واشنطن ولندن: مستشارو بوتين يخشون إبلاغه بالإخفاقات في أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء في الكرملين - via REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء في الكرملين - via REUTERS
دبي- الشرق

رجّح البيت الأبيض تعرّض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتضليل معلوماتي من مستشاريه، بشأن أداء الجيش الروسي خلال غزوه لأوكرانيا، وتأثير العقوبات في اقتصاد بلاده، فيما اعتبر مدير الاستخبارات البريطانية، جيريمي فليمينج، أن مستشاري بوتين "يخشون إبلاغه بالحقيقة" بشأن استراتيجيته الحربية "الفاشلة" في أوكرانيا.

ونقلت "بلومبرغ" عن مديرة الاتصالات في البيت الأبيض، كيت بيدنجفيلد، قولها الأربعاء: "لدينا معلومات (استخباراتية تفيد) بأن الرئيس بوتين يشعر بتضليله من الجيش الروسي، ممّا أدى إلى توتر مستمر بين بوتين وقيادات الجيش".

وأضافت: "نعتقد بأن بوتين تعرّض لتضليل من مستشاريه بشأن مدى سوء أداء الجيش، وشلل الاقتصاد الروسي نتيجة العقوبات (الغربية)، إذ يخشى أبرز مستشاريه إبلاغه بالحقيقة".

ورفضت بيدنجفيلد الإفصاح عن مصادر المعلومات الاستخباراتية الأميركية، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية لا تريد المجازفة بكشف مصادرها أو أساليبها في جمع المعلومات.

متطوّعون روس في أوكرانيا

في السياق ذاته، اعتبر الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاجون)، جون كيربي، أن بوتين لا يتلقى المعلومات المناسبة من وزارة الدفاع الروسية. وقال: "هذا جيشه، وتلك حربه التي اختارها. لذلك فإن إمكان عدم معرفته بالسياق كاملاً، واحتمال عدم فهمه تماماً لمستوى الفشل الذي تواجهه قواته في أوكرانيا، هو أمر مزعج بعض الشيء". وتابع أن "إحدى نتائج ذلك يمكن أن تتمثل في عدم صدقية جهود التفاوض، من أجل التوصّل إلى نوع من التسوية" للحرب.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنه "متردد في التعليق" على التقارير الاستخباراتية في هذا الصدد، بحسب "بلومبرغ".

جاء ذلك بعدما تحدث مسؤولون أميركيون وأوروبيون الأربعاء، عن تضليل بوتين بسبب مستشارين يخشون إبلاغه بمدى سوء مجريات الحرب في أوكرانيا، وبحجم الأضرار الناجمة عن العقوبات الغربية، بحسب وكالة "رويترز". 

ونقلت الوكالة عن 3 مسؤولين أميركيين إن تقديرات الولايات المتحدة تفيد بأن روسيا تعاني من إخفاق بعض الصواريخ دقيقة التوجيه، بمعدلات تبلغ 60%.

وكالة "فرانس برس" نسبت إلى مسؤول بارز في البيت الأبيض قوله الأربعاء، إن بوتين يتلقى معلومات مضلّلة بشأن مسار الحرب في أوكرانيا، لأن مستشاريه يخشون إطلاعه على الخسائر العسكرية والاقتصادية التي تكبّدتها موسكو، بعد غزوها أوكرانيا.

وأشار إلى أن معلومات استخباراتية أميركية، أظهرت أن "بوتين لم يكن على علم حتى بأن جيشه يجنّد متطوّعين ويخسرهم في أوكرانيا، ممّا يدلّ على انقطاع واضح في حصول الرئيس الروسي على معلومات موثوقة".

"حسابات خاطئة" لبوتين

مدير الاستخبارات البريطانية جيريمي فليمينج، اعتبر أن بوتين "ارتكب خطأ فادحاً جداً في تقدير" غزو أوكرانيا وتداعياته. وقال أمام الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا: "رأينا جنوداً روساً، يفتقرون إلى السلاح ومعنوياتهم متدنية، يرفضون تنفيذ الأوامر ويخرّبون أسلحتهم، بل ويُسقطون بطريق الخطأ إحدى طائراتهم".

وتابع: "حتى لو كان مستشارو بوتين يخشون إبلاغه بالحقيقة، فإن ما يحدث ومدى جسامة هذه الحسابات الخاطئة، يجب أن يكونا واضحين تماماً للنظام"، كما أفادت "فرانس برس".

ورأى فليمينج أن الرئيس الروسي استخفّ بالمقاومة الأوكرانية وبقوة التحالف الدولي الذي تشكّل ضدّه، وكذلك بتأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده. وأضاف أن بوتين بالغ في تقدير قدرة جيشه على تحقيق نصر سريع، معتبراً أن تعهّداً قطعته موسكو قبل أيام بتقليص نشاطها العسكري "بشكل كبير" حول كييف وفي مدينة تشيرنيجوف في شمال أوكرانيا "ربّما يظهر أنها اضطرت إلى إجراء مراجعة أساسية" لعمليتها العسكرية.

وذكر فليمينج أن مجموعة "فاجنر" الروسية للمرتزقة زادت حضورها في أوكرانيا "إلى درجة قصوى"، بعدما كانت نشطة في هذا البلد منذ ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014. واعتبر أن "المجموعة تعمل كفرع ظلّ للجيش الروسي"، ممّا يتيح لبوتين إخلاء مسؤوليته عن "العمليات الأكثر خطورة".

وأشارت "رويترز" إلى أن روسيا تتهم الغرب بشنّ حرب اقتصادية عليها، وتسعى إلى التحوّل شرقاً لبناء شراكة مع الصين. ونبّه فليمينج إلى أن ارتباط موسكو وبكين بشكل وثيق "يشكّل خطراً عليهما". وأضاف: "تدرك روسيا أن الصين ستزداد قوة على المدى البعيد، عسكرياً واقتصادياً. إذا تعارضت بعض مصالحهما، فقد تجد روسيا نفسها خارج المعادلة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات