واشنطن تدرس المبادرة الصينية.. وزيلينسكي: العمل مع بكين ضروري

الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف بعد مرور عام على بداية الغزو الروسي. 24 فبراير 2023 - REUTERS
الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف بعد مرور عام على بداية الغزو الروسي. 24 فبراير 2023 - REUTERS
دبي/واشنطن- الشرقأ ف ب

قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إليزابيث سكتيني لـ"الشرق"، الجمعة، إن الولايات المتحدة تدرس المبادرة الصينية للسلام في أوكرانيا، فيما شدد الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي على أن "العمل" مع الصين "ضروري" لحل النزاع.

ونشرت الحكومة الصينية، الجمعة، مبادرة من 12 بنداً دعت فيه كلاً من موسكو وكييف إلى استئناف مفاوضات السلام، بمناسبة مرور عام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت المتحدثة الأميركية: "إننا ندرس المبادرة الصينية عن كثب، ولكن من وجهة نظر الحكومة الأميركية، تحاول الصين أن تلعب على الجانبين، إذ تقول إنها بلد محايد ولكنها تدعم روسيا"، مضيفة: "سنستمر في دعم أوكرانيا مع احتاج الأمر".

وأشارت سكتيني إلى أن واشنطن "تنسق مع الشركاء لإبقاء الضغط الاقتصادي على روسيا، وتوسيع دائرة العقوبات".

زيلينسكي يعتزم لقاء شي

من جهته، قال زيلينسكي خلال لقاء إعلامي في كييف، إن "العمل مع الصين ضروري لحل النزاع" بين روسيا وأوكرانيا، معلناً اعتزامه لقاء الرئيس الصيني شي جين بينج.

وأضاف  الرئيس الأوكراني تعليقاً على المبادرة الصينية: "يبدو بالنسبة إلي أن هناك احتراماً لوحدة أراضينا، ولأمور تتصل بالأمن. علينا أن نعمل مع الصين على هذه النقطة". وتابع مضيفاً: "اعتقد أن الصين كشفت ما تفكر فيه. الصين بدأت بالحديث عن أوكرانيا، وهذا ليس أمراً سيئاً".

واعتبر زيلينسكي أن انتصار بلاده على روسيا "يمكن تحقيقه" هذا العام "إذا أوفى" شركاؤه الغربيون بوعودهم على صعيد المساعدة العسكرية.

روسيا تقدر جهود الصين

وأعلنت روسيا، الجمعة، أنها "تُقدر" جهود الصين لوضع حد للنزاع في أوكرانيا، مع تشديدها على ضرورة الاعتراف بضم موسكو لأربع مناطق أوكرانية تطالب بها.

وقالت الخارجية الروسية في بيان: "نشاطر بكين اعتباراتها"، لكنها أكدت أن "على كييف الاعتراف بالحقائق الجديدة المتصلة بالمناطق الأربع التي انضمت إلى الاتحاد الروسي"، في حين تشمل الاقتراحات الصينية احترام "وحدة أراضي" أوكرانيا.

"النقطة الأولى"

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن مبادرة الصين يجب أن ينتهي بعد النقطة الأولى المذكورة فيه، والتي تدعو إلى "احترام سيادة جميع الدول". وشدد على أنه "يمكن لهذه الحرب أن تنتهي غداً إذا أوقفت روسيا هجومها في أوكرانيا وسحبت قواتها". 

وتابع: "أوكرانيا لم تكن تهاجم روسيا، والناتو لم يكن يهاجم روسيا، وكذلك الولايات المتحدة، ولكن هذه حرب اختارها بوتين وشنها على كييف". 

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، إن مبادرة الصين لوضع حد للحرب في أوكرانيا "مثير للاهتمام"، غير أنه ليس خطة شاملة تؤدي إلى السلام.

وأعلن بوريل في كلمة أمام "الأمم المتحدة": "إنها ليست خطة سلام، إنها ورقة اقتراح ... ضمنتها الصين جميع المواقف التي تم التعبير عنها منذ البدء".

"وُلد ميتاً"

ونقلت "بلومبرغ" عن دبلوماسي أوروبي، لم تكشف عن هويته، قوله إن بكين فشلت في الانخراط في الدبلوماسية المكثفة التي تحدث قبل التوصل إلى اتفاق مقبول، واصفاً "مقترح بكين" بأنه "وُلِد ميتاً". 

ومن جانبه، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين على الانتقادات، قائلاً إن المبادرة أظهرت أن "الصين ملتزمة بمحادثات السلام". 

وذكرت "بلومبرغ"، الجمعة، أن "المبادرة الصينية" التي دعت إليها بكين لإنهاء الحرب واستئناف مفاوضات السلام، لم تحظ بدعم واسع مع دخول الصراع عامه الثاني.

وجاءت المبادرة الصينية، بعد يوم من امتناع بكين عن التصويت على قرار للأمم المتحدة يدعو إلى إنهاء الحرب، والذي تم تمريره بعد موافقة الأغلبية بـ 141 صوتاً مقابل رفض 7، مع امتناع 32 عضواً عن التصويت، وتضمن قرار الأمم المتحدة طلب انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية. 

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن أوكرانيا تبنت نبرة أقل انتقاداً للصين، إذ حاولت تجنب تنفيرها منذ بداية الحرب. وقالت القائمة بأعمال السفارة الأوكرانية في بكين زانا ليشينسكا: "بالطبع تود أوكرانيا أن ترى الصين إلى جانبها، ففي الوقت الحالي، نرى أن الأخيرة لا تدعم الجهود الأوكرانية، ولكن نأمل أن يحضّوا روسيا أيضاً على وقف الحرب وسحب قواتها من أراضي أوكرانيا". 

وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هو تشون ينج، النقاط الرئيسية التي نصت عليها المبادرة، والتي تضمنت: "احترام سيادة جميع البلدان، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة، ووقف الأعمال العدائية، واستئناف محادثات السلام، وحل الأزمة الإنسانية، وحماية المدنيين وأسرى الحرب، والحفاظ على أمان محطات الطاقة النووية، والحد من المخاطر الاستراتيجية، وتيسير تصدير الحبوب، ووقف العقوبات الأحادية الجانب، والحفاظ على استقرار سلاسل التوريد الصناعية، وتعزيز التعمير بعد انتهاء الصراع".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات