تخطط بريطانيا لقطع إمدادات الغاز عن أوروبا إذا تعرضت لنقص حاد، وذلك بموجب خطة الطوارئ البريطانية التي ترى شركات الطاقة الأوروبية أنها تُهدد بمفاقمة الأزمة في القارة، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، الأربعاء.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الذي تواجه فيه الدول الأوروبية احتمال قطع روسيا صادرات الغاز، تهدد خطة بريطانيا لغلق خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز إلى هولندا وبلجيكا، بتقويض جهود التعاون الدولي بشأن الطاقة.
وسيكون غلق خطوط أنابيب الغاز لأوروبا، ضمن الإجراءات المبكرة التي ستتخذها بريطانيا بموجب خطة الطوارئ بشأن الغاز، والتي قد تُفعلها شبكة الطاقة الوطنية في حالة نقص الإمدادات في الأشهر المقبلة.
"نتائج عكسية"
شركات الغاز الأوروبية، طالبت بريطانيا بالعمل مع الاتحاد الأوروبي، وحذرت من أن إغلاق شبكات التوصيل البيني "قد يؤدي إلى نتائج عكسية" في حال حدوث نقص طويل الأمد في الإمدادات، إذ إن بريطانيا نفسها تستورد كميات كبيرة من الغاز من القارة أثناء ذروة فصل الشتاء.
رئيس الشبكة الأوروبية لمشغلي أنظمة نقل الغاز بارت يان هوفرز، قال لـ"فاينانشيال تايمز": "بالتأكيد سأوصي (بريطانيا) بإعادة النظر في إيقاف شبكات التوصيل البيني (في حالة حدوث أزمة)، لأنها مفيدة للقارة في الصيف، ومفيدة أيضاً لبريطانيا في الشتاء".
وتوقع الاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، المزيد من تخفيضات الغاز الروسي، وبدأ في وضع خطة لكبح الطلب عليه، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز".
وقالت مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي كادري سيمسون، الاثنين، إن "عرقلة شديدة" لإمدادات الغاز من روسيا "مرجحة"، وحثت الدول على تحديث خططها للطوارئ للتغلب على صدمات المعروض، واستخدام أنواع وقود أخرى حيثما يكون ممكناً للاقتصاد في استهلاك الغاز.
وأضافت سيمسون بعد اجتماع لوزراء الطاقة لدول الاتحاد "منذ بداية غزو روسيا لأوكرانيا ونحن نعرف أن عرقلة شديدة جداً أمر محتمل والآن يبدو أنها مرجحة". وقالت: "قمنا بعمل كبير مهم للاستعداد لهذا. لكن حان الوقت الآن لتكثيفه".
اختبار قطع الغاز الروسي
وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن خطة الطوارئ البريطانية لمواجهة نقص الغاز ستُختبر في سبتمبر المقبل، مضيفة أن شبكة الطاقة الوطنية في بريطانيا أعلنت أن خطة الطوارئ يُجرى اختبارها سنوياً، وأن الاختبار الأخير "سيعكس الظروف" الناجمة عن تقليص روسيا صادرات الغاز إلى أوروبا.
وتتألف خطة الطوارئ من 4 خطوات، أولها غلق الأنابيب، وستنفذ الخطة في حالة حدوث نقص شديد في الإمدادات. وتتضمن التدابير الأخرى قطع الإمدادات عن كبار المستخدمين الصناعيين ومناشدة الأسر تقليل الاستهلاك.
وأطلقت ألمانيا وهولندا هذ الشهر خططاً للطوارئ لمواجهة نقص إمدادات الغاز، حيث أعادت الدولتان تشغيل المحطات التي تعمل بالفحم، وحثت قطاع الصناعة على خفض استخدام الغاز بعدما أوقفت روسيا صادرات الغاز.
ومنذ مارس الماضي، يعمل خطان بحريان يربطان بريطانيا مع بلجيكا وهولندا بأقصى طاقتهما، حيث يصدران 75 مليون متر مكعب من الغاز يومياً إلى القارة، بينما تسرع أوروبا لبناء مخزون لمواجهة أي نقص آخر في الإمدادات من جانب روسيا.
اقرأ أيضاً: