قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الأحد، إن روسيا وأوكرانيا تقتربان من التوصل إلى اتفاق بشأن قضايا "حساسة"، وأضاف أنه "يأمل وقف إطلاق النار إذا لم يتراجع الجانبان عن التقدم الذي حققاه إلى الآن".
وأضاف أوغلو لصحيفة "حريت" اليومية التركية، أن هناك "تقارباً في مواقف الجانبين حول الموضوعات المهمة، الموضوعات الحساسة"، وذلك من دون الإدلاء بتفاصيل عن القضايا.
وتابع: "يمكننا القول إننا نأمل وقف إطلاق النار، إذا لم يأخذ الجانبان خطوة إلى الوراء من المواقف الحالية".
وتلعب تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، دور وساطة بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة لإيجاد سبيل نحو وقف إطلاق نار طويل الأجل، ومفاوضات جادة بشأن حل سلمي للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا بحضور جاويش أوغلو في منتجع أنطاليا التركي في وقت سابق من الشهر الجاري، ولم تحقق المناقشات نتائج ملموسة.
وسافر وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو أيضاً إلى روسيا وأوكرانيا في الأسبوع الماضي لإجراء محادثات مع نظيريه لافروف وكوليبا.
بوتين ليس مستعداً
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مستعداً لإجراء محادثات مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي دعاه، السبت، لإجراء مفاوضات مباشرة، لوقف العمليات العسكرية الروسية المستمرة في أوكرانيا منذ 24 فبراير الماضي.
وأضاف قالن، وهو أيضاً كبير مستشاري الرئيس التركي، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن "زيلينسكي مستعد للقاء، لكن بوتين يعتقد أن المواقف ليست قريبة بالدرجة الكافية لعقد اجتماع على مستوى القادة".
وقال قالين، الذي كان مطلعاً على مكالمات أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، مع نظيريه الروسي والأوكراني، إن "بوتين لم يعد يدعو إلى استبدال زيلينسكي، ويقبل الآن بحقيقته كزعيم للشعب الأوكراني، سواء أحب ذلك أم لا".
وتابع قالين: "أعتقد أن اجتماعهما سيُعقد في مرحلة ما. سيكون هناك اتفاق سلام في وقت ما. بالطبع، نريد جميعاً أن يحدث هذا قريباً، لكن على الأغلب يفكر بوتين أنه يريد أن يكون في موقع قوة عندما يفعل ذلك، وألا يبدو ضعيفاً بفعل الخسائر العسكرية أو العقوبات الاقتصادية".
وأشار قالن إلى أن "ذلك الوقت ليس الآن، وربما لا يكون قريباً"، لكنه رجح أن "العقوبات الاقتصادية ربما يكون لها التأثير الأكبر على تفكير بوتين"، مشدداً على أن "الأوكرانيين يريدون اتفاق سلام في أقرب وقت، بغض النظر عن آراء الآخرين"، في إشارة إلى دول حلف الناتو.
الصعوبات الرئيسية
وأوضح المسؤول التركي أن الصعوبة الرئيسية تكمن في كيفية الحفاظ على وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، وهو ما لن تضحي به أوكرانيا وحلفاؤها، منبهاً أن ذلك يشمل شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا قبل ثماني سنوات.
وتابع قالين: "حتى لو كانت شبه جزيرة القرم روسية بحكم الأمر الواقع، فلن يقبل أحد ضمها بحكم القانون".
ورأى المتحدث باسم الرئاسة التركية أن "الوضع الأمثل، هو التوصل إلى حل في نسخة جديدة من اتفاقيات مينسك، التي تهدف إلى توفير حكم ذاتي كبير داخل أوكرانيا للجيوب الانفصالية المدعومة من روسيا في دونيتسك ولوغانسك".
لكن هذا الأمر أصبح أكثر تعقيداً الآن منذ أن اعترف بوتين ومجلس الدوما الروسي (البرلمان)، بالمناطق الانفصالية كدول "مستقلة" تغطي أراضي ليست الآن تحت سيطرتها، بحسب "نيويورك تايمز".
وأشار قالن إلى أنه يتعين ترك "أصعب المسائل" على غرار تلك المتعلقة بالسيطرة على الأراضي والسيادة للرئيسين، بمجرد تسوية القضايا الأقل شأناً.
ورأت الصحيفة أن "هذا يشمل موافقة أوكرانيا على شكل من أشكال الحياد الذي يمنع عضوية الناتو، وهو ما يبدو أن زيلينسكي مستعد للتنازل عنه بالفعل".
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إن "الروس مستعدون للانتقال إلى مستوى آخر من المفاوضات".
ويتفاوض المسؤولون الروس والأوكرانيون في بيلاروسيا وعبر مكالمات الفيديو، لكن الوفد الروسي ذو مستوى منخفض نسبياً، وحتى الآن لم تتطرق المحادثات إلى أصعب المشكلات التي تفصل بين الجانبين، ما دفع المسؤولين الأوكرانيين إلى الاعتقاد أن روسيا تتعمد التأخير بينما يستمر هجومها العسكري، بحسب الصحيفة.