مركز عسكري فرنسي يحذر: الصين تستعير كتاب "قواعد اللعبة" الروسي

الرئيس الصيني شي جين بينج لدى استقباله نظيره الروسي فلاديمير بوتين في بكين، 26 أبريل 2019 - Valery Sharifulin/TASS/ Gettyimages
الرئيس الصيني شي جين بينج لدى استقباله نظيره الروسي فلاديمير بوتين في بكين، 26 أبريل 2019 - Valery Sharifulin/TASS/ Gettyimages
دبي- الشرق

اعتبر تقرير حديث أصدره مركز أبحاث مرتبط بالجيش الفرنسي، أن الصين قد باتت تهدف بشكل متزايد التسلل إلى المسرح العالمي وممارسة الإكراه، من خلال عمليات شبيهة بتلك التي تقوم بها روسيا، وفقاً لما نقلته عنه شبكة "سي إن بي سي" الإخبارية الأميركية.

وقالت الشبكة، في تقرير نشرته الخميس، إن معهد البحوث الاستراتيجية للكلية العسكرية الفرنسية (IRSEM)، وهو وحدة مستقلة تابعة للقوات المسلحة في باريس، قد أشار في تقريره إلى حدوث تغيير في سلوك بكين.

وأضاف التقرير الذي نُشر الأسبوع الماضي: "على مدى فترة طويلة كان يمكننا القول إن الصين، على عكس روسيا، تسعى إلى أن تصبح دولة محبوبة أكثر من أن تصبح مصدر خوف، ولكن يبدو أن عمليات بكين للتأثير على المسرح العالمي قد تم تكثيفها بشكل كبير على مدى السنوات الماضية، كما أن أساليبها قد باتت تبدو شبيهة بتلك التي تطبقها موسكو بشكل أكبر".

وأشارت "سي إن بي سي" إلى أن التقرير، الذي قامت بترجمته من الفرنسية إلى الإنجليزية يزيد عن 600 صفحة، وقد كتبه بول شارون وجان بابتيست جانجين فيلمر، وهما خبيران في السياسة الصينية والشؤون الخارجية، ولكنها قالت إنها لم تتمكن من الحصول على تعليق فوري من السفارة الصينية في لندن على المعلومات الواردة فيه.

وتابعت: "يحدد التقرير الفرنسي المجالات المختلفة التي سعت السلطات الصينية إلى توسيع نفوذها فيها، بما في ذلك وسائل الإعلام، حيث استثمرت بكين 1.3 مليار يورو (1.52 مليار دولار) سنوياً منذ عام 2008 وذلك للتحكم بشكل أفضل في صورتها في العالم".

إكراه اقتصادي

كما لفت التقرير إلى ممارسة بكين لما وصفه بـ"الإكراه الاقتصادي"، وذلك من خلال منع المستثمرين الأجانب من دخول الأسواق، وفرض التعريفات الجمركية، وكذلك تنظيم حملات المقاطعة، إذ قامت بفرض قيود تجارية كبيرة على السلع الأسترالية العام الماضي بعد أن دعت الأخيرة إلى إجراء تحقيق في منشأ وباء كوفيد-19.

ووفقاً لـ"سي إن بي سي"، فإن  التقرير يدعي أن بكين قد حاولت التأثير على نتائج الانتخابات المختلفة على مدى العقد الماضي، وذلك حسبما ورد في 10 انتخابات على الأقل في سبع دول، وهو الأمر الذي ألقى مسؤولو الاستخبارات الأميركية باللوم فيه على روسيا أيضاً خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016 في الولايات المتحدة.

وأوضحت الشبكة أن مسألة الإكراه هذه قد تم ذكرها أيضاً في وقت سابق من هذا الأسبوع من قبل قادة التحالف الرباعي (كواد) وهم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، ولكن دون ذكر اسم الصين صراحةً، إذ قالت الدول الأربع إنها ملتزمة بإقامة منطقة حرة ومفتوحة "لا تخشى الإكراه" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

الصين وفرنسا

وقالت الشبكة إن فرنسا ليست جزءًا من التحالف الرباعي، كما أنها كانت واحدة من أكثر الدول الغربية تشككاً في جهود الولايات المتحدة للحد من بعض تصرفات الصين، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ينضم إلى هؤلاء الذين يرون أنه بجانب توجيه انتقادات للصين للانتهاكات التي تمارسها لحقوق الإنسان، فإن يجب على الاتحاد الأوروبي العمل معها، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ.

ونقلت الشبكة عن ماكرون، قوله في مقابلة مع مجلة "بوليتيكو" الأميركية، في فبراير الماضي: "يمثل الوضع الذي يتحد فيه الجميع معاً ضد الصين السيناريو المناسب لأخطر صراع ممكن، إذ أنه يمكن أن يأتي بنتائج عكسية".

اقرأ أيضاً: