تشهد العاصمة الأفغانية كابول حالة هدوء وترقب غير مسبوقة، بعد أن أعلنت حركة طالبان سيطرتها على القصر الجمهوري وأجزاء كبير من البلاد.
وسادت طوال نهار الأحد، حالة من الهلع في العاصمة، حيث أغلقت المحلات أبوابها، وباتت زحمة السير خانقة، وشوهد شرطيون يستبدلون بزّاتهم بملابس مدنية.
وشهدت غالبية المصارف ازدحاماً، وسط تهافت الناس على سحب أموالهم قبل فوات الأوان. وكانت الشوارع أيضاً مكتظة بالسيارات المحمّلة بالأغراض، محاولةً مغادرة المدينة أو اللجوء إلى حيّ يعتبره السكان أكثر أماناً، بحسب وكالة "فرانس برس".
وفي مؤشر على أن الأفغان بدأوا يرضخون للأمر الواقع، شوهد عامل يغطي بالطلاء لوحة إعلانية لصالون تجميل تظهر عروساً متبرجة.
مخاوف السكان
وحول المشهد في شوارع كابول، قالت كبيرة مراسلي شبكة "سي إن إن" الأميركية كلاريسا وارد، إن حالة من الهدوء سادت العاصمة كابول بعد دخول حركة طالبان.
وأضافت: "قد يكون ذلك بسبب طلب المتحدث باسم طالبان بقاء سكان العاصمة كابول في منازلهم"، مشيرةً إلى أن الحركة "تحاول الحفاظ على الأمن والسلام في العاصمة بقدر الإمكان، وذلك من خلال حث الناس على عدم الخروج من منازلهم، ومنع التجول".
وأكدت وارد أن "الناس في الوقت الحالي يستعدون لأسوأ الأوضاع، ويتساءلون كيف سيكون المستقبل"، لافتةً إلى أن "طالبان تقول إنها ستبدأ الآن في تولي مسؤولية الوزارات الرئيسية".
مطالبات سكان كابول
ونقل موقع "طلوع نيوز" الأفغاني عن مرويس، أحد سكان كابول قوله "نريد الهدوء في هذا البلد، كما نريد الأمن وإنهاء إراقة الدماء من أجل كرامة الناس".
وقال شايان، أحد سكان كابول "قواتنا الأمنية ليس لديها مشكلة. هناك اتفاقيات كبرى على هذا البلد"، وأضاف: "الأفغان يريدون الاستقرار والحفاظ على حقوقهم في ظل الحكومة الجديدة".
وقالت لايقا، من سكان كابول أيضا: "يجب حماية حقوق الإنسان. ويجب أن تكون المرأة قادرة على مغادرة المنزل. ويجب أن تظل المدارس مفتوحة للفتيات".
وبات مشهد العاصمة كابول أكثر ضبابية، مع سعي عدة سفارات أجنبية لنقل عملها إلى المطار الذي يشهد "وضعاَ فوضوياً" بحسب شبكة "سي ان ان".
وتتسابق الولايات المتحدة ودول أجنبية عدة لنقل الدبلوماسيين والمواطنين جواً من أفغانستان، بعد أن اجتاح مقاتلو طالبان معظم أنحاء البلاد، ودخلوا العاصمة في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
وأوضحت "سي إن إن"، نقلاً مصدر مطلع قريب من المطار، أن "هناك حشود ضخمة تحاول الدخول إلى المطار فيما اندلع إطلاق النار بالقرب منه".
ولفتت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أنه "بحلول المساء بات الطريق الرئيسي المؤدي إلى مطار كابول ملئ بالأفغان الفارين من الحرب، كما يشهد تواجد الآلاف من الجنود الأميركي الساعين لحماية الوفود المغادرة" من أفغانستان.
اقرأ أيضاً: