أوكرانيا: ثلث الغاز الروسي المصدّر إلى أوروبا مهدد بالخطر

موظف يسير في حقل غاز في ليفينسكي ، على بعد 420 كيلومتراً شرق كييف. - REUTERS
موظف يسير في حقل غاز في ليفينسكي ، على بعد 420 كيلومتراً شرق كييف. - REUTERS
كييف-وكالات

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "نفتوغاز" الأوكرانية العامة السبت، إن ثلث الغاز المصدر من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا معرض للخطر بسبب الحرب الجارية في البلاد.

وتسعى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لخفض وارداتها من الغاز الروسي بمقدار الثلثين، بحلول نهاية العام لمعاقبة روسيا بعد غزو أوكرانيا، رغم اعتماد بعضها على موسكو في مجال الطاقة.

كما قرر الاتحاد الأوروبي مطلع أبريل، وقف مشترياته من الفحم الروسي بحلول أغسطس، لكنه في الوقت ذاته لم يتخذ قراراً بعد بشأن حظر استيراد الغاز والنفط.

وكتب الرئيس التنفيذي لمجموعة "نفتوغاز" يوري فيترينكو عبر "تويتر": "نقدّر أن ثلث الغاز المصدر من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا سيضيع، إذا لم تتوقف قوات الاحتلال الروسية عن تعطيل عمل المحطات في الأراضي المحتلة مؤخراً".

ومنذ بدء الهجوم في 24 فبراير، سيطرت القوات الروسية على أجزاء من جنوب أوكرانيا، وتواصل هجومها في الشرق حيث تقع منطقة دونباس التي تحاول روسيا السيطرة عليها.

وتطالب كييف دول الاتحاد الأوروبي بوقف واردات النفط والغاز الروسي، لكن دولاً على رأسها ألمانيا، تحذر من ركود شديد قد يسببه مثل هذا الحظر.

ورغم ذلك، أكد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أثناء زيارته إلى كييف الخميس، أن العقوبات ستطال قريباً صادرات النفط والغاز الروسية.

وأعلنت إيطاليا الخميس، أنها ستتوقف "قريباً" عن شراء الغاز الروسي "لأسباب أخلاقية"، وهي من أكبر مستهلكي الغاز في أوروبا.

تراجع الغاز الروسي

أفادت أرقام رسمية بأن صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا تراجعت في الأشهر الخمسة الأخيرة، كما سجلت أسعار عقود النفط الروسي انخفاضاً ملحوظاً، وفقاً لوكالة "فرانس بريس".

ويهدف الاتحاد الأوروبي هذا العام لخفض اعتماده على الغاز الروسي بنحو الثلثين في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا، بينما تُعارض ألمانيا الدعوات إلى مقاطعة شاملة. 

وقالت شركة "غازبروم" الروسية الجمعة، إن حجم الصادرات إلى أوروبا وتركيا تراجع بنسبة 26.4% بين 1 نوفمبر و15 أبريل مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مضيفة أن تخزين الغاز في أوروبا كان عند أدنى مستوياته منذ سنوات عدة.

وفي الوقت نفسه، اتسعت الفجوة بين سعر خام "الأورال" الروسي، وخام "برنت" بحر الشمال الذي يُعد المعيار الدولي الأساسي لسوق النفط في العالم.

وبلغ متوسط سعر خام "الأورال" 79.81 دولار للبرميل بين (15 مارس و14 أبريل) مقارنة بـ 108.50 دولار لـ"برنت"، وفقاً لأرقام وزارة المالية الروسية.

وبحسب وكالة "إنترفاكس" للأنباء فإن الفارق التقليدي في السعر بين الخامين كان نحو دولار واحد أو دولارين، لكنه ارتفع بسبب العقوبات المفروضة على روسيا. 

تأجيلات محتملة

ويواجه الجدول الزمني الطموح الذي وضعته أوروبا للتحرّر من مصادر الطاقة الروسية، تأجيلات محتملة وتكاليف إضافية تُقدّر بمليارات الدولارات، بعدما أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ندرة الحديد والنحاس والألومنيوم، وارتفاع ثمنها، وهو ما أثر على مشاريع بناء خطوط أنابيب غاز ومحطات إسالة جديدة.

وأشارت "بلومبرغ" في هذا السياق إلى أن أوروبا في سعيها للاستغناء عن الوقود الأحفوري الروسي، تركّز على تعزيز تدفقات الغاز الطبيعي المسال على المدى القريب، وزيادة التوليد من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، عبر بناء مشروعات جديدة للطاقة يستلزم تشييدها ملايين الأطنان من الألومنيوم والنحاس والحديد.

وتعهدت ألمانيا بتشييد محطتين للغاز الطبيعي المسال، وتسعى فرنسا إلى استئناف محادثاتها مع إسبانيا بشأن مدّ خط أنابيب لنقل الغاز، فيما تحاول المملكة المتحدة الاستفادة محلياً على نحو أكبر من طاقة الرياح والطاقتين الشمسية والنووية.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات