فنلندا والسويد تقتربان من الانضمام للناتو مع احتدام حرب أوكرانيا

الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو يستقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في هلسنكي - 11 مايو 2022 - AFP
الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو يستقبل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في هلسنكي - 11 مايو 2022 - AFP
دبي -الشرق

تتخذ فنلندا والسويد الخطوات النهائية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، على خلفية حرب واسعة النطاق تشنها روسيا ضد جارتها أوكرانيا، بحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ" الأميركية.

وفي فنلندا أعلنت الرئاسة والحكومة، الخميس، دعمهما للعضوية، ومن المرجح أن يعلن الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم في السويد دعمه بعد اجتماع تنفيذي للحزب، الأحد المقبل.

وقال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين، في بيان مشترك، إنه "يتعين على فنلندا التقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو دون تأخير"، في تحوّل كبير في سياسة البلاد، وفق ما أوردت "رويترز".

وأضاف البيان: "نأمل اتخاذ الخطوات الوطنية التي ما زالت ضرورية لمثل هذا القرار على وجه السرعة في غضون الأيام القليلة المقبلة".

وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو شدد في كلمة لنواب الاتحاد الأوروبي، الخميس، على أن انضمام فنلندا إلى "الناتو" سيعزز الأمن في منطقة بحر البلطيق، في إشارة إلى منطقة ينظر إليها على أنها أضعف مناطق الحلف الدفاعي.

وأضاف هافيستو مخاطباً المشرّعين في الاتحاد الأوروبي عبر الفيديو: "إذا قررت فنلندا التقدم بطلب، فإن انضمامها سيعزز أمن واستقرار منطقة بحر البلطيق وشمال أوروبا".

وتابع: "نحن مقتنعون بأن فنلندا ستحقق قيمة مضافة إلى الناتو. قوة دفاعنا في وقت الحرب هي 280 ألف جندي، وقوات الاحتياط المدرّب 900 ألف رجل وامرأة".

وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي مشترك في السويد مع نظيرها البريطاني بوريس جونسون: " الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين يعتقد أن بإمكانه أن يسبب انقساماً، ولكنه حقق العكس". 

وأضافت: "نقف هنا اليوم متحدين أكثر من أي وقت مضى، ونطمح إلى تعزيز روابطنا بشكل أوثق".

ردع الاعتداء

تسعى دولتا الشمال الأوروبي لردع أي اعتداء محتمل من روسيا التي غزت أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، وهددت كلتيهما بعواقب إذا انضمتا إلى حلف شمال الأطلسي. وأدى الهجوم، الذي وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً بأنه "كان أمراً حتمياً"، إلى تغيير الرأي العام في الدولتين بشكل مفاجئ لصالح تفضيل الانضمام.

ومع اندلاع الحرب، تحرك بنشاط صانعو السياسة الفنلنديون بعد أن لاحظوا تغيّراً هائلاً في آراء الشعب، وكذلك عدم احترام روسيا لسيادة جيرانها. وشرعوا في جولة دبلوماسية سريعة، وزاروا حلفاء الناتو بداية بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى المستشار الألماني أولاف شولتز لحشد الدعم لطلب الانضمام، وأقنعوا السويد بهدوء، للتأكد من أن أكبر دولة في الشمال لن تفوت الفرصة.

ويهدف البلدان من وراء الانضمام لحلف الناتو إلى الردع، ويراهن كلاهما على مظلته الأمنية الجماعية، حيث يصبح الهجوم على عضو واحد بمثابة هجوم على الجميع، ما يتطلب من الحلفاء الرد. والفكرة هنا هي أن أي عدو سوف يفكر مرتين قبل مواجهة مجموعة من 30 دولة أو أكثر، بحسب "بلومبرغ".

تحوّل سياسي

يعيش سكان فنلندا في ظل القوة العسكرية لجارتها الشرقية (روسيا)، ويدافع سكانها البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة عن حدود يبلغ طولها 1300 كيلومتر (800 ميل).

وتركت حربان ضد الاتحاد السوفيتي في القرن العشرين، والبقاء أكثر من 100 عام كجزء من الإمبراطورية الروسية، وعدد لا يحصى من المواجهات الدموية في القرون السابقة، بصماتها على الفنلنديين الواقعيين الذين أصبحوا مدججين بالسلاح، ومستعدين للغاية لمواجهة العدوان المحتمل.

أما السويد التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، فعانت من التخلي عن سياستها التي تتبعها منذ أمد طويل، والمتمثلة في عدم الانحياز العسكري، التي أعقبت عقوداً من الحياد خلال الحرب الباردة وما قبل الحربين العالميتين. 

ومع ذلك، كان اتجاهها الأخير واضحاً، فمنذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، زادت السويد تدريجياً إنفاقها العسكري لتعويض النقص السابق، وسعت إلى تعاون أوثق مع الناتو.

الجمعة، تعتزم السويد نشر تقرير عن الخيارات الأمنية التي تستند إلى آراء من مختلف الأطياف السياسية، قبل قرار من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، الأحد المقبل.

وتصف موسكو تحركاتها منذ 24 فبراير بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا وتخليصها ممن تصفهم بـ"النازيين ومن القومية المعادية لروسيا التي ترى أن الغرب يغذيها"، فيما تقول أوكرانيا والغرب إن روسيا شنّت غزواً غير مبرر.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات