روسيا تقلص عملياتها بأوكرانيا.. وواشنطن: تحول استراتيجي كبير

time reading iconدقائق القراءة - 6
حطام ناقلات جند مدرعة روسية (APC) ومركبات عسكرية على خط المواجهة بالقرب من كييف، أوكرانيا- 29 مارس 2022 - REUTERS
حطام ناقلات جند مدرعة روسية (APC) ومركبات عسكرية على خط المواجهة بالقرب من كييف، أوكرانيا- 29 مارس 2022 - REUTERS
دبي / إسطنبول - الشرقرويترز

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، تقليص عملياتها العسكرية بشكل كبير حول كييف ومدينة تشيرنيغوف بشمال أوكرانيا، وهو ما اعتبرته المخابرات الأميركية "تحولاً استراتيجياً كبيراً" في الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال مسؤولون أميركيون لشبكة "سي إن إن"، إن الولايات المتحدة تراقب التحرك الروسي في أوكرانيا.

وبدأت روسيا في سحب بعض قواتها، بما في ذلك الكتيبة الروسية التكتيكية (BTGs) التي بدأت مغادرة المناطق المحيطة بالعاصمة الأوكرانية. وقال أحد المسؤولين لـ"سي إن إن"، إن روسيا قد تلجأ إلى تغطية انسحابها بقصف جوي ومدفعي على كييف.

وحذّر مسؤولون أميركيون من أن روسيا يمكن أن تتراجع عن قرارها مرة أخرى، إذا سمحت ظروف المعركة بذلك. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب محادثات السلام بين الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول، الثلاثاء.

ووفق المسؤولين الأميركيين، فإن هذا التغيير في التكتيك الروسي، هو خطوة لـ"التعامل مع الفشل المسجل في شمال أوكرانيا".

"تقسيم على الطريقة الكورية"

وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يتطلع إلى تقسيم أوكرانيا إلى قسمين، مثل كوريا الشمالية والجنوبية، مضيفاً أن "العمليات الروسية حول كييف فشلت، وأصبح من المستحيل الآن على الجيش الروسي الإطاحة بالحكومة الأوكرانية".

وقال مفاوضون أوكرانيون إنهم اقترحوا وضعاً لا تنضم بموجبه بلادهم إلى تحالفات أو تستضيف قواعد لقوات أجنبية، لكن أمنها سيكون مضموناً بعبارات مشابهة لما ورد في "المادة 5"، وهي بند الدفاع الجماعي في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وكانت وزارة الخارجية التركية قالت في وقت سابق، إن محادثات السلام بين المفاوضين الروس والأوكرانيين، التي عقدت في إسطنبول الثلاثاء، لن تستمر ليوم ثانٍ.

مشاورات بشأن القرم

وقال المفاوضون للصحافيين في إسطنبول إن المقترحات ستشمل أيضاً فترة مشاورات مدتها 15 عاماً بشأن وضع شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، ويمكن أن تدخل حيز التنفيذ فقط في حالة وقف إطلاق النار الكامل.

وقال فلاديمير ميدينسكي، كبير المفاوضين الروس، إنه سيدرس المقترحات الأوكرانية ويبلغ بها الرئيس فلاديمير بوتين.

"صيغة الحياد الدائم"

والمحادثات التي عقدت في إسطنبول، الثلاثاء، هي أول لقاء مباشر بين الجانبين منذ 10 مارس.

وبدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير، وأخفقت في السيطرة على أي مدن أوكرانية كبيرة بعد أن واجهت مقاومة شرسة.

وقال المفاوض الأوكراني أولكسندر تشالي: "إذا أمكننا تثبيت هذه البنود الرئيسية، وبالنسبة لنا هذا أهم شيء، فإن أوكرانيا ستكون عندئذ في وضع يوطد فعلياً وضعها الحالي كدولة غير عضو في أي تكتل وغير نووية في صيغة الحياد الدائم".

وأضاف: "لن نستضيف قواعد عسكرية أجنبية على أراضينا، والأمر نفسه بالنسبة لنشر وحدات عسكرية على أراضينا، ولن ندخل في أي تحالفات عسكرية سياسية. وستُجرى التدريبات العسكرية بموافقة الدول الضامنة".

التقدم الأهم 

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن المحادثات في إسطنبول تشكل "أهم تقدم يجري إحرازه خلال المحادثات حتى الآن".

وقال جاويش أوغلو متحدثاً في موقع المحادثات في إسطنبول، إن تركيا ترحب بتوصل البلدين إلى حل وسط وتفاهم مشترك بشأن بعض القضايا وقال إن الحرب يجب أن تنتهي في أقرب وقت ممكن.

وأضاف أنه من المتوقع مناقشة "القضايا الأكثر صعوبة" بين وزيري الخارجية الأوكراني والروسي في وقت لاحق مضيفاً أن رئيسي البلدين سيلتقيان بعد ذلك.

وقبيل بدء المفاوضات أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفدي البلدين في كلمة للمفاوضين بثها التلفزيون إن إحرازهم تقدماً سيمهد الطريق لاجتماع رئيسي البلدين لأن الوقت حان لتحقيق نتائج ملموسة.

ودعا أردوغان إلى وقف فوري لإطلاق النار، وقال "الأمر متروك للجانبين لوقف هذه المأساة. التوصل لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام في أقرب وقت ممكن يعود بالفائدة على الجميع. نعتقد أننا دخلنا الآن فترة تتطلب نتائج ملموسة من المحادثات".

تصنيفات