيت.
وتولت شاكيد منصب وزارة العدل في الفترة ما بين 2015-و2019. وتعرف عموماً بتوجهاتها اليمينية، ومواقفها السياسية المناوئة للهجرة ووسائل الإعلام الإسرائيلية ذات التوجه اليساري.
غانتس يحتفظ بحقيبة الدفاع
وبحسب التشكيلة المتوقعة التي نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، من المقرر أن يحتفظ وزير الدفاع بيني غانتس بموقعه في الحكومة المرتقبة.
وغانتس وهو من مواليد 1959 في كفر أحيم، ويحمل شهادتي ماجستير، الأولى في العلوم السياسية من جامعة تل أبيب، والثانية في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الدفاع الوطني بواشنطن.
تدرج غانتس في الجيش الإسرائيلي حتى أصبح رئيساً لهيئة الأركان العامة للجيش، ثم في 2018 قرر الدخول إلى عالم السياسة الإسرائيلية فأسس حزبه الخاص "حزب الصمود الإسرائيلي"، الذي انضم لاحقاً إلى أحزاب أخرى من بينها حزب "هناك مستقبل" برئاسة يائير لبيد، لتشكيل تحالف "أزرق أبيض".
في عام 2020 تفكك هذا التحالف، ليشكل غانتس مع بنيامين نتنياهو حكومة طوارئ ووحدة وطنية، وذلك بعد 18 شهراً من الشلل السياسي غير المسبوق في تاريخ إسرائيل، ضمن اتفاق يتناوبان بموجبه على رئاسة الوزراء، وهو الاتفاق الذي تعثر أيضاً لتتجه إسرائيل نحو انتخابات أخرى غير حاسمة.
يتولى غانتس منصب وزارة الدفاع منذ مايو 2020 وحتى الآن، كما عمل وزيراً مكلفاً لوزارتي العدل، والعلوم والتكنولوجيا.
جدعون ساعر لوزارة العدل
وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية سيتولى جدعون ساعر وهو من مواليد عام 1966 في تل أبيب ويحمل شهادتي بكالوريس في العلوم السياسية والحقوق من جامعة تل أبيب، حقيبة المالية.
وخدم ساعر رقيباً في الجيش الإسرائيلي، وضابط صف استخباراتياً في اللواء الجولاني، وهو لواء مشاة ضمن ما يسمى ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي.
وانضم للكنيست الإسرائيلي منذ 2003 ممثلاً لحزب الليكود اليميني، وعلى المستوى الحكومي، تقلد ساعر الوزارة مرتين، فعمل وزيراً للتعليم في الفترة ما بين مارس 2009 ومارس 2013 ضمن أول حكومة يشكلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ثم تولى وزارة الداخلية في الفترة من مارس 2013 وحتى نوفمبر 2014.
وخلال العام الماضي، وبعد علاقة طويلة، انفصل ساعر عن الليكود، ونتنياهو، وأنشأ حزبه الخاص "أمل جديد"، ليتحول من حليف لنتنياهو إلى خصم شرس يزاحمه على نيل أصوات اليمين الإسرائيلي.
ويسعى ساعر إلى الإطاحة بنتنياهو ومنعه من تحويل الليكود إلى أداة للنجاة الشخصية في وقت يخضع فيه للمحاكمة بسبب اتهامات بالفساد.
وزير الإعمار والإسكان
وتم ترشيح زئيف إلكين وهو من مواليد خاركوف في الاتحاد السوفييتي والواقعة حالياً في أوكرانيا عام 1971، لوزارة الإعمار والإسكان.
وهاجر إلكين إلى إسرائيل عام 1990، وهو يحمل شهادة ماجستير في تاريخ الشعب الإسرائيلي من الجامعة العبرية في القدس.
وعمل مدرساً للتاريخ الإسرائيلي في الجامعة العبرية بين عامي 1996 و2006، ودخل الكنيست عبر حزب الليكود في 2006.
وشغل إلكين عدة مناصب وزارية، أولها وزير الهجرة والاستيعاب في الفترة ما بين 2015 و2016، وآخرها وزير التعليم العالي والثانوي والموارد المائية في 2020، وهو المنصب الذي استقال منه في ديسمبر من العام نفسه، وانشق عن الليكود لينضم إلى حزب "أمل جديد".
عيساوي فريج لوزارة التعاون الإقليمي
ولد عيساوي فريج في كفر قاسم داخل ما يعرف بالخط الأخضر عام 1963، ويحمل شهادة في الاقتصاد والمحاسبة من الجامعة العربية، وهو عضو في الكنيست منذ عام 2013 عن حزب ميريتس.
وقدم فريج مشروع قانون لتثبيت اللغة العربية في المناهج الدراسية الإسرائيلية، كما عمل خلال عضويته بالكنيست على إلزام الهيئات العامة باستثمار ما لا يقل عن 10٪ من ميزانية حملاتها الإعلانية لصالح الحملات الإعلانية باللغة العربية. وفقاً للموقع الرسمي للكنيست.
كما بادر فريج إلى قانون يضمن أن البرامج التي تبثها سلطة الإذاعة باللغة العربية تعكس الخطاب داخل المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل.
وبحسب الموقع الإلكتروني للكنيست، بادر فريج أيضاً بمشروع قانون من شأنه أن يسمح بتعيين نساء عربيات مسلمات كقضاة في المحاكم الشرعية.
وزيرة الهجرة والاستيعاب - بنينا تمانو شاطا
من مواليد إثيوبيا 1981، وهاجرت إلى إسرائيل في 1984. تحمل شهادة بكالوريوس في القانون، وعملت قبل انخراطها في السياسة في مجال التعليم.
شغلت شاطا منصب عضو في الكنيست ممثلة لحزب "هناك مستقبل" بين عامي 2013 و2015، وكانت أول امرأة من أصل إثيوبي تحوز مقعداً في الكنيست.
وتتولى منصب وزيرة الهجرة والاستيعاب منذ مايو 2020 وحتى الآن.