حض رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، بكين على عدم تكرار "خطأ" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتعلم دروس "الفشل الاستراتيجي" الناتجة من غزو أوكرانيا، وذلك خلال توجهه إلى أوروبا لحضور اجتماع لقادة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأضاف في مقابلة مع مجلة Australian Financial Review أُجريت أثناء توجهه إلى إسبانيا، أن "غزو أوكرانيا جمع الدول الديمقراطية معاً، سواء كانت أعضاء في الناتو، أو غير أعضاء مثل أستراليا".
وحين سُئل عن الرسالة التي يجب أن تأخذها الحكومة الصينية من الغزو الروسي لأوكرانيا، خصوصاً في ما يتعلق بطموحاتها تجاه تايوان، قال ألبانيز إن الحرب "أظهرت أن محاولات فرض التغيير بالقوة على دولة ذات سيادة تواجه مقاومة".
وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وتلوّح باستعادتها، ولو بالقوة إن لزم الأمر.
وأكد ألبانيز في مؤتمر صحافي عقده بعد وصوله إلى مدريد، أنه تحدث إلى رئيس وزراء جزر سليمان مانيسيه سوجافاري لأول مرة منذ توليه السلطة، مشيراً إلى إجراء مناقشات "بناءة للغاية".
ولاحقاً، سينضم ألبانيز إلى زعماء كل من اليابان وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا، خلال قمة "الناتو" في إسبانيا، قبل أن يتوجه إلى باريس لحضور اجتماع للعمل على إصلاح العلاقات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كما أنه تلقى دعوة لزيارة كييف من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه لم يؤكد بعد ما إذا كان سيقوم بالرحلة.
علاقات متوترة
وفي مطلع الشهر الجاري، انتقدت الصين، أستراليا بعد حادث جوي فوق بحر الصين الجنوبي، فيما دعتها إلى "توخي الحذر" لتجنب "أخطاء في التقدير" قد تؤدي إلى "عواقب وخيمة".
وكانت أستراليا اتهمت بكين بتعريض سلامة طاقم طائرة عسكرية تابعة لها للخطر بعدما اعترضتها مقاتلة صينية في 26 مايو الماضي فوق بحر الصين الجنوبي.
وتوترت العلاقات بين بكين وكانبيرا في 2020 إثر انتشار جائحة كورونا، والطلب الذي رفعته أستراليا لإجراء تحقيق مستقل في أصل الفيروس، لترد بكين على هذه الخطوة بفرض رسوم جمركية على ما تبلغ قيمته 20 مليار دولار من الصادرات الأسترالية.
وتفاقم التوتر بعد ذلك مع إقصاء أستراليا شركة هواوي الصينية العملاقة من المنافسة لبناء شبكة اتصالات الجيل الخامس "5 جي"، ثم ما تلا ذلك من تحالف "أوكوس" بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا والذي حصلت بموجبه الأخيرة على صفقة لامتلاك غواصات نووية أميركية.
وجاء توقيع الصين ميثاقاً أمنياً مع جزر سليمان ليدفع بالعلاقات إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، في ظل تخوف كانبيرا من النفوذ المتزايد لبكين في منطقة المحيط الهادئ.
يشار إلى أن قدوم حكومة أسترالية جديدة يتزعمها حزب العمال، أثار حالة من التفاؤل في الأوساط الصينية المتطلعة إلى تحسين العلاقات الأسترالية الصينية بعد عهد من الخلافات المريرة خلال حكومة الائتلاف السابقة بقيادة المحافظ سكوت موريسون.