يستعد رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان، لتأخير مشروع مثير للجدل، لتأسيس جامعة صينية في بودابست، أثار احتجاجات في العاصمة.
وأوردت مجلة "ماندينير"، أن حكومة أوربان مستعدة لتقديم خطة للمشروع، إلى ناخبي بودابست في عام 2023، ما يؤدي إلى نزع فتيل ملف بات مثيراً للجدل، قبل الانتخابات النيابية الأشد تنافسية التي ستشهدها هنغاريا منذ أكثر من عقد، والمرتقبة العام المقبل.
وقال رئيس الوزراء الهنغاري غيرغيلي غولياس للمجلة، إن الحكومة تؤيّد تنظيم استفتاء في العاصمة، خلال 18 شهراً، كي يتخذ الناخبون قراراً بشأن جامعة فودان.
وأضاف: "لا نريد أن نفعل شيئاً (جيداً) ضد إرادة الناس، بينهم سكان بودابست. لذلك ندعم أن يقرّر الناخبون في بودابست هل يريدون (فرعاً) لجامعة فودان، بمجرد معرفة شروط الاستثمار".
وأفادت وكالة "بلومبرغ"، بأن مشروع تأسيس الجامعة، الذي أظهرت استطلاعات الرأي أنه يلقى معارضة واسعة من سكان بودابست، بات ملفاً أساسياً في الانتخابات البرلمانية، المرتقبة في عام 2022.
وأضافت أن أحزاب المعارضة التي توحّدت في محاولة للإطاحة بأوربان، تشير إلى الاستثمار في الحرم الجامعي، المموّل من دافعي الضرائب، بوصفه دليلاً إضافياً على جنوح رئيس الوزراء الهنغاري عن القيم الغربية، وقربه من الأنظمة الاستبدادية.
احتجاجات في بودابست
وتجمّع آلاف من الهنغاريين، في العاصمة السبت، لمعارضة المشروع. وأقدم رئيس بلدية بودابست، غيرغلي كاراتشوني، أبرز مرشحي المعارضة لتحدّي أوربان في انتخابات العام المقبل، قبل أيام على إعادة تسمية شوارع محيطة بالحرم الجامعي المخطّط له، إلى "شارع هونغ كونغ الحرة" و"شارع الدالاي لاما" و"شارع شهداء الإيغور"، في خطوة أغضبت حكومة أوربان، والصين التي وصفتها بأنها "أقلّ من مخزية"، مستدركة بوجوب ألا تؤثر في المشروع.
وأفادت وكالة "فرانس برس"، بأن وثائق داخلية مسربة رجّحت أن تقدّم بكين قرضاً قيمته 1.3 مليار يورو، لتغطية غالبية تكاليف تأسيس الجامعة، المقدرة بـ 1.5 مليار يورو.
وأضافت الوكالة أن الحرم الجامعي المزمع إنشاؤه، وهو الأول في أوروبا، يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع.
وتابعت أن المشروع يتماشى مع خطة قديمة لتشييد "مدينة جامعية" في الموقع، تضمّ سكناً لآلاف الطلاب الهنغاريين.
"الانفتاح على الشرق"
وتعتبر حكومة أوربان أن تأسيس فرع لجامعة فودان سيتيح لآلاف الطلاب، من هنغاريا ودول أخرى، الحصول على مؤهلات عالية وتعليم ذي جودة.
ورأى مسؤول حكومي أن الاحتجاجات "ليست مبرّرة، لأن العملية لا تزال في مرحلة التخطيط"، مضيفاً أن القرارات النهائية ستُتخذ "في النصف الثاني من عام 2022".
وذكرت "فرانس برس"، أن مشروع جامعة فودان يُعدّ أحدث خطوة في السياسة الخارجية لأوربان، المتمثلة في "الانفتاح على الشرق".
واستدركت أن المشروع عزّز مخاوف من تحوّل سياسي لهنغاريا، من الغرب إلى الشرق، خصوصاً مع تزايد مديونتها للصين.
ويرى منتقدون في أوربان "حصان طروادة" للصين وروسيا، داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
كما أن حذف جامعة فودان لمصطلح "حرية الرأي"، من ميثاقها في عام 2019، يثير مخاوف بشأن الحرية الأكاديمية في هنغاريا، وفق "فرانس برس".