الغاز يتصدر "أبرز ملفات" زيارة بلينكن إلى الجزائر

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (عندما كان نائباً لوزير الخارجية) مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة - يوليو 2016  - Twitter@ABlinken
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (عندما كان نائباً لوزير الخارجية) مع وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة - يوليو 2016 - Twitter@ABlinken
الجزائر- الشرق

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، زيارة إلى الجزائر، يختتم بها جولة شرق أوسطية شملت إسرائيل والضفة الغربية والمغرب. 

ويبحث بلينكن خلال هذه الزيارة، ملفات عدة، على غرار الغزو الروسي لأوكرانيا، وقضية الصحراء، بالإضافة إلى أبرز ملف، وهو إعادة ضخ الغاز إلى أوروبا عبر الخط الأورو-مغاربي المار بالمغرب.

العلاقات الاقتصادية

وزارة الخارجية الأميركية ذكرت أن بلينكن سيعقد اجتماعات مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة "لمناقشة الأمن والاستقرار الإقليميين، والتعاون التجاري، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك".

ويفتتح بلينكن جناح الولايات المتحدة بصفتها "دولة الشرف" في معرض الجزائر التجاري الدولي، كما يجتمع بممثلين عن الأعمال الأميركية لمناقشة تعميق العلاقات الاقتصادية وتعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين.

الخط الأورو-مغاربي

واستبعد مدير معهد الدراسات الاستراتيجية والمستشار الأمني السابق في الرئاسة، عبد العزيز مجاهد، نجاح بلينكن في دفع الجزائر إلى إعادة تشغيل خط الغاز الأورو-مغاربي الواصل بين الجزائر وإسبانيا مروراً بالمغرب.

ورأى مجاهد أن "الجزائر ستؤكد لكل الأطراف ثبات مواقفها في سياستها الخارجية"، منبهاً أن "الجزائر ذات سيادة في قرارتها ومواقفها، ولا يمكن التأثير على اتجاهاتها".

مشكلات إنتاجية

من جانبه، لفت وزير الطاقة السابق في الجزائر عبد المجيد عطار، أن بلاده تنتج طاقتها القصوى، ولا تستطيع إضافة كميات أخرى، وأوضح أنه "لا يمكن تزويد الجزائر لأوروبا بكميات غاز طبيعي أكثر من المبيعات الحالية نظراً للإمكانيات التقنية".

وقال إنه "حتى لو تمت إضافة مليار أو 2 مليار متر مكعب، لن تشكل قيمة كبيرة بالنظر إلى احتياجات إيطاليا وإسبانيا"، مستدركاً: "إلا إذا طوّرت الجزائر شراكة مع شركات أجنبية على المدى المتوسط خلال 3 أو 4 سنوات، لاستكشافات جديدة أو تطوير الغاز الصحري".

الغاز الصخري

ونبّه عطار أن الجزائر في المرتبة الثالثة ضمن الدول التي تملك أكبر احتياطات الغاز الصخري.

وأضاف أن الجزائر "تستطيع إنتاج مرتين أكثر من إنتاجها الحالي إذا طورت استثمارات الغاز الصخري"، موضحاً: "يمكن إنتاج تقريباً 5 مليارات إلى 7 مليارات متر مكعب سنوياً، على أن تصل إلى 20 مليار متر مكعب خلال 10 سنوات".

وتملك الجزائر  نحو 707 ترليون قدم مكعب من الغاز الصخري، أي ما نسبته 9.3% من الموارد القابلة للاسترجاع تقنياً في العالم، وهي نسبة تمثل أكثر من نصف ما تملكه إفريقيا، وفق تقرير سابق لـ"وكالة الأنباء الجزائرية".

الغزو الروسي لأوكرانيا

وفيما يتعلق بتأثيرات الزيارة على موقف الجزائر من الغزو الروسي لأوكرانيا، قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر رشيد علوش لـ"الشرق"، إن الجزائر تطرح نفسها كطرف يتخذ مبدأ "عدم الانحياز" في الأزمات السياسية الدولية.

وبيّن علوش أن الجزائر تنظر لـ"الأزمات الحالية على أنها ظرفية، وسيتم معالجتها مستقبلاً"، وأن "استقطاب الجزائر لطرف على حساب طرف آخر سيعني الإضرار بمصداقية الجزائر في السياسة الخارجية".

وسبق وأكدت الجزائر في موقفها بشأن الحرب في أوكرانيا، "ضرورة التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، و احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، مع التمسك بمبدأ الأمن غير قابل للتجزئة، ومراعاة الانشغالات الأمنية المعقولة للأطراف المعنية، وعدم إساءة استعمال العقوبات الأحادية الجانب التي لا تستند إلى القانون الدولي".

وفي سياق منفصل، قالعلوش إن "سياق الزيارة يشير إلى أن المحادثات الجزائرية الأميركية ستتناول الملف الفلسطيني"، منبهاً أن "الجزائر أبدت موقفاً يعتبر محاولة لفتح مسار جديد للقضية بعقد مؤتمر يجمع الفصائل الفلسطينية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات