المبعوث الإفريقي: 600 ألف شخص لقوا حتفهم في حرب تيجراي

سكان ومسلحون يقفون بجوار منازل دمرتها غارة جوية أثناء القتال بين قوات الدفاع الوطني الإثيوبية (ENDF) وقوات جبهة تحرير شعب تيجراي في بلدة كاساجيتا. 25 فبراير 2022 - REUTERS
سكان ومسلحون يقفون بجوار منازل دمرتها غارة جوية أثناء القتال بين قوات الدفاع الوطني الإثيوبية (ENDF) وقوات جبهة تحرير شعب تيجراي في بلدة كاساجيتا. 25 فبراير 2022 - REUTERS
دبي -الشرق

أدت الحرب الأهلية في شمال إثيوبيا إلى مصرع ما لا يقل عن 600 ألف شخص، ما يجعلها واحدة من "أكثر الصراعات دموية" في العالم خلال الفترة الأخيرة، وفقاً لما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية عن أحد وسطاء الاتحاد الإفريقي الرئيسيين في محادثات السلام التي أنهت الصراع الذي استمر طوال عامين.

وفي مقابلة مع الصحيفة، نُشرت، السبت، أشار الرئيس النيجيري السابق ومبعوث الاتحاد الإفريقي أولوسيجون أوباسانجو إلى أن عدد الضحايا بلغ نحو 600 ألف، مشيراً إلى أنه في 2 نوفمبر الماضي، وهو اليوم الذي تم فيه توقيع اتفاقية السلام في بريتوريا بجنوب إفريقيا، قال المسؤولون الإثيوبيون "لقد تمكنا من وقف 1000 حالة وفاة كل يوم".

واندلع القتال في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا في نوفمبر 2020، بعد أن اتهمت أديس أبابا مقاتلي الإقليم بمهاجمة الجيش الفيدرالي والانتشار في إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.

ولعبت الولايات المتحدة والرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، دوراً أساسياً في محادثات السلام، كما كان أوباسانجو أيضاً وسيطاً مهماً في العملية، وجاء هذا الاختراق في أعقاب مفاوضات تمت بين حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.

ومن جانبه، قال تيم فاندن بيمبت الذي يعمل في مجموعة بحثية بجامعة "جنت" البلجيكية وتحقق في "الفظائع التي ارتُكبت في تيجراي" إن تقديرات أوباسانجو البالغة 600 ألف وفاة "قد تكون صحيحة"، إذ يعتقد الخبراء أن الحصار الذي أطبق على الإقليم لفترات طويلة، جعل التحليل المستقل لما جرى، بما في ذلك عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم، أمراً صعباً للغاية.

وأضاف فاندن بيمت أنه "بناءً على التقارير الميدانية الواردة، فإنه يمكن أن يكون عدد الضحايا في مكان ما بين 300 و400 ألف ضحية مدنية، وهذا بسبب الفظائع والمجاعات ونقص الرعاية الصحية".

وتابع: "كما أن هناك تقديرات غير رسمية تُشير إلى مصرع ما بين 200 و300 ألف شخص في ساحة المعركة".

3 أضعاف ضحايا غزو أوكرانيا

وشهدت الحرب في إقليم تيجراي موجات من العنف ضد المدنيين، بما في ذلك المذابح وحوادث الاغتصاب التي نفذها، "أفراد جيشي إثيوبيا وإريتريا المجاورة، إضافة إلى مقاتلين من الإقليم وقوات أمهرة والميليشيات التي انخرطت في الصراع"، وفق الصحيفة.

وقالت "فاينانشيال تايمز" إنه إذا كان تقدير أوباسانجو صحيحاً، فإن عدد الضحايا في إثيوبيا يُقدر بنحو 3 أضعاف العدد المقدر للوفيات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، وذلك رغم صعوبة التأكد من الأرقام الدقيقة هناك أيضاً، لافتةً إلى أن عدد الضحايا سيكون أعلى بكثير من عدد الذين لقوا حتفهم خلال 5 عقود من الحرب الأهلية في كولومبيا.

وبحسب "فاينانشيال تايمز"، فإنه عادةً ما يكون عدد ضحايا الحروب في إفريقيا أمراً مثيراً للجدل، إذ يعتقد بعض المسؤولين الإثيوبيين أن العدد الحقيقي للضحايا يقترب من 80 إلى 100 ألف، وهو نفس عدد الأشخاص تقريباً الذين لقوا حتفهم في حرب (1998-2000) على الحدود بين إثيوبيا وإريتريا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن إريتريا لم تكن طرفاً في اتفاق السلام، ولا يزال وجودها في إثيوبيا موضع خلاف، فإن أوباسانجو قال إن القوات الإريترية بدأت بالفعل في الانسحاب، في وقت يتساءل بعض المحللين بشأن ما إذا كان آبي أحمد سيتمكن من إجبار جميع المقاتلين الإريتريين على مغادرة البلاد.

وفي وقت سابق، الشهر الماضي، قالت مجموعة من منظمات المجتمع المدني في تيجراي إن القوات الإريترية واصلت قتل المدنيين بعد اتفاق نوفمبر الماضي، لكن أوباسانجو رد على ذلك، قائلاً "لقد تجاوزنا ذلك، والموقف الحالي هو أن جميع الإريتريين موجودون الآن على الحدود"، معترفاً بعدم عودة جميع المقاتلين إلى ديارهم.

وأوضح أوباسانجو أن الخطوة التالية هي أن يُلغي البرلمان الإثيوبي تصنيفه للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي باعتبارها "منظمة إرهابية"، وهو أمر قال إنه "سيحدث عاجلاً وليس آجلاً".

وأردف "أعتقد أننا تجاوزنا نقطة اللاعودة، فقد باتت البنادق صامتة".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات