الكاتب الأميركي ديفيد إجناتيوس: كييف توسع النزاع مع روسيا.. وعملياتها أقلقت إدارة بايدن

"سر علني".. تقارير: أوكرانيا ساعدت فصائل المعارضة السورية في الإطاحة بالأسد

عناصر من فصائل المعارضة السورية المسلحة في طرقهم إلى حمص بعد السيطرة على حلب وحماة. 6 ديسمبر 2024 - NA
عناصر من فصائل المعارضة السورية المسلحة في طرقهم إلى حمص بعد السيطرة على حلب وحماة. 6 ديسمبر 2024 - NA
دبي -الشرق

قالت مصادر مطلعة على النشاطات العسكرية الأوكرانية بالخارج، إن فصائل المعارضة المسلحة السورية "تلقت مسيرات ومساعدات"، من عملاء استخبارات أوكرانيين سعوا إلى تقويض روسيا وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما نقل الكاتب الأميركي ديفيد إجناتيوس في مقال بصيحفة "واشنطن بوست".

ووفقاً للمصادر، أرسلت الاستخبارات الأوكرانية نحو 20 خبيراً في تشغيل المسيرات ونحو 150 مسيرة إلى معقل فصائل المعارضة السورية في إدلب، قبل 4 إلى 5 أسابيع، لمساعدة "هيئة تحرير الشام"، التي قادت اجتياح الفصائل للأراضي التي كان يسيطر عليها نظام بشار الأسد.

وقالت مصادر غربية، حسبما نقل الكاتب الأميركي في مقاله، إنها تعتقد أن الدعم الذي قدمته كييف لعب دوراً متواضعاً في الإطاحة بالأسد، ولكنها خطوة تأتي ضمن جهود أوكرانية سرية وواسعة لضرب العمليات الروسية في الشرق الأوسط، وإفريقيا، وداخل روسيا نفسها.

وقال مسؤولون أميركيون، إن عمليات مدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، العدائية ضد روسيا بالخارج، أقلقت إدارة جو بايدن في بعض الأحيان.

وأشار إجناتيوس، إلى أنه رغم أن برنامج المساعدات الأوكرانية السري في سوريا كان "سراً علنياً"، إلا أن مسؤولي إدارة بايدن قالوا للكاتب الصحافي الأميركي إنهم لم يكونوا على علم به، في معرض ردهم على أسئلة بشأن هذا البرنامج.

توسيع جبهة المواجهة مع روسيا 

واعتبر إجناتيوس، أن الدافع الأوكراني واضح، وهو أنه لمواجهة العدوان الروسي على بلادهم، بحثت الاستخبارات الأوكرانية عن جبهات أخرى، يمكنها فيها أن توجه "ضربة دامية" لروسيا و"تقويض حلفائها".

وأضاف أن الأوكرانيين أعلنو نواياهم، ولفت إلى مقال نشرته صحيفة Kyiv Post في 3 يونيو الماضي، ونقلت فيه عن مصدر بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية المعروفة اختصاراًبـ GUR أنه "منذ بداية العام الجاري، ألحقت فصائل المعارضة السورية، مدعومة بعملاء أوكرانيين، ضربات عدة ضد المنشآت العسكرية الروسية في الإقليم".

وتضمن المقال المنشور على موقع الصحيفة، مقطع فيديو، يظهر هجمات على مخبأ مغطى بالحجر، وشاحنة بيضاء، وأهداف أخرى، قالت إنها "تعرضت لضربات من المعارضة المسلحة المدعومة أوكرانياً داخل سوريا".

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية السورية قامت بها وحدة خاصة تعرف باسم Khimik، وهي وحدة داخل الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، بالتعاون مع المعارضة السورية.

خبراء من أوكرنيا في إدلب

وشكا المسؤولون الروس لعدة أشهر، من النشاطات العسكرية الأوكرانية في روسيا، وقال الممثل الروسي الخاص في سوريا، ألكسندر لافرينيتيف، في نوفمبر الماضي، خلال مقابلة مع وكالة "تاس"، إن بلاده تملك معلومات بأن خبراء أوكرانيين من إدارة الاستخبارات الأوكرانية العامة يتواجدون على الأرض في إدلب.

وأدلى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بتصريحات مماثلة في سبتمبر الماضي، عن "مبعوثين من الاستخبارات الأوكرانية" في إدلب.

وزعم لافروف حينها أنهم كانوا يقومون بـ"عمليات قذرة"، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن" السورية، والتي أكدت حينها أن الجنرال كيريلو بودانوف، رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كان على تواصل شخصي مع "هيئة تحرير الشام".

وقبل هجوم فصائل المعارضة السورية المسلحة الذي أطاح بالأسد، قال مسؤولون روس إن الروابط بين أوكرانيا والجماعات المعارضة، كانت محاولة لتجنيد مقاتلين من سوريا لحربها ضد الكرملين.

وزعم تقرير لموقع إلكتروني يدعى the Cradl في سبتمبر الماضي، أن أوكرانيا عرضت 75 مسيرة على "هيئة تحرير الشام"، في صفقة "المسيرات مقابل المقاتلين"، ولكن لا توجد أي دلائل مستقلة على حدوث هذه الصفقة.

مفاجأة روسيا

وقال إجناتيوس إن روسيا تفاجأت بالتقدم المطرد لـ"هيئة تحرير الشام" نحو دمشق، ولكن المصادر الروسية، وبشكل مثير للاهتمام، قللت من الدور الأوكراني.

وذكر حساب تليجرام روسي يعكس وجهة نظر الجيش الروسي، في 2 ديسمبر الجاري، أن الاستخبارات العسكرية الأوكرانية زارت إدلب، ولكنها بقيت هناك لفترة وجيزة، ليست كافية لتشغيل عمليات مسيرات من الصفر، وثانياً، هيئة تحرير الشام لديها برنامج المسيرات الخاص بها".

عمليات أوكرانية متعددة ضد روسيا

وأوضح ديفيد إجناتيوس، أن العملية الأوكرانية في سوريا، ليست الوحيدة التي تقوم بها الاستخبارات الأوكرانية بالخارج لمضايقة الروس، إذ ذكر تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC في أغسطس الماضي، أن أوكرانيا ساعدت المسلحين في شمال مالي لمواجهة مقاتلي مجموعة "فاجنر" الروسية، وفي 27 يوليو الماضي، أودى هجوم بحياة 84 من مقاتلي "فاجنر" و47 مالياً، وفق BBC.

وتفاخر أندري يوسوف المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية بعملية مالي بعدها بعدة أيام، قائلاً إن "الثوار الماليين تلقوا معلومات أساسية، وليس فقط معلومات، مكنتهم من القيام بعملية ناجحة ضد مجرمي الحرب الروس"، وفقاً لـBBC.

وبعد الهجوم، قطعت مالي علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا.

وتعهد بودانوف في أبريل 2023، بأن أوكرانيا ستلاحق الروس الذين ارتكبوا "جرائم حرب"، في أي جزء من العالم.

وذكر إجناتيوس أنه سأل بودانوف في مقابلة بمقر الاستخبارات العسكرية في كييف في أبريل الماضي، بشأن التقارير عن عمليات وكالته ضد مجموعة "فاجنر" في إفريقيا، ورد بودانوف بالقول: "نحن نقوم بعمليات تهدف لتقليص الإمكانات العسكرية الروسية، في أي مكان، أينما كان ذلك ممكناً، لماذا يجب علينا أن نستبعد إفريقيا؟".

مسيرة قصمت ظهر البعير

وكعملياتها في إفريقيا، وهجومها على منطقة كورسك داخل روسيا،  فإن عملية أوكرانيا السرية في روسيا، تعكس محاولات لتوسيع ميدان المعركة، والإضرار بروسيا في أماكن حيث تكون غير مستعدة.

وقال إجناتيوس، إن المساعدات الأوكرانية للمعارضة السورية لم تكن "المسيرة التي قصمت ظهر البعير"، إذا جاز التعبير، ولكنها ساعدت على الأقل بشكل ضئيل، في الإطاحة بـ"أهم عميل لروسيا في الشرق الأوسط".

وأضاف: "مثلما فشلت إسرائيل في توقع هجوم حماس عبر غزة في 7 أكتوبر 2023، رأت روسيا فصائل المعارضة السورية قادمة، ولكنها لم تستطع الحشد لوقف الهجوم، ومنع عواقبه الوخيمة".

تصنيفات

قصص قد تهمك