يعتزم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، حضّ مجلس الشيوخ على تثبيت مرشحي الرئيس جو بايدن لمناصب بارزة في مجال الأمن القومي، محذراً من أن الولايات المتحدة قد تعاني نقصاً في الموظفين إذا تعرّضت لهجوم، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".
ووَرَدَ في كلمة سيلقيها الوزير خلال جلسة استماع، الثلاثاء، أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: "من الضروري تسريع عملية التعيينات في مجال الأمن القومي، إذ يمكن أن يحدث هجوم كارثي من دون سابق إنذار". وسيُذكّر بتأخير مجلس الشيوخ تثبيت نحو 80 مرشحاً، باعتباره "اضطراباً مهماً في صنع سياسة الأمن القومي لدينا"، علماً أن الولايات المتحدة أحيت أخيراً الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001، التي نفذها تنظيم "القاعدة" وأسفرت عن مصرع نحو 3 آلاف شخص على أراضيها.
وأشارت "بلومبرغ" إلى أن الخلاف بشأن المرشحين يعود بشكل كامل تقريباً إلى العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ، تيد كروز، إذ عطّل قدرة المجلس على تثبيت معظم المرشحين، من خلال تحركات إجرائية احتجاجاً على سياسات تنتهجها إدارة بايدن، بما في ذلك قرارها بالامتناع عن معاقبة المسؤولين الأساسيين المنخرطين في خط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي سينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا، متجاوزاً أوكرانيا التي تعتبره "سلاحاً جيوسياسياً خطراً" في يد موسكو.
وتخلّى كروز، الاثنين، عن معارضته لثلاثة مرشحين، من بينهم دونالد لو الذي سيتولّى منصب مساعد وزير الخارجية لجنوب آسيا ووسطها، وهي منطقة تشمل أفغانستان.
بلينكن وأفغانستان
وذكرت "بلومبرغ" أن تصريحات بلينكن المعدة مسبقاً تتشابه مع تلك التي أدلى بها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الاثنين، وانتقد خلالها نواب جمهوريون إدارة بايدن لأسلوب تعاملها مع انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وإجلاء نحو 124 ألف شخص بعد سيطرة حركة "طالبان" على كابول الشهر الماضي.
ودافع بلينكن عن عملية الانسحاب، معتبراً أن بايدن لم يكن لديه خيار آخر لدى تنصيبه في يناير الماضي سوى "وضع حدّ للحرب أو الانخراط في تصعيد". وأضاف أن "طالبان كانت أقوى عسكرياً من أي وقت"، منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وتابع: "حتى أكثر التحليلات تشاؤماً لم تتوقع انهيار القوات الحكومية في كابول قبل انسحاب القوات الأميركية. وما من شيء يُظهِر أن بقاءنا لفترة أطول كان سيجعل القوات الأفغانية أكثر مقاومة واستقلالية".
وتطرّق إلى الاتفاق المبرم بين الحركة وإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ونصّ على الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية من أفغانستان، قائلاً: "ورثنا مهلة، ولكننا لم نرث خطة"، كما أفادت وكالة "فرانس برس".
في المقابل، اعتبر النائب الجمهوري مايكل ماكول أن "الرئيس رفض الإصغاء إلى جنرالاته ومسؤولي الاستخبارات الذين حذروه بالتحديد مما سيحصل خلال انسحابنا"، مندداً بـ "كارثة تاريخية" و"استسلام غير مشروط أمام طالبان".
اقرأ أيضاً: