عقوبات أميركية جديدة على إيران.. وطهران تكشف: نتواصل مع واشنطن

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في طهران. 23 نوفمبر 2022 - VIA REUTERS
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في طهران. 23 نوفمبر 2022 - VIA REUTERS
دبي-الشرق

أعلنت الولايات المتحدة، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة مرتبطة بإيران، على خلفية قمع الاحتجاجات المستمرة منذ سبتمبر الماضي، فيما كشفت طهران أنَّها ما زالت تتبادل الرسائل الدبلوماسية مع واشنطن بشأن الاتفاق النووي.

وأشارت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، إلى أن العقوبات الجديدة على طهران "تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان، واستمرار قمع الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ نحو شهرين".

وتشهد إيران منذ سبتمبر الماضي، احتجاجات واسعة، أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني بعد اعتقالها من قبل "شرطة الأخلاق". وتصاعدت التظاهرات ضد النظام الإيراني في الأيام الأخيرة، لتشمل بلدات عدة غرب إيران خلال تشييع ضحايا من المحتجين.

رسائل دبلوماسية

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، كشف الأربعاء، أنَّ إيران ما زالت تتبادل "الرسائل الدبلوماسية" مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي "رغم مواقفها (واشنطن)". وعلّق على الاتهامات الأوكرانية بتزويد بلاده موسكو بطائرات مسيرة، معتبراً أن كييف "لم تقدم دليلاً" على استخدام المسيرات الإيرانية في الغزو الروسي لأوكرانيا.

وخلال مؤتمر صحافي في طهران، قال عبد اللهيان إنَّ "إيران واصلت الحوار في ما يخص الاتفاق النووي على الرغم من مواقف أوروبا وأميركا غير البناءة". وذلك بحسب ما نقلته وكالة "مهر" للأنباء.

وشدد الوزير الإيراني على أنَّ طهران "تريد مواصلة المحادثات النووية لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة ورفع العقوبات لتعظيم مصالح الأمة الإيرانية بقوة".

واعتبر عبد اللهيان أنَّ "أعمال الشغب (التي تشهدها البلاد) والعقوبات التي فُرضت حديثاً كانت تهدف إلى الضغط على إيران للتخلي عن مطالبها في المحادثات، لكن لا بد من أنَّ الأميركيين أدركوا الآن أن إيران لا تتجاوز خطوطها الحمراء".

وأشار إلى أن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، ومنسق مفاوضات الاتفاق النووي، إنريكي مورا يحاولان إيجاد حل للقضايا العالقة مع إيران، بما في ذلك المشكلات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومسألة الضمانات الاقتصادية.

وشدد عبد اللهيان على أنَّ النص النهائي للاتفاق النووي "يجب أن يكون أقوى وأن يشمل هذه القضايا".

المسيّرات الإيرانية

وبخصوص الاتهامات الموجهة إلى إيران بتقديم مساعدات عسكرية لروسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا، قال عبد اللهيان إن إيران "سلمت روسيا بضع طائرات مسيرة قبل 11 شهراً من اندلاع الحرب".

وأشار إلى أن "الجانب الأوكراني لم يقدم أي دليل على أن روسيا استخدمت تلك المسيرات في الحرب"، معتبراً أنَّ هذه القضية من القضايا الخلافية مع الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق، الأربعاء، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، إن طهران مستعدة للعودة للاتفاق النووي الموقع عام 2015 "إذا توفرت الإرادة اللازمة لدى الأطراف الأخرى وقبلت بذلك".

وباشرت إيران أخيراً، إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60% في مجمع فوردو، في خطوة أكدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونددت بها دول أوروبية.

وأعلنت طهران قبل أيام أنها ستتخذ إجراءات للرد على قرار للوكالة الدولية للطاقة الذرية ينتقد "عدم تعاون" طهران.

وأفادت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إسنا) بأن "إيران بدأت ولأول مرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 % في مجمّع فوردو النووي"، فيما أكّد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي المعلومة في وقت لاحق.

ويحتاج صنع قنبلة ذرية إلى يورانيوم مخصب بنسبة 90%، ومن هنا يصبح التخصيب بنسبة 60% بمثابة خطوة مهمة نحو تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المستخدم في صنع الأسلحة.

إدانة غربية

والثلاثاء، دانت لندن وباريس وبرلين، توسيع طهران برنامجها النووي، قائلة إن ذلك "ليس له مبرر مدني معقول"، وإنه "تحدٍّ للنظام العالمي لعدم انتشار الأسلحة النووية".

وأضافت الحكومات الثلاث أنه من خلال بدء إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة تصل إلى 60% في مجمّعها في فوردو "اتّخذت إيران خطوات مهمة أخرى في تقويض خطة العمل الشاملة المشتركة" في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015.

بدورها، عبرت الولايات المتحدة عن "قلق عميق"، بشأن التقدم الذي تحرزه إيران في برنامجها النووي.

من جانبه، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي خلال إيجاز صحافي في واشنطن: "سنتأكد من أن تكون جميع الخيارات متاحة للرئيس (جو بايدن)"، مشدداً على أن واشنطن لم تغير موقفها بعدم السماح لإيران بامتلاك القدرة (لحيازة) سلاح نووي".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات