حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، من "تصعيد الكلام والأفعال في أوكرانيا"، غداة تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن الذي وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "جزار"، والدعوة بإبعاده علناً لأول مرة عن السلطة.
وقال ماكرون لقناة "فرانس 3" الفرنسية: "لن أستخدم هذا النوع من الكلام لأنني لا أزال على تواصل مع الرئيس بوتين"، مشيراً إلى أن بلاده "تريد وقف الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا بدون الدخول في حرب. هذا هو الهدف (...) وإذا أردنا القيام بذلك، فيجب ألّا نُصعّد لا الكلام ولا الأفعال".
ولفت ماكرون إلى أنه سيتحدث مع بوتين الاثنين أو الثلاثاء، لتنظيم إجلاء لسكان ماريوبل المحاصرة والواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، التي تتعرض لقصف منذ أسابيع.
كلمات بايدن
وأثارت تصريحات بايدن خلال زيارة لبولندا ضجة عالمية، من خلال الدعوة إلى إبعاد نظيره الروسي عن السلطة ووصفه بـ"الجزار"، في حين نقلت "واشنطن بوست" عن مصدر مطلع على كواليس الخطاب، طلب عدم كشف هويته، قوله، إن "كلمات بايدن لم تكن مجهزة مسبقاً، وكانت مفاجأة للمسؤولين الأميركيين".
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين، الأحد، إن بلاده "ليس لديها استراتيجية لتغيير النظام في روسيا"، معرباً عن اعتقاده بأن "البيت الأبيض أوضح الليلة الماضية أنه بكل بساطة لا يمكن السماح للرئيس بوتين بشن حرب أو عدوان على أوكرانيا أو أي طرف آخر".
وأصر مسؤولون بالبيت الأبيض على أن تصريح بايدن ليس مؤشراً على تغيير في السياسة، لكنهم أقروا بأنه "أحدث مثال على ميل بايدن إلى ارتكاب الزلات والخروج عن السياق. وعلى غرار العديد من تعليقاته غير المقصودة، فقد جاءت الكلمات في نهاية خطابه، وهو يرتجل ويحيد عن النص الذي صيغ بدقة على شاشة القراءة".
في المقابل، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، لوكالة تاس للأنباء: "على أي رئيس دولة أن يبقى حذراً"، مضيفاً "وطبعاً، كل مرة، تضيّق الإهانات الشخصية من هذا النوع نطاق علاقاتنا الثنائية مع الإدارة الأميركية الحالية".
واعتبر محللون في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" أن كلمات بايدن تمثل "اعترافاً صريحاً بالواقع"، فيما يبدو أنها ذهبت إلى أبعد مما قاله حتى رؤساء الولايات المتحدة إبان الحرب الباردة، وتردد صداها على الفور في جميع أنحاء العالم، وسعى قادة عالميون، ودبلوماسيون، وخبراء سياسة خارجية إلى الوقوف على ما قاله بايدن، وما يعنيه، وإذا لم يقصد ذلك، فلماذا قاله.
وبحسب الصحيفة، يبدو أن هذا التعليق أيضاً يوفر فرصة للتعرف على تفكير بايدن الحالي، وبعض من طريقة تفكير الإدارة فيما يتعلق ببوتين، ولكنه كان لافتاً للنظر بشكل خاص لأن إدارته بذلت جهداً لتجنب الإيحاء حتى بأن تغيير النظام هو هدف من أهداف الرد الغربي على العدوان الروسي.