اتهامات أميركية لإيران بالسعي للحصول على مساعدة روسيا نووياً

جانب من تركيب أول مفاعل نووي إيراني في محطة بوشهر على بعد حوالي 1300 كيلومتر جنوب طهران. 22 أغسطس 2004 - AFP
جانب من تركيب أول مفاعل نووي إيراني في محطة بوشهر على بعد حوالي 1300 كيلومتر جنوب طهران. 22 أغسطس 2004 - AFP
دبي -الشرق

نقلت شبكة CNN عن مسؤولين بالاستخبارات الأميركية أن إيران تسعى للحصول على مساعدة روسيا في"تعزيز برنامجها النووي"، إذ تبحث طهران عن خطة احتياطية في حال فشل عقد اتفاق نووي دائم مع القوى العالمية.

وقالت مصادر مطلعة للشبكة إن "المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن إيران طلبت من روسيا مساعدتها في الحصول على مواد نووية إضافية وفي تصنيع الوقود النووي".

وأضافت المصادر: "يمكن أن يساعد الوقود إيران في تشغيل مفاعلاتها النووية، ويمكن أن يقصر بشكل أكبر ما يسمى بـ "وقت الاختراق" الإيراني لإنتاج سلاح نووي.

وأوضح الخبراء لشبكة CNN أن خطر الانتشار النووي يختلف باختلاف المفاعل الذي يتم استخدام الوقود فيه. كما أنه ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا قد وافقت على المساعدة أم لا، فقد عارض الكرملين منذ فترة طويلة، حصول إيران على سلاح نووي.

شراكة موسعة

وجاء الاقتراح الإيراني وسط شراكة موسعة بين إيران وروسيا تضمنت في الأشهر الأخيرة إرسال إيران طائرات بدون طيار ومعدات أخرى إلى روسيا لاستخدامها في حربها في أوكرانيا.

ومن المحتمل أن تقدم موسكو المشورة لطهران بشأن كيفية قمع حركة احتجاجية تجتاح إيران، وفقاً لما أفاد به المسؤولون الأميركيون.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون لشبكة CNN: "كما قلنا، فإن خطة العمل الشاملة المشتركة ليست على جدول الأعمال" ، في إشارة إلى الاسم الرسمي للاتفاق النووي الإيراني، وهو خطة العمل الشاملة المشتركة. لقد عملنا مع شركاء لفضح العلاقات المتنامية بين إيران وروسيا ومحاسبتهم. وسنكون حازمين في مواجهة أي تعاون يتعارض مع أهدافنا المتعلقة بعدم الانتشار".

ولم ترد البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الروسية على طلبات للتعليق.

مقايضة بين طهران وموسكو

وذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي، أن إيران كانت تبحث عن "مساعدة روسيا في برنامجها النووي مقابل المساعدة العسكرية التي قدمتها لموسكو" ، لكن المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها الولايات المتحدة لا تشير إلى وجود مقايضة صريحة، وفقاً للمصادر.

وأفادت مصادر مطلعة على المعلومات الاستخبارية لشبكة CNN بأن مخاوف إيران بدت أكثر حدة خلال الصيف خشية من انسحاب الإدارة المستقبلية الأميركية من الاتفاق، كما فعلت إدارة ترمب في 2018 لذلك سعت إلى اتفاق جانبي مع روسيا يسمح لها بإعادة بناء برنامجها النووي بسرعة إذا لزم الأمر.

وأشارت CNN سابقاً إلى أن إيران "سعت للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة بأن الإدارة المستقبلية لن تتراجع عن الصفقة، وهو وعد قالت الولايات المتحدة إنها لا تستطيع تقديمه".

مراقبة أميركية

وتراقب إدارة بايدن بقلق أي مجالات جديدة للتعاون بين إيران وروسيا. وأي مساعدة روسية سرية لإيران يمكن أن تعزز الجهود الإيرانية لإنتاج سلاح نووي ستمثل أيضاً تحولاً كبيراً في السياسة الروسية، بالنظر إلى عضوية روسيا في مجموعة الدول الخمس زائد واحد التي كانت جزءاً من المفاوضات لضبط برنامج إيران النووي.

ولعبت روسيا دوراً رئيسياً طوال عام 2021 في محادثات الاتفاق النووي، بل توسطت في بعض الصفقات التي سمحت للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمضي قدماً في عمليات التفتيش في المواقع النووية الإيرانية، ما أبقى المفاوضات على المسار الصحيح بشكل فعال.

بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير، بدا المسؤولون الروس أقل اهتماماً بالصفقة، كما رفضت روسيا في يونيو، قراراً اقترحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد إيران لفشلها في التعاون مع عمليات التفتيش على آثار اليورانيوم التي تم العثور عليها في بعض المواقع النووية غير المعلنة في البلاد.

وفي نفس الشهر، بدأ وفد روسي القيام بزيارات إلى مطار في إيران لفحص الطائرات بدون طيار التي تمتلك أسلحة والتي اشترتها روسيا الآن واستخدمتها في أوكرانيا بالمئات.

مفاوضات متعثرة

وأكد المسؤولون الأميركيون في الأيام والأسابيع الأخيرة أن مفاوضات الاتفاق النووي كلها ماتت، على الأقل في الوقت الحالي.

وزادت الحملة التي يمارسها النظام الإيراني ضد المتظاهرين، وكذلك دعم العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، من صعوبة تصور مسؤولي إدارة بايدن، إبرام اتفاق مع طهران، من شأنها أن توفر لها مكاسب مالية غير متوقعة في شكل تخفيف للعقوبات.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روب مالي، الاثنين، بينما تظل الولايات المتحدة ملتزمة بالدبلوماسية لتقييد برنامج إيران النووي، فإن المسؤولين الأميركيين "لن يضيعوا وقتنا بشأن الاتفاق النووي، إذا لم يحدث شيء".

واعتبر مالي أن الولايات المتحدة تركز على المجالات التي يمكن أن تكون مفيدة، مثل دعم المتظاهرين في إيران والبحث عن طرق لوقف نقل الأسلحة الإيرانية إلى روسيا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا يزال لديها "تفضيل للدبلوماسية" في التعامل مع إيران، لكنه أضاف: "سنستخدم أدوات أخرى، وفي الملاذ الأخير، خيار عسكري إذا لزم الأمر، لمنع إيران من حيازة سلاح نووي".

اقرأ أيضاً:

 

تصنيفات