هل تنقذ "جاذبية" أوباما الديمقراطيين في الانتخابات النصفية؟

الرئيس الأميركي جو بايدن يحتضن الرئيس السابق باراك أوباما خلال زيارة الأخير إلى البيت الأبيض، 5 أبريل 2022. - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يحتضن الرئيس السابق باراك أوباما خلال زيارة الأخير إلى البيت الأبيض، 5 أبريل 2022. - REUTERS
دبي- الشرق

يحاول الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، أن يفعل شيئاً لم يستطع فعله خلال ولايته في البيت الأبيض، وهو مساعدة الديمقراطيين على النجاح في انتخابات التجديد النصفي، في وقت يكون هناك رئيس ديمقراطي على رأس السلطة في البلاد.

وبحسب ما أفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، فإن أوباما بات الآن أكثر شعبية في الولايات المتحدة مما كان عليه في ذلك الوقت، فيما أصبح الرئيس جو بايدن، الذي كان نائباً له، هو مَن يواجه احتمالات "التعرض للتوبيخ" في نوفمبر المقبل.

ومن المقرر أن يبدأ أوباما رحلة قصيرة عبر الولايات التي ستشهد منافسات شديدة في الانتخابات المقبلة، حيث سيزور الجمعة جورجيا، قبل أن يُسافر السبت إلى ميشيجان وويسكونسن، ثم سيذهب إلى نيفادا وبنسلفانيا الأسبوع المقبل.

"قبول كبير"

رحلة أوباما التي تتضمن حضور مسيرات مع المرشحين الديمقراطيين للمناصب الفيدرالية ومناصب حكام الولايات، تأتي في وقت يحاول بايدن والديمقراطيون التغلب على مساعى الجمهوريين القوية لإنهاء الأغلبية الديمقراطية في مجلسي النواب والشيوخ، والفوز بمناصب الحكام الرئيسيين قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024.

ويرى استراتيجيو الحزب الديمقراطي، أن أوباما يتمتع بقدرة على الوصول للناس بشكل كبير، وذلك حتى في وقت تشهد البلاد انقساماً كبيراً، إلى جانب حالة من عدم اليقين الاقتصادي.

ونقلت الوكالة في تقرير نشرته الجمعة، عن ديفيد أكسلرود الذي ساعد في تشكيل حملات أوباما الانتخابية قوله: "أوباما يحتل مكاناً نادراً في سياستنا اليوم، ومن الواضح أنه يتمتع بقبول كبير لدى الديمقراطيين، كما أنه محبوب من قبل الناخبين المستقلين أيضاً".

من جانبه، يرى المعلق السياسي الديمقراطي البارز باكاري سيلرز، أن "أوباما هو أفضل شخص يمكننا إرساله للناس من حزبنا، وهو الشخصية السياسية الأكثر شعبية في البلاد لدى كلا الحزبين".

وأشار سيلرز إلى أن أوباما باعتباره أول رئيس من أصل إفريقي للولايات المتحدة، فإن لديه اتصالاً خاصاً بالناخبين من أصول إفريقية، وهي العلاقة التي انعكست على الأيام الأولى من خط سير رحلته.

ولايات متأرجحة

وكان باراك أوباما ترك منصبه في يناير 2017 بنسبة تأييد تبلغ 59%، فيما وجدت مؤسسة "جالوب" لاستطلاعات الرأي أن تأييد الأميركيين له في العام التالي لتركه البيت الأبيض بات 63%، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي حصل عليها عام 2010، عندما فقد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي.

ومع ذلك، يعتقد الخبير الاستراتيجي الديمقراطي ليز سميث، أن أوباما بات في وضع أفضل الآن للتحدث إلى الأميركيين الذين لم يقرروا لمن سيصوتون أو ما إذا كانوا سيصوتون على الإطلاق.

وذكرت "أسوشييتد برس"، أن الخطط قيد الإعداد تُشير إلى أن أوباما وبايدن سيقودان معاً حملة في ولاية بنسلفانيا، ولكن لم يتم تأكيد تفاصيل الأمر من قبل البيت الأبيض أو مكتب الرئيس الأميركي الأسبق.

وفي انتخابات الرئاسة الأميركية، عام 2020، تفوّق المرشح الديمقراطي جو بايدن، على الجمهوري دونالد ترمب، بفضل انتصارات الأول الصغيرة في ما يوصف بـ"الولايات المتأرجحة" التي سبق وفاز بها ترمب في عام 2016.

ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي  للكونجرس الأميركي المقررة في نوفمبر المقبل، يبدو عدد الولايات المتأرجحة في ازدياد، إذ يتسرب "الأرجواني" وهو مزيج أزرق (الديمقراطيين) وأحمر (الجمهورين)، إلى المزيد من الولايات، ما يعني زيادة عدد ساحات المعارك الانتخابية غير المحسومة بين الحزبين.

التأثير على السياسة الخارجية

في وقت سابق الأربعاء، رجّحت استطلاعات أميركية حديثة، أن تؤثر الانتخابات النصفية الأميركية المقررة في نوفمبر، على سياسة الرئيس جو بايدن الخارجية.

وجاء في الاستطلاعات، أنه في حال حصول الحزب الجمهوري على الأغلبية في أي من مجلسي النواب والشيوخ في 8 نوفمبر، فإن السياسة الخارجية لبايدن ستدخل في مرحلة اضطرابات، لكن لا يبدو أن دعم أوكرانيا سيتأثر بذلك كثيراً.

وقال الجمهوريون إنهم سيستخدمون صلاحياتهم لمراقبة دور إدارة بايدن في قضايا تشمل الهجرة، وصولاً إلى الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان العام الماضي.

لكن، إذا كان هناك موضوع يهدد وحدة الجمهوريين، مهما كانوا حريصين على اتباع النجاح للفوز في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، فهي الحرب في أوكرانيا.

وحذّر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي كيفن ماكارثي الأسبوع الماضي، من أن حزبه "لن يكتب شيكاً على بياض لأوكرانيا، إذا فاز بالانتخابات".

وبحسب استطلاع جديد أجراه "مجلس شيكاجو للشؤون الدولية"، توافق أغلبية كبيرة من الأميركيين على دعم أوكرانيا، ويؤيّد ثلثا الجمهوريين إرسال أسلحة لكييف.

إقرأ أيضاً:

تصنيفات