استطلاع: البريطانيون يتوقعون استقلال اسكتلندا خلال 10 سنوات

رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورجن، تتحدث خلال مسيرة مؤيدة لاستقلال بلادها عن بريطانيا، غلاسكو، اسكتلندا - REUTERS
رئيسة وزراء اسكتلندا، نيكولا ستورجن، تتحدث خلال مسيرة مؤيدة لاستقلال بلادها عن بريطانيا، غلاسكو، اسكتلندا - REUTERS
لندن- محمود حبوشالشرق

أظهر استطلاع أجرته صحيفة "ذا صنداي تايمز" البريطانية أن غالبية سكان المملكة المتحدة يعتقدون أن اسكتلندا قد تنفصل نهائياً عن بريطانيا في غضون عقد من الزمن، بينما عبر أكثر من نصف من استطلعت آراؤهم في أيرلندا الشمالية عن رغبتهم في إجراء استفتاء للانضمام إلى أيرلندا خلال خمس سنوات. 

وتضع هذه النتائج الحكومة المركزية في لندن في وضع حرج، لا سيما في ظل إصرار رئيس الوزراء، بوريس جونسون، على أن مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي تهدف أساساً إلى تأكيد استقلاليتها وسيادتها على أراضيها.

لكن الحكومة الاسكتلندية، الممثلة بالحزب الوطني الاسكتلندي، تريد إجراء استفتاء وطني على أمل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كدولة مستقلة.

ووفقاً لسلسلة من الاستطلاعات التي أجرتها الصحيفة في الأقاليم التي تتكون منها المملكة المتحدة، وهي إنجلترا، واسكتلندا، وويلز، وأيرلندا الشمالية، فإن الميل الأكبر للانفصال يسود في اسكتلندا.

وتحاول حكومة اسكتلندا، بقيادة الوزيرة الأولى نيكولا ستورغين، إجراء الاستفتاء بعد انتخابات شهر مايو. وكانت اسكتلندا أجرت في 2014 استفتاء فاز فيه مخيم الرافضين للانفصال بنسبة 55 في المئة.

الانفصال أقرب

وأظهرت استطلاعات رأي عدة أجريت في الأشهر الأخيرة انقلاباً في الرأي العام الاسكتلندي لصالح الانفصال. وبحسب استطلاع "صنداي تايمز"، فإن 49% في المئة من الاسكتلنديين يؤيدون استقلال بلادهم، التي انضمت إلى إنجلترا وويلز عام 1707، مقابل 44 في المئة من الرافضين. 

ورفعت مجموعة من مؤيدي الاستقلال قضية لدى المحكمة العليا في اسكتلندا، ويأملون الحصول على حكم يؤكد مشروعية تخويل البرلمان الاسكتلندي إجراء استفتاء جديد من دون الحاجة إلى أخذ موافقة إلى الحكومة المركزية في وستمنستر. ومن المتوقع النطق بالحكم في غضون أيام.

بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني خلال كلمته أمام البرلمان في 2 ديسمبر 2020 - AFP
بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني خلال كلمته أمام البرلمان، 2 ديسمبر 2020 - AFP

ويرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن مؤيدي الانفصال حصلوا على فرصة لا تحصل سوى مرة في كل جيل، ولا داعي لإجراء تصويت آخر.

أيرلندا الشمالية

وعبر 47 في المئة من الأيرلنديين عن رغبتهم في بقاء الإقليم في المملكة المتحدة، فيما فضل 42 في المئة الانضمام إلى أيرلندا، لكن 11 في المئة ما زالوا غير متأكدين من أي من الخيارين.

وعندما طرح السؤال بصورة إن كانوا يؤيدون إجراء استفتاء حول توحيد الجزيرة الأيرلندية في بلد واحد خلال خمس سنوات، أيد 51 في المئة من المستطلَعين ذلك، ورفضه 44 في المئة. 

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون رفقة الوزير الأول الإيرلندي ميشال مارتن، في بلفاست، إيرلندا الشمالية - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون رفقة الوزير الأول الأيرلندي ميشال مارتن، في بلفاست، أيرلندا الشمالية - REUTERS

أما ويلز، وهي أقدم أعضاء الاتحاد مع إنجلترا، فما زال مواطنوها يميلون إلى إبقاء الأمور على ما هي عليه، فكانت نسبة من يؤيدون الانفصال منهم 23 في المئة، فيما دعم 31% في المئة منهم فكرة إجراء استفتاء حول الانفصال.

10 سنوات

ورأى عدد أكبر من سكان جميع أقاليم المملكة إمكانية انفصال اسكتلندا، إذ توقع حدوث ذلك 49% من سكان إنجلترا (مقابل 19 في المئة ممن لم يعتقدوا ذلك).

وتوقع 60 في المئة من سكان أيرلندا الشمالية إمكانية مغادرة اسكتلندا خلال عقد (مقابل 28 في المئة ممن لم ير ذلك)؛ وفي ويلز جاءت النتيجة 49 في المئة مقابل 23 في المئة؛ أما الاسكتلنديون فإن 49 في المئة منهم توقعوا الانفصال (مقابل 30 في المئة).

كما أظهر الاستطلاع تقدم الحزب الوطني الاسكتلندي في انتخابات شهر مايو بنسبة 70 في المئة مقابل 25 في المئة لحزب المحافظين، 19 في المئة لحزب العمال.

وشملت الاستطلاعات بضعة آلاف من سكان الأقاليم الأربعة للملكة المتحدة، وأجريت بعد منتصف الشهر الجاري.