تركيا تنفي نقل منظومة "إس-400" الروسية إلى قاعدة أميركية

منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" خلال تمرين في قاعدة عسكرية بكالينينغراد - 11 أغسطس 2020 - REUTERS
منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس-400" خلال تمرين في قاعدة عسكرية بكالينينغراد - 11 أغسطس 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

نفت تركيا مزاعم بأنها نقلت صواريخ روسية من طراز "إس-400"، إلى قاعدة "إنجرليك" التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي تشكّل مخزناً للأسلحة النووية الأميركية، بعد أيام على تجديد واشنطن مطالبتها أنقرة بالتخلّص من هذه المنظومة للدفاع الجوي، كما أفادت وكالة "بلومبرغ".

ووَرَدَ في بيان أصدرته وزارة الدفاع التركية: "المزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي بنقل صواريخ إس-400 إلى إنجرليك، ليست صحيحة".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن لدى الولايات المتحدة اتفاقاً مع تركيا، يتيح لها استخدام تلك القاعدة، الخاضعة لأذونات خاصة بمهمة محددة من البرلمان. كذلك تضمّ "إنجرليك" قنابل نووية تكتيكية أميركية وتشكّل مركز نقل للانتشار الأميركي في المنطقة.

صفقة "إف-16"

ورفضت أنقرة الاستجابة لطلب واشنطن بالتخلّي عن الصواريخ الروسية، علماً أن الولايات المتحدة تخشى احتمال استخدامها لجمع معلومات استخباراتية عن قدرات التخفّي لمقاتلة "إف-35" الأميركية. وأُقصيت تركيا من برنامج هذه المقاتلة، بعدما اشترت "إس-400".

مقاتلة تركية من طراز
مقاتلة تركية من طراز "إف-16" تتوسّط طائرات عسكرية أميركية في قاعدة "إنجرليك" الجوية بمدينة أضنة جنوب تركيا - 11 ديسمبر 2015 - REUTERS

وطلبت أنقرة من واشنطن بيعها مقاتلات من طراز "إف-16"، بدلاً من "إف-35"، في صفقة قد تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار. لكن الكونجرس قد يعرقل الصفقة، علماً أن تركيا لم تستبعد إمكان البحث عن بدائل، بما في ذلك من روسيا، إذا لم تزوّدها الولايات المتحدة بمقاتلات "إف-16".

ونقلت "بلومبرغ" عن مسؤول بارز قوله إن الرئيس الأميركي جو بايدن أوضح لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، خلال لقائهما في روما الأحد الماضي على هامش قمة مجموعة العشرين، أن على تركيا أن تمرّ بالعملية اللازمة لشراء مقاتلات "إف-16". وأضاف المسؤول أن امتلاك أنقرة صواريخ "إس-400" لا يزال مصدر قلق بالنسبة إلى واشنطن.

في المقابل، قال أردوغان إنه حضّ بايدن على إقناع الكونجرس بالمصادقة على الصفقة، مضيفاً أنهما ناقشا أيضاً نزاعاً بشأن 1.4 مليار دولار دفعتها تركيا في مقابل مقاتلات "إف-35"، التي مُنعت لاحقاً من استلامها.

وزار وفد من وزارة الدفاع الأميركية أنقرة، في 27 أكتوبر الماضي، قبل يوم من الاجتماع بين بايدن وأردوغان، وناقش الملفات الناتجة عن إقصاء تركيا من برنامج "إف-35". ووصفت الوزارة المناقشات بأنها مثمرة، مشيرة إلى أن اجتماع متابعة سيُعقد في واشنطن في الأشهر المقبلة.

تشكيك أميركي

وكان الرئيس التركي شدد على أن "موضوع شراء مقاتلات إف-16 جديدة من الولايات المتحدة، مرتبط بمقاتلات إف-35"، مضيفاً: "اقترحت واشنطن علينا شراء مقاتلات إف-16، في مقابل المبلغ ذاته الذي دفعناه لشراء مقاتلات إف-35".

لكن واشنطن نأت عن تصريحات أردوغان، إذ قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس: "وزارة الدفاع (الأميركية) لا تزال تجري مشاورات مع تركيا بشأن برنامج إف-35. كيف يمكن تسوية هذا النزاع، لست في وضع يسمح لي بالتحدث بشأن هذا الحوار، ولكن لكي أكون واضحاً، لم نقدّم أي عروض تمويل بشأن طلب تركيا (شراء) إف-16".

أما رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، فذكر أن بلاده قد تشتري مقاتلات روسية من طراز "سو-35" و"سو-57"، إذا امتنعت الولايات المتحدة عن بيعها مقاتلات "إف-16".

كذلك أعلن أردوغان أنه "غير متردد" بشأن شراء بلاده دفعة ثانية من منظومة "إس 400" الروسية، قائلاً: "شرحت كل شيء للرئيس جو بايدن. لن يتمكّن أحد من التدخل في نوع أنظمتنا الدفاعية التي نحصل عليها، ومن أي دولة وعلى أي مستوى... هل سنتوقّع تسليم أسلحة من دول أخرى لم تعطنا تلك الأسلحة أساساً؟".

اقرأ أيضاً: