بسبب سفينة البحر الأسود.. موسكو تحذّر ولندن تتعهد "ممارسة حقها"

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية تظهر المدمرة البريطانية في البحر الأسود، 24 يونيو 2021 - REUTERS
صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية تظهر المدمرة البريطانية في البحر الأسود، 24 يونيو 2021 - REUTERS
دبي-بلومبرغرويترز

رفض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس، احتجاج الكرملين على دخول مدمرة بريطانية المياه الروسية الإقليمية في البحر الأسود، وتعهدت لندن مواصلة "ممارسة حقها" في دخول المياه المتنازع عليها قبالة شبه جزيرة القرم، وسط تحذيرات روسية من "أعمال استفزازية غير مقبولة".

وقال جونسون، للصحافيين في قاعدة عسكرية بمقاطعة "هامبشاير" إنه يعتقد بأن استخدام المياه الدولية كان "مناسباً"، رافضاً الإفصاح عما إذا كان قد وافق شخصياً على مسار المدمرة البريطانية، وفقاً لما نقلته وكالة بلومبرغ الأميركية. 

فيما استدعت وزارة الخارجية الروسية، سفيرة بريطانيا لدى روسيا، ديبورا برونيرت، لتقديم "أسلوب صعب" -وهو مصطلح دبلوماسي- واتهمت المتحدثة باسم الكرملين ماريا زاخاروفا لندن بـ"الأكاذيب غير الواضحة"، حسب ما أوردت "رويترز".

تحذيرات روسية

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: "النقطة المهمة هي أن بريطانيا لا تعترف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم".  من جانبها، حذرت روسيا، المملكة المتحدة، من تكرار ما وصفته بأنه "أعمال استفزازية غير مقبولة"، وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحفي الخميس، إن روسيا لن تستبعد أي خيارات للدفاع عن حدودها. 

وردًا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن توجيه ضربة من الجانب الروسي إلى أهداف في حالة وقوع حادث مشابه قال بيسكوف"في حالة تكرار الاستفزازات غير المقبولة، إذا تجاوزت مثل هذه الأعمال الحد، فمن الممكن اتخاذ أي إجراءات تتعلق بالحماية القانونية لحدود الاتحاد الروسي". 

وأعلنت روسيا، الأربعاء، أنها أطلقت طلقات تحذيرية ضد مدمرة بريطانية في البحر الأسود، اتهمتها بدخول مياهها الإقليمية قبالة سواحل القرم، فيما نفت لندن الأمر. 

أزمة القرم

ويأتي الحادث، مع اقتراب موعد بدء المناورات العسكرية "سي بريز 2021" (Sea Breeze) التي تجري بين 28 يونيو و10 يوليو، بمشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى من حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا في البحر الأسود، والتي تثير استياء موسكو.

ولا تعترف كل من المملكة المتحدة وحلفاؤها بشبه جزيرة القرم كأراض روسية بعد قيام الرئيس فلاديمير بوتين بضم شبه الجزيرة إلى الأراضي الروسية عام 2014. وسلّط الحادث الضوء على التوترات المتزايدة بين المملكة المتحدة وروسيا حتى مع تحرك بوتين والولايات المتحدة لإصلاح العلاقات.

ورفض جونسون، التلميحات بأن الحادث يمثل تدنيًا جديدًا في العلاقات البريطانية الروسية، وقال: "يمكنني أن أتذكر أوقاتًا كانت فيها الأمور أسوأ بكثير"، وتأتي تصريحاته في الوقت الذي دعا فيه زعيما فرنسا وألمانيا إلى إجراء حوار مع روسيا بعد قمة الأسبوع الماضي بين بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن.

موسكو والناتو

ورفض المتحدث باسم الكرملين تحديد الإجراءات الأخرى التي قد تتخذها روسيا ضد سفن منظمة حلف شمال الأطلسي في المستقبل، لكن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قال إنه إذا لم تستمع المملكة المتحدة إلى "الفطرة السليمة"، فقد تقصف روسيا "ليس فقط مسار السفينة ولكن الهدف نفسه"، حسبما أفادت وكالة "تاس". 

وبحسب بلومبرغ، قال مكسيم شيبوفالينكو، نائب رئيس مركز التحليل في موسكو، إن التصعيد المفاجئ في الخطاب لا يعني أن روسيا مستعدة لإغراق سفينة بريطانية، لكنه يعكس القلق في موسكو من الخطر المتزايد من احتمال عرض عضوية الناتو على أوكرانيا. 

وقالت روسيا، إن حادث البحر الأسود استمر حوالي نصف ساعة، مع تجاهل المدافع تحذيرات الراديو، كما ذكرت وزارة الدفاع أن السفينة استمرت في التقدم حتى بعد أن أطلق خفر السواحل الروسي الطلقات التحذيرية، لتبتعد عن المسار بعد إسقاط 4 قنابل في طريقها.