أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، أن بلاده مستعدة لاستضافة قمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، بهدف مناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، فيما يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واشنطن في محاولة للحصول على صواريخ "توماهوك" بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.
وكان ترمب قد قال إنه أجرى "محادثة مثمرة للغاية" مع نظيره بوتين، الخميس، مشيراً إلى أنهما اتفقا على عقد قمة في المجر لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
واحتفى أوربان بإعلان ترمب، وقال في مقابلة مع الإذاعة الرسمية المجرية، الجمعة، إن معارضته المستمرة لتسليح أوكرانيا وتمويلها، ربما ساهمت في اختيار بودابست لاستضافة القمة.
وأضاف أوربان، الذي يُعد من أوثق حلفاء ترمب في أوروبا ومن أقرب شركاء بوتين داخل الاتحاد الأوروبي، أن "بودابست هي المكان الوحيد تقريباً في أوروبا اليوم الذي يمكن أن يُعقد فيه مثل هذا الاجتماع، لأن المجر تقريباً الدولة الوحيدة المؤيدة للسلام. وعلى مدى ثلاث سنوات، كنا الدولة الوحيدة التي دعت باستمرار وبصوت مرتفع إلى السلام"، بحسب ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".
وأشار أوربان إلى أنه تحدث إلى ترمب، مساء الخميس، وأنه سيتحدث مع بوتين الجمعة، مشيراً إلى أن استضافة القمة في بودابست تمثل "إنجازاً سياسياً لبلاده". علماً أن المجر ستشهد انتخابات برلمانية في أبريل المقبل، والتي وصفها أوربان بأنها الأصعب في مسيرته الممتدة منذ 15 عاماً.
وتابع أوربان قائلاً: "لا أحد يعلم متى كانت آخر مرة شهدت فيها المجر حدثاً دبلوماسياً بهذا الحجم، حيث لا نكون مجرد مضيفين، بل يعتبر أيضاً إنجازاً سياسياً بحد ذاته".
وفي منشور على منصة "إكس"، قال أوربان إن "الاجتماع المخطط له بين رئيسي الولايات المتحدة وروسيا خبر رائع لعشّاق السلام حول العالم. نحن مستعدون". وأضاف في منشور لاحق: "انتهيت للتو من مكالمة هاتفية مع الرئيس ترمب، والاستعدادات لقمة السلام الأميركية الروسية جارية".
وفي وقت لاحق، الجمعة، أجرى أوربان مكالمة هاتفية مع بوتين، أعرب خلالها رئيس الوزراء المجري عن استعداده لتهيئة الظروف لتنظيم قمة روسية أميركية في بودابست. وأفاد بيان للكرملين، أن بوتين وأوربان بحثا مزيد من الإجراءات الإضافية بشأن "التسوية في أوكرانيا".
وقال يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي، إن بوتين يرحب بعقد القمة، مشيراً في تصريح لوكالة الأنباء الروسية الرسمية "إنترفاكس" إلى أن "الرئيس ترمب هو من اقترح بودابست أولاً، وقد أيد رئيسنا على الفور فكرة عقد القمة في هذه العاصمة الأوروبية".
وبحسب ترمب، فإن قمة بودابست ستتبع جولة أولى من الاجتماعات بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف الأسبوع المقبل، في موقع سيتم تحديده لاحقاً.
"الحوار بعد سماع كلمة توماهوك"
تأتي مكالمة ترمب مع بوتين عشية لقائه المرتقب في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، الذي أعلن أنه سيحاول إقناع واشنطن بتزويد بلاده بصواريخ "توماهوك" وأنظمة تسليح أخرى، تمكّن أوكرانيا من تنفيذ ضربات أعمق داخل الأراضي الروسية.
وكتب زيلينسكي على منصة "إكس"، مساء الخميس، أنه وصل إلى الولايات المتحدة، مضيفاً دون أن يشير مباشرة إلى قمة ترمب وبوتين المقترحة: "يمكننا أن نرى بالفعل أن موسكو تسارع إلى استئناف الحوار بمجرد سماعها كلمة توماهوك".
وكان ترمب قد أبدى في الأيام الماضية انفتاحاً على تزويد أوكرانيا بصواريخ كروز من طراز "توماهوك"، التي يبلغ مداها نحو 1600 كيلومتر، رغم تحذيرات بوتين من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تدهور العلاقات الأميركية الروسية.
لكن عقب مكالمته مع بوتين، بدا ترمب متحفظاً أكثر، وقال للصحافيين: "نحن بحاجة إلى صواريخ توماهوك في الولايات المتحدة أيضاً، لدينا الكثير منها، لكننا نحتاجها، لا يمكننا أن نُفرغ ترسانتنا الوطنية."
وكان زيلينسكي يسعى للحصول على هذه الصواريخ لتمكين قواته من تنفيذ ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية ضد منشآت عسكرية وبنى تحتية حيوية، معتبراً أن ذلك قد يدفع بوتين إلى التعامل بجدية أكبر مع الدعوات الأميركية للتفاوض.
وبعد نجاحه الأخير في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة بين "حماس" وإسرائيل، قال ترمب إن وضع نهاية للحرب في أوكرانيا بات "أولوية سياسته الخارجية الأولى"، مؤكداً أنه يشعر بثقة متزايدة بإمكانية تحقيق اختراق قريب.
وأوضح ترمب أنه يتبنى الآن نهجاً أكثر حياداً تجاه طرفي النزاع، ملمحاً إلى أن التفاوض المباشر بين زيلينسكي وبوتين قد لا يكون ممكناً حالياً.