عرقلت الصين، الخميس، اعتماد إعلان لمجلس الأمن الدولي أعدّته الولايات المتحدة، يُدين "تدهور الوضع السياسي والأمني والإنساني" في جزيرة هايتي، وفق ما ذكر دبلوماسيون.
ويشدد مشروع الإعلان المؤلف من 4 فقرات فقط، على "الحاجة الملحّة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وعادلة عام 2021" في هايتي.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن أحد الدبلوماسيين، أن البعثة الدبلوماسية الصينية في مجلس الأمن قالت إن عليها إحالة المسألة إلى عاصمتها.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسيين آخرين اعتبارهم أن موقف الصين مرتبط بمسألة تايوان المعترف بها من قبل هايتي التي لا تفوت فرصة لدعمها في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أزمة هايتي
جاء موقف الصين خلال اجتماع لمجلس الأمن مخصص للوضع في هايتي. وخلال هذه الجلسة، عبّرت ممثلة الأمم المتحدة في هايتي، هيلين لا ليم، عن تشاؤمها حيال الوضع في الأشهر المقبلة.
وقالت: "ليس هناك أي بوادر تدل على تراجع الأزمة السياسية المتجذرة التي ضربت البلاد خلال الجزء الأكبر من السنوات الأربع الماضية"، وأضافت أن "الاتفاق السياسي لا يزال بعيد المنال، فيما تتصاعد حدة الخطاب الذي يستخدمه بعض القادة السياسيين".
ويطعن جزء كبير من المعارضة السياسية والعديد من منظمات المجتمع المدني في هايتي، بشرعية الرئيس جوفينيل مويز الذي يحكم بموجب مراسيم منذ يناير 2020.
وفي 7 يونيو، أرجئ رسمياً إلى أجل غير مسمى، بسبب وباء كورونا، استفتاء دستوري كان مقرراً في 27 من الشهر الجاري في الجزيرة الكاريبية واعترضت عليه المعارضة بشدة.
ويهدف تعديل الدستور المطروح للاستفتاء، إلى إلغاء مجلس الشيوخ والسماح بولايتين رئاسيتين متتاليتين، في إصلاح يعزز السلطة التنفيذية.
عرقلة ثانية
تعدّ هذه المرة الثانية، منذ تولي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن السلطة في يناير، التي تمنع فيها الصين إصدار إعلان صاغته الولايات المتحدة، في مجلس الأمن الدولي.
وفي أبريل الماضي، رفضت الصين والهند ودول إفريقية إعلاناً يدعو إلى تجنب تصعيد الصراع في قضية الصحراء والمغرب.
وتأتي هذه العرقلات وسط توتر العلاقة بين واشنطن وبكين على خلفية المنافسة العسكرية والاقتصادية، وملفات سياسية عدة تشمل تايوان وهونغ كونغ وإقليم تشينجيانغ، فضلاً عن تراشق الاتهامات بشأن أصل فيروس كورونا.