قال مسؤولان أمنيان عراقيان ومصدر أمني غربي، الجمعة، إن الزعيم الجديد لـ"داعش"، هو الأخ الشقيق للزعيم الأسبق للتنظيم، أبو بكر البغدادي الذي قُتل أكتوبر 2019، في غارة أميركية شمال سوريا.
وجاء إعلان تعيين أبو الحسن الهاشمي القرشي، في رسالة صوتية مسجلة نشرها التنظيم عبر الإنترنت الخميس، وذلك بعد أسابيع من إعلان تصفية أبو إبراهيم القرشي، الذي خلف البغدادي قبل أكثر من عامين، وكان ثاني رجل يحمل لقب "الخليفة" في التنظيم.
وتشابهت النهايات بالنسبة لكل من البغدادي والقرشي، حيث لقي كل منهما حتفه بتفجير نفسه وأفراد عائلته خلال غارة أميركية على المكان الذي يتحصن به ويختبئ فيه شمال سوريا.
وتعود جذور تنظيم "داعش"، وهو وريث فرع تنظيم القاعدة في العراق، إلى الفترة التي نشطت فيها حركات التمرد ضد الغزو الأميركي الذي أطاح بنظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين عام 2003.
وأعلن البغدادي عام 2014 ما أطلق عليه "دولة الخلافة"، من مسجد في مدينة الموصل شمال العراق، وفقاً لـ"رويترز". وانتهى الحكم الوحشي لـ"داعش"، الذي تسبب في مقتل وإعدام آلاف الأشخاص، في الموصل عندما تعرض للهزيمة على أيدي قوات عراقية ودولية عام 2017.
واختبأ آلاف من مقاتليه المسلحين السنوات الماضية في مناطق نائية، لكن لا يزال بإمكانهم تنفيذ هجمات كبيرة على غرار حروب العصابات.
البدري.. "مرافق ومستشار وشقيق" البغدادي
وذكر مسؤولان أمنيان عراقيان، اشترطا عدم الكشف عن هويتهما، أن الاسم الحقيقي للزعيم الجديد هو (جمعة عوض البدري)، وإنه الشقيق الأكبر للبغدادي، فيما أفاد مسؤول أمني غربي بأن الرجلين شقيقان، لكنه لم يحدد أيهما الأكبر سناً.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن هذه المعلومة، منذ إعلان "داعش" تعيين زعيم جديد.
وقال أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين: "البدري مُتطرف، انضم للجماعات المتشددة في 2003، وكان معروفاً عنه أنه مرافق شخصي دائم للبغدادي.. ومستشاره للمسائل الشرعية".
وأضاف أن البدري ظل لفترة طويلة رئيساً لمجلس شورى التنظيم، وهي جماعة قيادية تتولى مسائل التوجيه الاستراتيجي، وتقرر من يتولى "الخلافة" عند وفاة "الخليفة" أو أسره.
وجاء في بحث أجراه الخبير العراقي الراحل في شؤون تنظيم "داعش" هشام الهاشمي، والذي نُشر في 2020، إن البدري كان رئيساً لمجلس الشورى المكون من 5 أعضاء.
وبحسب التسجيل الصوتي الذي نشره التنظيم، فإن "مبايعة أبو الحسن القرشي جاءت عملاً بوصية أبي إبراهيم، ولقد قبل البيعة"، في إشارة إلى أن أبو بكر القرشي عينه خلفاً له قبل وفاته، وفقاً لمصادر "رويترز".
ويعتقد مسؤولون أمنيون ومحللون عراقيون، أن الزعيم الجديد سيسير على نفس الدرب، ويحاول شن هجمات بجميع أنحاء العراق وسوريا، لافتين إلى أنه "قد تكون لديه رؤيته الخاصة لطريقة تنفيذ هذه الهجمات".
تهديد أمني جديد
أحد المسؤولين الأمنين العراقيين، قال إن البدري انتقل مؤخراً عبر الحدود من سوريا التي كان يتحصن بها إلى العراق.
وبحسب تقرير كتبه في ديسمبر فريق "مراقبة العقوبات" التابع للأمم المتحدة، سيرث البدري السيطرة على موارد مالية مهمة.
وأشار التقرير إلى أن "التقييمات الأخيرة.. تقدر احتياطيات التنظيم بين 25 و50 مليون دولار"، لكنه أضاف أن "داعش" ينفق أكثر مما يتحصل عليه بالاعتماد على "الابتزاز والانتهازية والنهب والخطف لطلب الفدى".
وقال المسؤول الأمني العراقي، إن للبدري شقيقين آخرين أحدهما تحتجزه أجهزة الأمن العراقية منذ سنوات. وأضاف أن مكان وجود الأخ الثاني غير معروف، لكن أغلب الظن أنه "متطرف" أيضاً.