بلينكن: لا نحاول كبح جماح الصين وعلاقتنا معها معقدة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع مع الرئيس الفرنس إيمانويل ماكرون في قصر الإيليزيه بالعاصمة باريس- 25 يونيو 2021 - REUTERS
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع مع الرئيس الفرنس إيمانويل ماكرون في قصر الإيليزيه بالعاصمة باريس- 25 يونيو 2021 - REUTERS
دبي -الشرق

قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن واشنطن لا تحاول التركيز على محاولة احتواء الصين أو كبح جماحها، لكنها تركز على "دعم النظام الدولي الحر والمفتوح، والقائم على القواعد، والذي ساعدت الولايات المتحدة وألمانيا في بنائه والاستثمار فيه على مدى عقود عديدة"، بحسب تعبيره.

وأشار بلينكن، في مقابلة أجراها مع صحيفة "دير شبيغل" الألمانية، الخميس، إلى أنه يتعين على الولايات المتحدة وبقية الدول مواجهة التحديات معاً، لمحاولة التعامل مع المشكلات والفرص التي يواجهها سكان العالم، مضيفاً أنه من خلال عمل الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها، عن كثب، على مدى الأشهر القليلة الماضية، فإنه باتت تتحقق نتائج ذات مغزى للأميركيين ولشعوب كافة الدول.

"تنافس وتعاون"

بلينكن تابع في حديثه للصحيفة، نُشر على موقع وزارة الخارجية الأميركية "في حال كانت هناك جوانب من النظام الحر والمفتوح القائم على القواعد تتعرض للتحدي من قبل أي كيان، سواء كانت الصين أو أي دولة أخرى، فإننا نعتقد أنه من المهم التضامن والدفاع عما بنيناه، لأنه قد حقق نتائج مهمة للغاية للجميع، ونحن ندرك أن لدينا جميعاً علاقات معقدة للغاية مع الصين لا يمكن تلخيصها في كلمة واحدة".

وأوضح "هناك جوانب خصومة، وتنافس، وكذلك تعاون في هذه العلاقة، ولكننا سنكون أكثر فاعلية في كافة هذه المجالات إذا كنا نتعامل معها، وهذا ما نتطلع إليه، حيث نريد التأكد من التمسك بالقواعد والمعايير الأساسية التي تجمعنا في أي من ارتباطاتنا مع الصين، وأننا إذا كنا في سباق، فهو سباق إلى القمة، وليس نحو القاع، وهو الأمر الذي ينطبق على العلاقات التجارية، والقضايا السياسية والدبلوماسية وغيرها".

"الملكية الفكرية"

وزير الخارجية الأميركي لفت إلى ضرورة أن تضع الولايات المتحدة وحلفاؤها في اعتبارهم بعض التحديات المحتملة التي تطرحها الصين، وعلى سبيل المثال، تلك المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات التي قال إنها قد باتت مهمة للغاية في جميع جوانب الحياة، وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بقواعد ومعايير حقوق الإنسان والخصوصية والملكية الفكرية، فإن الحكومة في بكين، للأسف، لا تفي بالمعايير التي وضعناها جميعاً، ولذلك أعتقد أننا يجب أن نكون حذرين حيال هذا الأمر".

وأكد أن علاقات الولايات المتحدة وحلفائها، تشهد ما وصفه بـ"التقارب في وجهات النظر" حول أفضل السبل للتعامل مع الصين، قائلاً إنه في قمة مجموعة السبع عام 2018، لم يتم ذكر الصين في بيانات القمة، أما هذا العام، فقد كانت هناك أشياء مهمة اتفق عليها القادة بخصوص التعامل مع بكين.

وتابع: "كما تم التركيز على الصين في قمة الناتو أيضاً، وذلك رغم أن المرة الأخيرة التي كتب فيها الحلف مفهوماً استراتيجياً حول بكين كان في عام 2010، وعندما وصلنا إلى القمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اتفقنا على إنشاء مجلس للتجارة والتكنولوجيا بين الولايات المتحدة والاتحاد، وذلك للتأكد من العمل معاً على القواعد والمعايير بطرق تعكس قيمنا، كما أعدنا إقامة الحوار بين الولايات المتحدة والاتحاد بشأن الصين الذي كان خاملاً".

النظام الدولي

التنافس مع الصين في ظل النظام الدولي، كان محور حديث بلينكن إلى الصحيفة الألمانية، حيث أكد أن واشنطن لا تطلب من الناس الاختيار بين أحد البلدين، مشيراً إلى أن هناك "مجموعة مشتركة من القيم والمصالح التي ساعدت في تشكيل النظام الدولي على مدى ما يقرب من 8 عقود.

وقال "نحن بحاجة إلى الاستمرار في الدفاع عن الحرية والانفتاح عندما يتعلق الأمر بهذا النظام (الدولي) والقيام بذلك معاً".

"نورد ستريم"

بسؤاله عن موقف إدارة بايدن من بناء خط أنابيب نورد ستريم 2، قال بلينكن إنه تم بدء العمل عليه في 2018، وبحلول تولي بايدن منصبه في يناير هذا العام، كان البناء قد اكتمل بنسبة تزيد على 90%، لافتاً إلى أن البيت الأبيض ​​فرض عقوبات على عدد من الكيانات بموجب القانون الأميركي أكثر من أي وقت مضى.

وتابع "صحيح أن بايدن وصف خط الأنابيب هذا بالفكرة السيئة، كونه من المحتمل أن يكون أداة للإكراه الاقتصادي الاستراتيجي الروسي، إضافة إلى أنه قد يكون أداة يمكن استخدامها ليس فقط ضد أوكرانيا ولكن في الواقع ضد أوروبا ككل، لكن السؤال المطروح أمامنا هو ما الذي يجب فعله حيال ذلك لتخفيف أو منع الضرر الذي يمكن أن يحدثه خط الأنابيب إذا تم استخدامه بطريقة خاطئة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وروسيا.

وأوضح بلينكن أن "نحن في مناقشات نشطة للغاية مع الحكومة الألمانية في الوقت الحالي حول خط (نورد ستريم)، وننظر في سلسلة من الخطوات والإجراءات والتدابير الممكنة التي يمكننا اتخاذها للتأكد من عدم استخدام خط الأنابيب لأغراض سلبية، كأداة للإكراه أو الابتزاز، وأن تظل مصالح دول مثل أوكرانيا محمية اقتصادياً واستراتيجياً".

قضية أوكرانيا

في إجابته عن سؤال حول قيام الولايات المتحدة بدور أكبر في قضية أوكرانيا، قال: "لقد كنا منخرطين في هذه القضية عامي 2015 و2016، كما احترمنا الاقتراح القائل بأن صيغة نورماندي ستكون الأداة المركزية لمحاولة دفع عملية مينسك، والاتفاقات التي تم التوصل إليها، والتي للأسف لم تنفذها روسيا إلى حد كبير على مدى سنوات عديدة، لكن هذا كان أفضل طريقة للمضي قدماً، وظللنا نعمل لمحاولة دفع هذه العملية إلى الأمام". 

وأشار بلينكن إلى أن بايدن قد ناقش هذا الأمر مع نظيره الروسي، ومع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، ومع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرين، قائلاً إنه في حال كانت روسيا جادة في تنفيذ اتفاقية مينسك فنحن على استعداد تام للمساعدة في ذلك، ولكن وفق سؤال أساسي: هو ما إذا كانت موسكو جادة في ذلك أم لا."

وأكد الوزير الأميركي، التزام الولايات المتحدة بـ"سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها واستقلالها"، والتأكد من أن لديها الوسائل للدفاع عن نفسها من "العدوان الروسي"، وكذلك دعم جهودها في "التعامل مع العدوان الداخلي الذي يشكله الفساد وغيره من أوجه القصور الديمقراطية".