ناقشت نائبة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمان، مسألة الحفاظ على السلام في مضيق تايوان، مع نظيرَيها الياباني والكوري الجنوبي، ما دفع بكين إلى اتهام طوكيو وواشنطن بالتزام "عقلية الحرب الباردة"، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
وقالت شيرمان في طوكيو إن المحادثات الثلاثية، مع تاكيو موري، نائب وزير الخارجية الياباني، وتشوي جونغ كون، النائب الأول لوزير الخارجية في كوريا الجنوبية، تناولت أيضاً الجهود المشتركة لتعزيز السلام والأمن والازدهار في منطقة المحيطَين، الهندي والهادئ، والعالم، على أساس القيم المشتركة، بما في ذلك الحرية وحقوق الإنسان واحترام سيادة القانون.
في المقابل، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، بعد محادثات شيرمان في طوكيو: "سواء تعلّق الأمر بملفات تتعلّق بهونغ كونغ أو تايوان أو شينغيانغ، هذه كلها شؤون داخلية للصين ولا تتحمّل أي تدخل خارجي. تلتزم الولايات المتحدة واليابان بعقلية الحرب الباردة، وتعمدان إلى تعزيز المواجهة، من خلال إنشاء تكتلات، ومحاولة إيجاد طوق مناهض للصين".
شيرمان تزور الصين
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن شيرمان ستتوجّه إلى مدينة تيانجين الساحلية الصينية، للقاء مسؤولين صينيين، بينهم وزير الخارجية وانغ يي، يومَي 25 و26 من الشهر الجاري. جاء ذلك بعدما أوردت صحيفة "فايننشال تايمز" أن شيرمان جمّدت خططاً لزيارتها تيانجين، بعدما عرضت عليها بكين لقاء نائب وزير الخارجية، شيه فنغ، الذي لا تعتبره الولايات المتحدة نظيرها.
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن شيرمان ستناقش مجالات تثير "مخاوف جدية" لدى الولايات المتحدة، بشأن "ممارسات الصين"، وكذلك المجالات التي تتوافق فيها مصالح البلدين.
وشهدت العلاقات المتوترة بين الجانبين تدهوراً إضافياً، بعدما اتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الحكومة الصينية بالمسؤولية عن اختراق "مايكروسوفت إكستشينج"، وحذرت الشركات الأميركية من ممارسة أعمال تجارية في هونغ كونغ، وشددت عقوبات على مسؤولين صينيين.
ورجّح راين هاس، وهو باحث في "معهد بروكينغز" أن تجري واشنطن وبكين مناقشات "صريحة"، وتابع: "نظراً إلى الضغوط الحالية في العلاقات، وإمكانية عقد اجتماع بين الرئيسين، خلال (قمة) مجموعة العشرين في أكتوبر، أعتقد أن الجانبين قررا تحويل التركيز إلى الأمور الجوهرية".
كوريا الشمالية
وناقش المسؤولون الثلاثة في طوكيو التهديد الذي يشكّله البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وحرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، وتعزيز التعاون بين الدول الثلاث. وذكّرت شيرمان بيونغ يانغ بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مستعدة لمحادثات ثنائية، مضيفة أن الصبر مطلوب مع كوريا الشمالية، مستدركة أن لذلك حدوداً.
وكان النظام في بيونغ يانغ رفض محاولات بايدن لإحياء مفاوضات نزع سلاحها النووي، إذ قالت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم كيم جونغ أون، الشهر الماضي، إن لدى الولايات المتحدة وجهات نظر "خاطئة"، في اعتقادها أن كوريا الشمالية قد تعرض فرصة للعودة إلى المحادثات.
جاء الاجتماع الثلاثي في طوكيو، بعد أيام على إلغاء الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، رحلة محتملة إلى العاصمة اليابانية، بمناسبة افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الجمعة، بعد تصريحات لدبلوماسي ياباني، اعتُبرت مسيئة إزاء مون.
وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتتعهد باستعادتها، ولو بالقوة إذا لزم الأمر. ووصف الرئيس الصيني، شي جين بينغ، سعي بلاده للسيطرة على تايوان، بأنه "مهمة تاريخية"، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.
وصعّدت تايوان التوتر مع الصين، بعدما أعلنت الثلاثاء أنها ستفتح أول مكتب لها في أوروبا، مستخدمة اسم "تايوان". وأثار ذلك شجباً من بكين، وترحيباً من واشنطن، فيما تسعى تايبه إلى تعزيز وجودها الدبلوماسي في العالم، في مواجهة ضغوط من بكين، وفق "بلومبرغ".
اقرأ أيضاً: